* الرياض - الجزيرة:
قام معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ اليوم بجولة تفقدية في جامع الراجحي بشرق مدينة الرياض الذي يجري تنفيذه حالياً، وتبلغ مساحة أرضه «260 ،13» متراً مربعاً، ويتسع ل«750 ،26» مصلياً ومصلية، وبتكلفة تزيد على 30» مليون ريال.
وكان في استقبال معاليه لدى صوله إلى الجامع الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي وأبناؤه، والأمين العام لمؤسسة سليمان الراجحي الخيرية عبدالرحمن بن عبدالله الراجحي، ونائب الأمين العام للمؤسسة إمام وخطيب الجامع الشيخ صالح بن سليمان الهبدان.وقبل جولة معاليه في أرجاء الجامع اطلع على بعض الصور والرسوم التوضيحية التي تتضمن مكونات المسجد، بعد ذلك ألقى الشيخ صالح الهبدان كلمة رحب فيها بمعالي الوزير، وشكره على هذه الزيارة للاطلاع على الجامع، وهو في مراحل انشائه الأخيرة، معبّراً عن أمله في أن يكون هذا الجامع منارة خير وبركة في هذه البلاد المباركة، كما شكر فضيلته أسرة الراجحي على ما قدموا ويقدمونه من اسهامات في إعمار بيوت الله تعالى، وأن يبارك لهم، وأن ينفع بهذه الأعمال الخيرة المسلمين.ثم استمع معاليه إلى شرح متكامل من المهندسين المختصين عن كافة منشآت الجامع، بعد ذلك تجول معاليه فيه، حيث بدأ بزيارة ساحة الجامع الذي يستوعب «290 ،22» مصلياً، ثم مصلى النساء، فمغسلة الأموات، ثم القاعة المتعددة الأغراض، ودورات المياه، والمكتبة العلمية، وغرف الاعتكاف، والمرافق الأخرى من صحية وسكن العاملين.
وقد أبدى معاليه خلال الجولة - من خلال مناقشاته مع المهندسين المختصين - بعض الملحوظات والتوجيهات على ما تم تنفيذه، وما سيتم استكماله.وفي نهاية الجولة، أعرب معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ عن سروره بزيارة هذا الجامع الكبير الذي تكفل ببنائه الشيخ سليمان الراجحي، داعياً معاليه الله - تعالى - أن يجزل له المثوبة، وأن يخلف عليه ما أنفق من مال.وقال معاليه: إنني رأيت هذا الجامع، متكامل البناء، مستوفياً جميع ما يلزم لأداء رسالته، من أداء الصلاة، وإقامة الدروس العلمية، والمحاضرات في المساجد، وغير ذلك، فهو بما رأيت الآن - مع أنه لم يكتمل - ظاهر الدلالة على أنه أنموذج لما ينبغي أن تكون عليه المساجد الشاملة الكاملة لكل أعمال المسجد.وأبان معاليه أن المسجد في الإسلام هو أول ما يجب أن يعتنى به، ولهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة مهاجراً أول ما أمر ببنائه المسجد، فبنى مسجده - عليه الصلاة والسلام - وشارك في بنائه بيده الشريفة، وكذلك كما جاء في حديث عائشة - رضي الله عنها - أنه - عليه الصلاة والسلام - أمر ببناء المساجد في الدور - أي في الأحياء - وأن تنظف وتطيب.وقال معاليه: إن هذا الاهتمام، والأمر الشرعي ببناء المساجد، يدل على أهمية الصلاة فهي أعظم الأركان العملية، والصلاة هي الداعية إلى توحيد الله - جل وعلا - وطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والناهية عن كل منكر، قال - جل وعلا -: {إنَّ الصَّلاةّ تّنًهّى" عّنٌ الفّحًشّاءٌ وّالًمٍنكّرٌ }
واستطرد معاليه قائلاً: وإذا كان الأمر كذلك، فمن أفضل القربات، وأعظم الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى ربه - جل وعلا - أن يعمر مساجده وبيوته التي أذن أن ترفع، قال الله - جل وعلا : {فٌي بٍيٍوتُ أّذٌنّ الله أّن تٍرًفّعّ وّيٍذًكّرّ فٌيهّا اسًمٍهٍ }، وأذن في هذه الآية، معناها: أمر، يعني أمر الله - جل وعلا - أن ترفع، بأن يبني المساجد أهل الاقتدار، وكذلك أمر أن ترفع في النفوس بطاعة الله - جل وعلا - فيها، ولهذا قال بعدها : {أّذٌنّ اللهٍ أّن تٍرًفّعّ وّيٍذًكّرّ فٌيهّا اسًمٍهٍ}، يعني أمر أن تجعل المساجد لذكر الله - جل وعلا - ولطاعته - سبحانه وتعالى.
وهذه الآية فيها بيان عظم فضل هؤلاء الذين يبنون المساجد، ويسهمون فيها، ويجتهدون في عمارتها.
|