حينما أسعدني الأخوة الكرام باستضافتهم لي في مقر المجمع بالرياض لإقامة «أظهورة شعرية» في قاعة المحاضرات في المجمع، لم أكن متوقّعاً للصورة المضيئة التي برزت أمامي في هذا المشروع الكبير، فقد كانت الصورة أكبر حجماً وأكثر إضاءة، وكان واقع المجمع يشهد بمشروع كبير لا يدرك حجمه الحقيقي إلا من يطلع عليه من الداخل.
ونحن نقدر قيمة مثل هذا المشروع لما له من أهمية كبيرة في رعاية من يحتاجون إلى رعاية خاصة من المبتلين بالأمراض النفسية عضوية كانت أم غير عضوية، ورعاية من يحتاجون أن تفتح لهم أبواب الأمل على مصاريعها من الذين انجرفوا في طريق المخدرات المظلم، وسراديبها المخيفة.
حينما وقفت مع سعادة د.خليل بن ابراهيم القويفلي على مجسم المشروع واستمعت إلى شرحه المفصل عن أقسامه وخدماته، وأجنحته الموزعة توزيعاً مناسباً للحالات التي يتلقاها، أدركت أنني أمام عمل كبير، وحينما التقيت بمجموعة من الشباب العاملين في هذا المجمع الكبير من أطباء وموظفين، ومسؤولين عن التوعية الدينية والنشاط الثقافي، زاد إحساسي بالتنظيم المتميز، والعمل الجماعي المنظم، والروح العملية المتألقة التي يعمل بها الجميع.
وحينما سألت عن تقصير الجانب الإعلامي في المجمع عن تعريف الناس به وبجهوده، وحجمه، وخدماته، تبين لي أنه سيفتتح رسمياً قريباً، وأن مجموعة من البرامج الإعلامية، والتحقيقات الصحفية ستنشر بعد الافتتاح وتعرّف الناس بهذا المشروع المهم.
وحينما التقيت ببعض منسوبي المجمع في قاعة المحاضرات، التقيت بجمهور محب للأدب، على مستوى متميز من الوعي والثقافة، فزادني ذلك سعادة، وأثلج صدري.
وليس معنى الإشارة السابقة إلى «تقصير الجانب الإعلامي» أنه غير موجود، بل هو موجود في النشرات التي تصدر عن المجمع للتعريف به وبأقسامه المتعددة من إسعاف وطوارئ وأقسام الإدمان، والأقسام النفسية، والتأهيلية، والتوعية الدينية، وكذلك موجود في مجلة «الأمل الفصلية التي صدر منها أكثر من ثلاثين عدداً ويشرف عليها رئيساً لتحريرها د.خليل القويفلي استشاري الطب النفسي، المشرف العام على مجمع الأمل بالرياض، وهي مجلة جيدة مادة وإخراجاً، تحوي أبواباً متعددة فيها من الفوائد العلمية والطبية الخاصة بمجال الدراسات النفسية وعلاج الإدمان مايجعلها مرجعاً جيداً للقارئ.
وللمجمع -كما علمت- نشاط ثقافي ودعوي متواصل، حيث يستضيف عدداً من الدعاة والعلماء والمفكرين والأدباء لإقامة ندوات ومحاضرات تحظى باهتمام العاملين في المجمع.
ولاشك ان المادة الإعلامية المنشورة في مجلة الأمل، المتعلقة بالمجالات الطبية التي يشرف عليها المجمع تكتسب أهمية خاصة لأنها تطرح المعلومة النفسية والتأهيلية، وطرق علاج الإدمان طرحاً علمياً من متخصصين في هذا المجال، وممارسين لهذا العمل على أرض الواقع، وهذا مايجعل مسؤولية «مجلة الأمل» كبيرة، ومسؤولية القارئ المتابع نحوها كبيرة أيضاً، وحبذا لو أن المجلة أصبحت تصدر شهرياً، فإنها ستؤدي دوراً توجيهياً وتثقيفيا كبيراً في المجتمع.
الصورة داخل «مجمع الأمل في الرياض» مشرقة، والعمل فيه متميز، والحاجة إلى تطوير العمل ودفعه إلى الأمام ستظل قائمة.
تحية لمجمع الأمل، ولكل من يسهم في مد جسور الأمل في هذه الحياة.
إشارة
غردي فوق الروابي أنشدي
إنما أنت شفاء الكمد
أنت ياعصفورتي لامعة
من بريق الأمل المتقد
|
|