مدينةُ الشمسِ تحت القهر تنتحرُ
حلَّ الظلامُ بها والليلُ يعتكرُ..!!
كانت تشعُّ وفي أحشائها خبر
عن حقبة قلبُها في قلبهِ حجرُ
ماتت أحاسيسُ من ساروا بموكبهِ
وخافَ من بطشهِ الإنسانُ والشَّجرُ
الصوتُ مرتفع، والكل منتفع
والعقل منخدع، والقلبُ منكسر
يد تشيدُ وأخرى في مخالبها
هدم لما قد بنى البانون أو عمروا
أضغاثُ أحلامه دوَّت قنابلّها
فاستيقظ الهمُّ وانداحت له صورُ
قالوا نفتشُ عما كنتَ تكنزهُ
من (المبيدات)، أو ما كنتَ تدَّخِرُ
ففي مخازنكم بعضُ الطحين وفي
أجوائكم تسرح الأغنام والبقرُ
وفي مطابخكم بن إذا قليت
حباته في زيوت النفط تنفجر..!!
وسرُّ بابل يجثو في متاحفكم
وربما كان في أعماقه خطرُ!!
وبعد عام من التجوال ماوجدوا
إلا اليباب وبعض الوهم يحتضرُ
حلّ الجرادُ بأرض الشمس وانطلقت
نار من الحقد لاتبقي ولا تذر
هذا الدخان الذي غطى مرابعها
في بطن تنوره التاريخ ينصهر..!!
نهب وسلب وتهريب ومسغبة
وهدم مازرع الأجدادُ أو بذروا
(حرية) حرقت شعباً بأكمله
وطار منها إلى آفاقنا شرر..!!
مدينة الشمس ياقبراً بلا كفن
ويا مرابع مجد كاد ينحسر
الله يعلم كم جرح ألم بها
وكم من الناس في أحيائها قُبروا
وكم مصاحف فيها النار تشتعل
وكم كنوز مع الأحلام تندثر
وكم سجين بلا سجن يعيش أسى
يكاد من عاصف الأحداث ينفجر
يرى الجراد صقوراً في مرابعه
تباشر الجرم عمدا ثم تعتذر..!!
مدينة الشمس ياجرحاً يؤرقني
كما يؤرق من في أرضها عبروا
لابد للظلم ان يأوي لحفرته
والحق لابد ان يعلو وينتصر..