Sunday 4th may,2003 11175العدد الأحد 3 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سارة في سباق بين الحياة والموت سارة في سباق بين الحياة والموت
المستشفى يرفض علاجها ويحتكم إلى فتوى لا تنطبق على حالتها
والدها: العلاج في أمريكا أفادها ولكن اهمالها إنعكس عليها سلباً

  * الرياض فارس القحطاني:
يتعرض الناس خلال فترة حياتهم بعدد من المصائب كوفاة أحد عزيز أو إصابة شخص بحادث شنيع يؤويه إلى الكرسي المتحرك أو يتسبب له بإعاقة أو شلل يجعله حبيس الفراش ولكن ما نرويه اليوم شيء غاية في التراجيديا.
تعرضت سارة ذات الأربع السنوات إلى مرض عارض فقام والدها على الفور بنقلها إلى أحد المستشفيات الحكومية وتم إعطاؤها العلاج اللازم وبعد ثلاثة أيام تجاوزت سارة الخطر ولكن بشلل رباعي وانقطاع السمع والبصر مما اضطر الأطباء إلى إجراء عملية لفتح طريق إلى معدة سارة لتغذيتها وفتحة في الحنجرة للأوكسجين فلم يجد الأب بدا من القيام بعلاجها في الخارج، فحزم أمتعته وطار بها إلى الولايات المتحدة وهو يأمل في إيجاد علاج ناجع لابنته وظل هناك لمدة ستة أشهر شاهد ابنته خلال هذه الفترة تتماثل للشفاء ومع العلاج الطبيعي أصبح بالإمكان الاستغناء عن الأجهزة التي كانت تلازمها من فترة إلى أخرى ولكن عندما عادا من الخارج بدأت معاناة «س.ن» ورحلة الصراع لإنقاذ ابنته.
أوضح «س.ن» في البدء بأنه كان لا بد ان يعود بابنته إلى أرض الوطن لأنه لا بد له من الانتهاء من توقيع عقود مع شركات أمريكية وذلك لاستلام الأجهزة الطبية الخاصة بـ «سارة» وبعد ثمانية أشهر تم الاتصال به لإخراج ابنته من المستشفى بحجة انه لا تتوفر أي أسرة ولا يوجد ممرضات يتابعن علاج سارة.
ويقول الأب: في يوم الأربعاء 13/11/1423هـ تم الاتصال بي من قبل أحد الأطباء العاملين في هذا المستشفى الحكومي والذي طالب مني الالتقاء به وعند قدومي إليه سألني: ماذا ترجو لابنتك؟ هل تتوقع ان تمشي أو تتلكم؟ أجبته أرجو الأجر من الله عز وجل. ومضى الطبيب قائلاً: لماذا تطيل في عمر ابنتك وأنت تعلم بأن الموت راحة لها. علماً بانه لو حصل نكسة للمريضة فلن أتدخل وقد وقعت أنا وعدد من المستشارين على هذا القرار بناء على فتوى شرعية صادرة عن مفتي المملكة ابن باز رحمه الله. وعندما سألته لماذا لا يتم تطبيق هذه الفتوى على بقية المرضى في قسم العناية المركزة أجاب بكل برود: لأنني لست مسؤولا عنهم.
ويواصل الأب المكلوم: نما إلى علمي بأن هذه الفتوى لا تنطبق على حالة سارة ولكن كانت تمثل لهم «شماعة» للتخلص من أمانتهم الطبية وعملهم والتفاني في خدمة المرضى. وقد علق فوق رأس المريضة كلمة «DNR» وهي تعني لا تنعش، أي إذا كانت تعاني من أي اضطرابات أو مشاكل وهي داخل المستشفى لا يحق لأي من العاملين داخل المستشفى في اسعافها والى هذه اللحظة لا تزال سارة بين العودة الى المستشفى لتلقي العلاج أو انتظار رحمة الموت.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved