* بغداد - أ.ش.أ:
اعترفت مصادر عسكرية أمريكية بأنها قد باتت في حيرة حقيقية جراء سلوكيات الشعب العراقي الذي يستقبلهم بالترحاب في عدد من الأماكن وبالمظاهرات في أماكن أخرى.
وقالت المصادر إنه من المألوف حاليا أن ترى في أي مكان ببغداد الجنود الأمريكيين وقد جلسوا مع العراقيين على المقاهي أو أخذوا يتحدثون معهم في الطرقات على نحو يوحي بالألفة الشديدة التي صارت بين الطرفين ولكن في الوقت ذاته تخرج المظاهرات المنددة بالتواجد الأمريكي بل وينفذ آخرون عمليات ضد الجنود الأمريكيين.ولم تقتصر الحيرة على الأمريكيين فقط بل ان الانقسام حيال الموقف من التواجد الأمريكي صار هو العنصر الغالب لدى العراقيين.
ويقول المحامي على الربيعي وهو شيعي يعيش في بغداد بصراحة شديدة أنا أحب الأمريكان لأنهم خلصونا من الطاغية صدام حسين. أنا لا أعتبر التواجد الأمريكي في العراق احتلالا لأنهم كما يقولون لا ينوون الاستمرار في بلادنا وأنا بالفعل أدين لهم بالشكر على مساعدتهم لنا في الخلاص من الطاغية صدام حسين.
وعلى النقيض من ذلك يرى المواطن أوس الحسين أن التواجد الأمريكي في العراق ليس الا احتلالا بغيضا يستهدف ثروات العراق وخاصة النفط.
وبدوره يتوقع المواطن صباح علي أن يتعرض الأمريكيون لمقاومة شرسة في المستقبل القريب بعد أن يبدأ العراقيون في استيعاب ما يحدث حولهم والخروج من حالة الذهول التي مازالت تسيطر عليهم حتى الآن.
ويقول موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط في بغداد إن المتابعة الدقيقة لنبض الشارع العراقي والحديث الى مختلف طوائف الشعب تؤكد أن نطاق الرفض العراقي للاحتلال الأمريكي يتسع يوما بعد يوم وهو ما يتضح في المظاهرات شبه اليومية التي تدعو الى الوحدة الوطنية العراقية والاتحاد لتحقيق هدف اقامة حكومة عراقية وطنية وانهاء الاحتلال الأجنبي.ويقول مظهر عبد الكريم الخربيط رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الذي دعت اليه الجبهة الوطنية لإنقاذ العراق إن جميع القوى الوطنية العراقية ينبغي عليها العمل معا لإقامة حكم وطني في العراق.
ودعا الى عقد مؤتمر عام يحدد أولويات العمل في المرحلة القادمة وينتهي الى تشكيل مجلس شورى لتسمية شخصية عراقية لقيادة البلاد في المرحلة الانتقالية والدعوة لانتخابات برلمانية لتسمية رئيس الوزراء وتشكيل لجنة لصياغة دستور العراق واجراء استفتاء على ذلك الدستور.وعلى الرغم من الآمال والأمنيات العريضة التي بدت في كلمات الخربيط الا أن الصورة مغايرة لذلك تماما لدى آخرين يعتبرون التصريحات الأمريكية بشأن مستقبل العراق مجرد وعود كاذبة وأن تحقيق أمل طرد الاحتلال ليس سهلا.
ويقول علي النوري إن الأمريكيين لا يلتزمون بما قطعوه على أنفسهم من وعود فهم على سبيل المثال انتقدوا استخدام نظام صدام حسين للمدارس كقواعد عسكرية لاخفاء الأسلحة وقاموا بعمل الشيء نفسه في مختلف مناطق العراق.
|