|
|
الملاحظ ان مراحل التطوير التي مرت بها العملية التعليمية تفتقد التكامل إذ ان التركيز كان منصباً على الجوانب النظرية والتنظيمية المتعلقة بالمنهج وطرق التدريس ولوائح الاختبارات دون ان يكون هناك اهتمام واضح بالجانب التطبيقي المتعلق بدور الإدارة المدرسية وكفاءتها وفعاليتها في تحقيق هذا الهدف.. ومن هنا فإن عملية التطوير يجب ان تبدأ منها فهي أداة التنفيذ والمعنية بترجمة الفكرة إلى واقع وتطبيق النظريات من خلال عمل ميداني يتمثل في طريقة التدريس وغرس المعرفة في ذهن التلميذ بشكل يجيد يتلاءم مع هذه الجهود المبذولة، ويمكن طرح أكثر من سؤال عن واقع الإدارة المدرسية المعاصر ايجابياتها وسلبياتها في عملية التعليم. مدى توافر الإدارة القادرة على فهم وادراك وبالتالي انجاح عملية التعليم؟! وما هي السمات الواجب توافرها في الإدارة المدرسية؟! ما هي مشاكلها وقبل الاجابة عن هذه التساؤلات يجب الإشارة إلى الأسلوب أو الطريقة التي يتم بها تكوين او اختيار الإدارة المدرسية.. فالواقع يشير إلى ان الإدارة المدرسية القائمة الآن جاءت في غالبها نتيجة الاختيارات العشوائية أو عن طريق الترشيح سواء كان من مدير المدرسة وهو الورقة الرابحة في الغالب أو عن جهاز إدارة التعليم فكلا الأسلوبين لا يخلو من ثغرات حيث نجد ان للعواطف والوساطة دوراً فعالاً في عملية الاختيار. ومع عدم القناعة بهذا الأسلوب إلا انه حتى الآن لم يتم ايجاد صياغة أو معايير جيدة وواضحة في اختيار إدارة مدرسية مبني على الكفاءة والجدارة والتأهيل ليس العلمي فحسب ولكن التأهيل القيادي الذي يحقق الأهداف المطلوبة ويقود قافلة التعليم بجدارة وينطلق بها إلى آفاق أوسع وأرحب من إطار المنهج وصيغ التعليمات والإجراءات الإدارية والإشراف على الدوام لكن هذا لا يعني ان الإدارة المدرسية الحالية سيئة في غالبها لكنها لا تخلو من سلبيات تؤثر في مسيرة التعليم وصناعة الجيل المنتظر.. فمديرو المدارس القائمون الآن تتفاوت قدراتهم ومهاراتهم وكفاءاتهم ووعيهم وادراكهم بين الجودة والضعف.. وإذا كان لدينا قناعة كبيرة بأن نسبة من هؤلاء على مستوى المسؤولية والجدارة فإن نسبة أكبر على العكس تماماً وهذا ما كشفت عنه محاولة التصفية أو التنسيق التي تمت عن طريق دورات مديري المدارس.. ولقد سبق ان طرحت اقتراحاً كأسلوب أفضل لاختيار هيئة الإدارة المدرسية من خلال اتاحة الفرصة للجميع وليس حسب الإجراءات المتبعة الآن التي تنص على ان ترشيح مدير المدرسة لمن يقوم بعمل وكيل لها وتعيين وكيل المدرسة يجيء بناء على ترشيح مدير المدرسة وهذه الطريقة لا تخلو من عيوب سبق الإشارة لها. وقصر إدارة المدرسة على هذا الشرط يعني عدم اتاحة الفرصة أمام القدرات المؤهلة التي قد لا تستطيع اقتحام هذا الحاجز وبالتالي لا تصل إلى هدف سامٍ وهو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |