هناك فئة من الناس طُبعت على الخير.. تسعى للخير وتبحث عنه في أماكنه.. تحب فعل الخير ولا يمكن أن يصدر منها سوى الأفعال الخيِّرة.
** الناس.. عرفتها هكذا.. وهنيئاً لشخص شاع ذكره بين الناس ساعياً إلى الخير ومجبولاً على فعل الخير.
** كلنا تابعنا في الأيام.. بل الأسابيع الماضية.. تلك الجموع التي احتضنت صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء.. في محافظات الغاط والمجمعة وشقراء والدوادمي والرس وعنيزة والمذنب والبدائع وغيرها من المحافظات والمدن.. التي زارها سموه.. والتقى خلالها مع المواطنين هناك وتحاور معهم وقدم لهم كل ما يحتاجون.
** هذا الرجل الذي لا يعرف إلا الخير وفعل الخير.. سرى ذكره هكذا بين الناس.. وعرفوه بهذه الخصلة العظيمة التي لا يقدر عليها ولا يصلها.. إلا الندرة من الرجال العظماء.
** أحب الناس كل الناس فأحبوه.. وتلمُّس أوجاعهم وآلامهم ومصائبهم فسارع إلى مناصرتهم ومعاضدتهم ومواساتهم فازداد حبه في قلوب الناس.
** زار في الأسابيع الماضية.. عدداً من المدن والقرى.. وكانت زياراته كالغيث على الجميع.. فقد كان قريباً من قلوب الجميع.. وسارع إلى تحقيق رغباتهم.. وقدم لهم كل ما يحتاجون.
** الناس كلها.. استبشرت بهذه الجولة التي أخذت طابع الإنسانية.. وبالفعل.. كانت تلك اللمسات الإنسانية التي ضمدت جروحاً وآلاماً.. وفرَّجت كرباً وأحزاناً بإرادة الحي القيوم.
** كم من بيت يتم شمله هذا الكرم!
** وكم من أرملة وعجوز وشيخ مسن ابتسم!
** وكم من مريض وجد نفسه في أرقى المصاح في العالم!
** وكم فقير سُدَّت حاجته؟ وكم من قُصَّر وصغار وجدوا لهم.. الأخ الأكبر! وكم.. وكم!
** هذا كله.. في تلك الزيارات السريعة التي لم تكمل بعد.. أسبوعين.
** أما ذلك السجل الطويل الحافل من المكرمات والبذل والسخاء في ميادين ومجالات الخير العامة.. فهي معروفة للجميع.. داخل المملكة وخارجها.
** تشهد لها.. المساجد والمراكز والمؤسسات والهيئات الإسلامية والخيرية والأقليات الإسلامية أينما وُجدت.. ويشهد لها كل مسلم استغاث في أي مكان في العالم.. فوجد من يسانده ومن يغيثه ومن يلتمس مشاكله وأوجاعه ومن ينجده.. إنه ذلك الشبل الذي نشأ في بيت العطاء والخير.. بيت لا يعرف إلا المعروف والخير والبذل والعطاء والسخاء والإنسانية ومحبة الناس.. كل الناس..
** كم عدد المرضى الذين شملهم عبدالعزيز بن فهد.. بكرمه وتعالجوا على نفقته؟
** هل نقول آلافاً؟ إنهم أكثر من ذلك.. كانوا أسرى لأمراض مختلفة مستعصية.. كانوا يتطلعون إلى علاج في مراكز طبية عالمية متقدمة.. وكان ذلك بمثابة حلم.. لأن ذلك يكلف آلاف الدولارات.. ولكن عبدالعزيز بن فهد جعل الحلم حقيقة.. وأعاد الابتسامة لهذا المريض ولأسرته ولكل من حوله.. وسخَّر له كل ما يريد.. نقرأ أحياناً بعض هذه الأخبار في صحفنا.. وأضعاف أضعافها لم ينشر.
** وماذا عن الأرامل والايتام والعجزة والفقراء والمحتاجين والمعسرين والمعاقين وكل من عانى من مشكلة أو تعثر أو تضرر أو تكالبت عليه الظروف؟
** إنهم آلاف الأشخاص الذين وجدوا الفرج من الله تعالى.. على يد هذا الرجل العظيم.. الذي سخر كل ما يملك من أجل إسعاد الآخرين وإعادة الابتسامة لهم.. وإشعارهم.. أن لهم إخواناً يتحسسون أوجاعهم وقريبين منهم.. ويرخصون الغالي من أجلهم.
** كم من أيتام تشتتوا ثم أعادهم هذا الإنسان تحت سقف واحد في بيت مُلك.. وأغدق عليهم حتى كفاهم عن العوز وعن الحاجة إلى الناس!
** وكم من أرملة.. وكم من مقعد أو عاجز احتضنته هذه اليد المعطاءة وتحسست آلامه.. وجعلته.. يبتسم مجدداً.. ويدرك أن فرج الله قريب.. وأن مع كل عسر يسراً.. وأن مع كل ضيق مخرجاً!
** بعض الناس.. عندما يفتح الله عليه الدنيا وييسر عليه في أموره المادية.. يفتح أقساماً للعقار.. وأخرى للأسهم.. وثالثة للعملات.. ورابعة للبنوك.. وخامسة للقروض.. وسادسة للتمشية وسعة الصدر وهكذا «!».
** أما هذا الرجل.. فقد فتح مكاتب للمرضى.. ومكاتب للعجزة والمعوزين.. ومكاتب للفقراء والمساكين.. وتحول مكتبه الخاص إلى دور رعاية.. ودور إنسانية.. ودور برٍّ وخير مهمتها تتبُّع وتحسُّس أوجاع أبناء هذا البلد والمسلمين أجمع.. والوقوف معهم ومعاضدتهم ومساندتهم ورفع معاناتهم أياً كانت ومهما كلَّفت.. دون إدخال ذلك في أي حسابات سوى رضا الله جلت قدرته.
** فهل نستغرب.. لماذا يحبه الناس هكذا؟ وكيف زُرعت محبته في قلوب البشر؟
** إنّه قريب من المساكين والضعفاء والمحتاجين والمعوزين.. ناصراً.. ومسانداً.. ومعيناً.. ومتحسِّساً لكل ألم.. وساعياً بكل ما يملك لإزالته.
** لم يدخل مكتبه طلب علاج أو مساعدة محتاج ورجع دون موافقة.. ولم يقصده (مضيوم) وعاد خائباً.
** كم من الرقاب أعتقها عندما كان بينها وبين السيف ثوان!
** وكم كلف عتقها من مجهود كبيرومبلغ أكبر.. ومع ذلك.. دفعها وعمل من أجل تحرير إنسان من القتل!
** كم سعى بين الناس بالصلح بعد أن كاد الشيطان أن يوقع بينهم وتسيل الدماء!
** ساعات يومه.. كلها عطاء في هذا الميدان.. ووقته واهتماماته.. كلها في هذا الاتجاه.
** لم يشغل نفسه يوماً.. سوى بالعبادة وطاعة الله.. ثم تلمُّس احتياجات المسلمين..
** لم تشغله مسئوليات العمل الحكومي رغم تزاحمها وتشعبها وتعددها وحساسيتها ودقتها عن أن يكون قريباً من الناس.. قريباً من معاناتهم.. متواصلاً معهم.. متفاعلاً مع قضاياهم.
** حتى مجالسه الخاصة.. لا يشغلها إلا هذا الهاجس الديني الإنساني الخيري.. ولا يسود فيها من حوارات ونقاشات.. غير تلك النقاشات الشرعية التي تهدف إلى خدمة المجتمع المسلم.
** هنيئاً لإنسان هذا توجهه وهذا طموحه.. وهذا هاجسه.. وهذا ما يشغله دوماً.
|