* عنيزة - عبدالله الفنيخ - خالد الفريهيدي
لأكثر من خمسين عاماً بذل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله جل وقته وجهده وماله في نشر العلم وخدمة الأعمال الخيرية فكان كثير العطاء في أعمال البر والخير من نشر الكتب وتمويل المشاريع الخيرية من بناء للمساجد ومساعدة المحتاجين وإعانة المدنيين وتجهيز الحجاج المحتاجين ومساعدة وخدمة الأمة وإصلاح ذات البين وكان رحمه الله تواقاً للخير محباً له لا يدع فرصة لعمل الخير ولا يرد قاصده أبداً.. وفقدناه رحمه الله ولكن ظلت أعماله وكتبه نبراساً لنا وضياءً ينير طريقنا ولم يتأخر أبناء الشيخ ومحبوه في تأسيس مؤسسة تحمل اسمه وتكمل مسيرة الشيخ في العطاء والبر وتكفلت بكل ما كان يقوم به الشيخ بمفرده من جهد ضخم في أعمال الخير.
وظهرت فكرة إنشاء مبنى جديد ليكون مقراً للمؤسسة بعد أن اتسع نشاط المؤسسة وتوسعت أعمالها الخيرية على النطاق الداخلي والخارجي وبدأت في تحقيق الهدف من إنشائها في نشر تراث الشيخ الشرعي والسير على طريقه في أعمال البر والخير.. وبعد أن ضاق بها المبنى القديم ولم يعد يتسع لأنشطتها المختلفة.. فكان التفكير مباشرة في إنشاء مقر جديد للمؤسسة يحقق طموحاتها ويساعدها على أداء نشاطها والتوسع فيه..
وما كان هذا المشروع ليرى النور لولا الرعاية الكريمة والاهتمام الكبير من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء الرئيس الفخري للمؤسسة الذي لم يدخر وقتاً ولا جهداً وبذل الكثير في دعم المؤسسة والعمل على استمرار نشاطها في خدمة الخير وتكفل سموه مشكوراً بتبني فكرة المقر الجديد وحث الجميع على العمل الدؤوب ليرى المشروع النور بإذن الله.
وسخر الله لهذا المشروع مجموعة من رواد العمل الخيري في المحافظة تناقشوا عبر سلسلة من الاجتماعات المتتالية حول المبنى وعناصره وشكله وكيفية الوصول إلى أفضل الحلول وتبارى الجميع في إبداء المقترحات فهذا مهندس المؤسسة حمد بن محمد الشهوان يقترح أن يكون المبنى بشكل مميز يستمد فكرته من رفيق الشيخ رحمه الله ألا وهو الكتاب.. وهذا مديرها الأستاذ عبدالله بن محمد العثيمين يقترح إنشاء مقر للأنشطة النسائية الخيرية ليتسع بذلك نشاط المؤسسة ليشمل العمل النسائي الخيري استمراراً على طريق الشيخ رحمه الله باهتمامه بالمرأة المسلمة باعتبارها حجر الأساس في المجتمع المسلم وجاء هذا المبنى أيضاً على شكل كتابين استقرا بشكل رائع وإنشاء مسجد يخدم المشروع والمنطقة المحيطة.. وتوالت الاقتراحات البناءة والهادفة من أشخاص أحبوا الشيخ وعلمه ورثوا عنه خيريته وحبه لأهل الخير وشغفه رحمه الله بنشر العلم الذي ينفع الإسلام والمسلمين في كل أنحاء المعمورة..
وكان لمكتب ساس للاستشارات الهندسية شرف اختياره كاستشاري للمشروع وليتولى أمر بلورة هذه الأفكار في صورة مشروع هندسي متكامل يحقق ما تصبو إليه آمال المؤسسة ويفي بمتطلبات العمل الخيري الذي تمارسه، وبذلت الجهود وتوالت المشاورات والاجتماعات مع أعضاء المؤسسة حتى تم ولله الحمد الوصول إلى هذا التصميم الرائع الذي يحقق كل ما هو مطلوب من المشروع الجديد.
واختير للمشروع موقع رائع على مدخل محافظة عنيزة من الجهة الغربية على طريق المدينة المنورة ليقف هذا المبنى لكتاب جاء من يثرب منبر العلم ومدينة الرسول عليه الصلاة والسلام بعلم وفير ليستقر في عنيزة منارة العلم حيث ظهر علم الشيخ رحمه الله..
وتبلغ مساحة الموقع 12 ألف متر مربع يحتوي على المبنى الرئيسي ومبنى القسم النسائي والمسجد ومواقف للسيارات ومساحات خضراء تعطي الإطلالة الجميلة والرحابة للمشروع.
مكونات المشروع:
أولاً: المبنى الرئيسي:
ويتكون من الدور الأرضي وخمسة أدوار علوية ويحتوي على أقسام وعناصر مختلفة روعي في تصميمها وتوزيعها أداء المتطلبات الوظيفية المطلوبة منها بيسر وسهولة واحتوى الدور الأرضي من المبنى على مدخل رئيسي للمشروع ومدخل ثانوي خصص لخدمة مراجعي اللجان الاجتماعية التي تمارس نشاطها من خلال عدة مكاتب بنفس الدور.. أما الأدوار العلوية فاحتوت على قاعتين صغيرتين للاجتماعات وأربعين مكتباً لأعضاء اللجان المختلفة والباحثين من تلاميذ الشيخ ومحبيه إضافة إلى قاعة رئيسية للمحاضرات ومكاتب المدير وأمين المؤسسة ولابد بالطبع من وجود مكتبة ضخمة تضم كنوز العلم من كتب الشيخ ومؤلفاته ومحاضراته المقروءة والمسموعة وروعي في تصميمها توفير جناح خاص للحاسب الآلي مزود بكل تكنولوجيا المعلومات المسخرة لخدمة الباحثين وطالبي العلم وتم توفير جميع الخدمات اللازمة لكل دور.
ثانياً: القسم النسائي:
يتكون من دورين جاءا على شكل كتابين يرمزان إلى علم الشيخ وحبه للعلم واهتمامه بوصول الدعوة والعلم إلى المرأة المسلمة ويحتوي على:
مكاتب إدارية وبحثية لخدمة الأنشطة النسائية الخيرية المختلفة إضافة إلى قاعة كبرى متعددة الأغراض وقاعة اجتماعات.
ثالثاً: المسجد:
ويتسع لحوالي 200 فرد لمصلى الرجال و60 امرأة لمصلى النساء ومنارة بارتفاع 25 متراً.
رابعاً: الموقع العام:
روعي في تخطيطه توفير العدد الكافي من مواقف السيارات (75 سيارة) والمساحات الخضراء المناسبة (850م2) ومراعاة توفير الطرق الداخلية وممرات المشاة وفق تخطيط مناسب بمساحة 3550م2.
الفكر التصميمي للمشروع:
* استخدام برامج حاسب آلي متخصصة في أعمال الرسم والإخراج المعماري للمشروع مثل:
(AutoCad2002-photoshop6 ،0-3D max vase4 ،0-Coraldraw...)
* استخدام تقنيات الحاسب الآلي في أعمال التصميم والحسابات الإنشائية للمشروع عبر برامج
(Stad3-SAP2000..).
* استخدام نظم هندسة القيمة ودراسة الجودة والجداول الزمنية العادية منها والمتراكبة في أعمال إدارة المشروع (Construction management).
* روعي في تصميم المشروع تحقيق الأداء الوظيفي لكل عنصر بأقصى درجة كفاءة ممكنة مما يساعد جميع اللجان على تأدية عملهم بأفضل صورة ممكنة ويحقق للباحثين وراغبي دراسة علم الشيخ كل الراحة واليسر لما لهم من دور كبير في نشر علم الشيخ في كل مكان.
* القوة في تشكيل الواجهات ومراعاة البعد الجمالي والنسب الجيدة في شكل الكتاب الفكرة الرئيسية للمشروع.
* المرونة في تصميم الفراغات وتوزيع الأعمدة عبر استخدام تصميم أقرب إلى المساحة المفتوحة (Open Space) وتقسيم هذه المساحات باستخدام قواطيع داخلية حديثة توفر العزل الصوتي والخصوصية مع إمكانية تغيير توزيعها حسب الحاجة.
* الاستغلال الجيد لظروف الموقع في التوجيه الملائم للمباني واختيار مواقع مدروسة لها فكان المبنى الرئيسي ككتاب ضخم يستقبل الداخل إلى محافظة عنيزة بينما مبنى النساء على شكل كتابين وضعا في الجهة الخلفية من الكتاب الرئيسي والمسجد على الطريق الجانبي حيث الهدوء والسكينة.
* توفير المطلات الجيدة لجميع الفراغات عبر تنسيق خاص ومدروس للموقع العام واتباع أحدث الطرق والمواصفات لتنفيذ أعمال التصميم الحضري (Urban Design) لموقع المشروع.
* الدراسة الجيدة لعنصر الإضاءة الخارجية للمباني ليلاً لتوضيح فخامة المبنى وأهميته وقوة واجهاته لمن يشاهده ليلاً.
* اتباع أحدث طرق التصميم الإنشائي من حيث استخدام العناصر الإنشائية مسبقة الإجهاد (pre Stress) مثل أنظمة البلاطات المفرغة (H.C.S) والتي تعطي مرونة في التصميم وجودة وسرعة في التنفيذ.
* اتباع أحدث الطرق في تصميم الأعمال التخصصية مثل الأمن والسلامة وأعمال التكييف وأعمال المصاعد.
وكما رأينا عمل الجميع على أن يخرج تصميم المشروع بالشكل الذي يليق بالدور الجليل الذي تمارسه المؤسسة امتداداً لمسيرة الشيخ الجليل رحمه الله تعالى..
|