ما كان يجمعنا اللّقاءُ الحاشدُ
إلاّ لدى «سعْي الصَّفا» يا ماجدُ
أوفي «ذرى عرفات» نصعد من «مِنَى
أوفي الطواف إذا الحجيجُ توافدوا
وإذا قصدتُ بمكة بطحاءَها..
وروى لي «السقَّافُ»(1) أنّك عائدُ
شهدتْ بطلعتك الحبيبةُ لهفةً
نسَجَ التآلفَ طارقٌ، أوتالدُ
عوّدْتَ أمَّك بالوفاء، وهاجسٌ
يهفو لها، ولها بوصْلك شاهدُ
ضوَّعتَ بِرّاً، واصطفاءَ مآثرٍ
هي في حضورك والغيابِ شواهدُ
لا هِنتَ.. أو هانتْ لديكَ مطامحٌ
شهدتْ بأنّكَ في ذراها الرائدُ
وحنوْتَ رقّةَ هاجسٍ، ومشاعراً
حتّى كأنَّك للأبوة والدُ
ما كان يجمعُنا اللّقاءُ الحاشد
إلا ونجمُ المهرجان القائدُ
حدّثتَ.. فانتبهتْ وجوهٌ يقظةً
وَصَمتَّ.. فانتفض النشيدُ الراعدُ
ووفيْتَ فانهمر الحنانُ موشّحاً
بجواهر الأخلاق، وهْي قلائدُ
ما كنتَ تخطرُ في فؤاد أحبّةٍ
إلا ويعصفُها المدى المتباعدُ
«سطّامُ» طمأنني بأنّك طيّبٌ..
والطِّيْبُ فيكَ سجيّةٌ، وفرائدُ
لكنَّ نبرةَ صوته قد حشرجتْ
بالحزن، فانهمر العويلُ الفاقدُ
حين ادّكرتُكَ، والهمومُ تفاقمتْ
والحزنُ فيه توهُّجٌ، وتعامُدُ
حين ادّكرتُك، والغيابُ فجيعةٌ
وتراكمُ الذكرى.. شعورٌ واقدُ
وألفْتُ بيْنَ الصيف منك تعوُّداً
وثوى الشتاءُ المرُّ الباردُ
وإذا الخريفُ المستبدُّ بحزنهِ
يُبدي نِعيَّكَ، والقبورُ شواهدُ
ويْحي.. دمي، جمدَتْ به أورادهُ
كم مهجةٍ حرَّى، ودمعٌ جامدُ
عزّيتُ فيكَ الفاقدين حبيبَهمْ
وقلوبُهم حزناً عليك تَواجَدُ
عزّيتُ «مشعلَ» مجهشاً وشقيقَهُ
وسعودُ أرّقه الرحيلُ، وخالدُ(2)
وقفَتْ وفودُ الفاقديك تفجُّعاً
أسفاً عليك، يئنُّ فيهم «قاعدُ»(3)
يبقى حضوركَ كوكب الوَجْدِ الذي
ما عوّضتْهُ كواكبٌ، وفراقدُ