لا إله إلا الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} هذه الكلمات هي ما نطق بها لساني وأنا أقرأ رسالة هاتفية تنبئ بمصرعك بيد غدر قذرة آلت على نفسها المريضة إلا أن تزيد من حزن «سكاكا» حزناً آخر وتريق على أرض الجوف الطيبة دماء زكية أخرى.
كتبت يوماً في رثاء الشيخ السحيباني «هذا الرحم الطيب الذي أنجب رجالاً لم توسم أسماؤهم إلا بفعل الطيب والنخوة والكرم.. واتساع صدرها بالمحبة برحابة فيافيها وصحاريها.. إن جذور مدينتي وأغصانها من هذه اليد الآثمة براء.. فلتقطع ويقطع دابرها».
أجدني في هذه اللحظة الأليمة أعيد ما كتبت وأؤكد عليه بل أجدني أكثر ألماً في رحيلك عاجزاً عن نعيك بما يوفيك فأنت أحد أغصان شجرة مدينتي المثمرة التي أرادت لها يد الغدر الجبانة أن تسقط.. ها نحن نبكيك ونمسح دمعة في عين علي واخوته ومن عيون كل أهلنا على امتداد «الأرض» التي ستبقى عطاء بالحب والخير. وثاؤنا فيك أيها العزيز.. يسبقه دعاء وتضرع إلى الله عز وجل أن يتغمدك بواسع رحمته ويجعلك في منزلة الشهداء في جنات النعيم. إن صرخات نواف وريان وجود وجواد ودمعة علي، يجب ألا تمر وتنسى، يجب أن تبقى صرخة مدوية في مدينة كانت يوماً مملوءة بالحب والسكون قبل أن تتحول وللأسف «إلى مدينة مسعورة» ليس من أخبارها سوى مشهد الدم البريء ينساب على ترابها. ماذا دهاك؟ من أراد بك الأذى؟ من غير فيك ملامحك الجميلة مدينتي؟؟ ألا هبوا أهل العقل والخير أعيدوا إلى رياضها وأزقتها الابتسام والاحترام. رحمك الله يا مقدم حمود وألهمنا من بعدك الصبر والسلوان.
|