* دمشق بيروت الوكالات:
اجتمع وزير الخارجية الأمريكي كولن باول مع الرئيس السوري بشار الاسد امس السبت للمطالبة بأن تتفق سوريا مع الرؤية الامريكية للشرق الاوسط خلال ما بعد الحرب العراقية وان تكف عن دعم المقاتلين المعادين لاسرائيل.
وتأتي زيارة باول بعد فترة من التوتر بين واشنطن ودمشق حول مزاعم بأن سوريا حاولت تقويض الخطط الامريكية خلال الحملة في العراق بالسماح بدخول هاربين عراقيين الى سوريا ومعدات عسكرية الى العراق.
لكن باول نفى تلميحات بأن سوريا هي التالية بعد العراق في قائمة اهداف عسكرية امريكية.
وقال باول للصحفيين قبل وقت قصير من توجهه الى قصر الرئيس بشار الاسد «انني هنا لمتابعة السبل الدبلوماسية وجهود سياسية مشتركة يمكن ان يتخذها الجانبان ولذلك فإن مسألة الحرب والعمليات العسكرية ليست مطروحة على المائدة».
واضاف باول «سوف ابحث ... موضوع منظمات لها مقار في سوريا تتبنى جدول اعمال وقضايا اخرى تتعلق بتطوير اسلحة دمار شامل واغلاق الحدود مع العراق».
واوضحت سوريا انها تريد حوارا وليس انذارات من الولايات المتحدة ودمشق حريصة على استعادة مرتفعات الجولان التي استولت عليها اسرائيل في حرب عام 1967 ولها علاقات بمنظمات ثوار لبنانية وفلسطينية.
ويقول باول الذي يقوم بأول جولة في الشرق الاوسط منذ اطاحة القوات التي قادتها الولايات المتحدة بالرئيس العراقي صدام حسين ان رسالته هي ان التغيير في العراق واحتمال استئناف محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية يخلقان «ديناميكية استراتيجية جديدة» في المنطقة.
وابلغ باول الصحفيين على طائرته بين العاصمة الالبانية تيرانا ودمشق انه اذا لم تغير سوريا سياساتها فقد تواجه عقوبات بموجب قانون محاسبة سوريا الذي تم احياؤه في الكونجرس الامريكي وقانون الوطنية الامريكي لعام2001.
ولدى باول ذكريات مريرة عن زيارة قام بها لدمشق في اوائل عام 2001 عندما اعتقد انه حصل على وعد من الاسد بان تكف سوريا عن شراء النفط العراقي في انتهاك لعقوبات الامم المتحدة.ولكن سوريا استمرت في استيراد ما يصل الى 200 الف برميل يوميا من النفط العراقي المخفض من خلال خط انابيب الى ان بدأت الولايات المتحدة غزو العراق في مارس/ آذار. وهذه التجارة جعلت سوريا تربح مئات الملايين من الدولارات سنويا.وقال باول «لقد حصلت على تأكيد منذ عامين... وسوف اذكر ذلك دائما».
لكنه قال للصحفيين انه يريد الآن التحدث بشأن المستقبل مع التأكيد على ما اذا كانت سوريا ستتعاون مع خطة سلام الشرق الاوسط أو«خارطة الطريق» التي سلمها الوسطاء الدوليون الى الاسرائيليين والفلسطينيين في الاسبوع الماضي.
وقال باول ان الولايات المتحدة ملتزمة بتسوية شاملة تشمل مرتفعات الجولان ولبنان لكن هذا لن يحدث بالضرورة بنفس الايقاع مثل المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية.
وقال «سوف اذكر للرئيس (بشار الاسد) بكل وضوح ان خارطة الطريق تتعلق مباشرة بالفلسطينيين والاسرائيليين وان الولايات المتحدة ترى هذا باعتباره جزءا من تسوية شاملة».
وكانت الولايات المتحدة في ظل الادارة السابقة للرئيس بيل كلينتون وسيطا فعالا بين اسرائيل وسوريا وكادت ان تتوصل لاتفاقية سلام تشمل انسحاب اسرائيل من مرتفعات الجولان.
ولكن المناخ تغير في ظل ادارة بوش التي تقول انها تشن «حربا عالمية على الارهاب» وهي متعاطفة مع وجهة النظر الاسرائيلية بان جماعات المقاتلين ارهابيون يجب القضاء عليهم. وقد اكد الرئيس اللبناني اميل لحود ان لبنان وسوريا على استعداد لاجراء حوار مع الولايات المتحدة بعيدا عن تقديم تنازلات عن حقوقهما. حسب تصريحات نشرتها امس السبت صحيفة «السفير» اليومية اللبنانية.
وبحسب الصحيفة التي تقول انها حصلت على هذه المعلومات من زوار استقبلهم لحود امس الاول في القصر الرئاسي فإن رئيس الدولة اكد ان «انتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية (مع اسرائيل حيث يتواجد حاليا مقاتلو حزب الله) وانسحاب الجيش السوري من لبنان (الذي تطالب به واشنطن) هما حصيلتان تلقائيتان للسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط».وبحسب صحيفة «السفير فإن لحود اعتبر ان لامبرر لزيارة وزير الخارجية الاميركي الى المنطقة اذا ما قررت ادارته ممارسة «منطق القوة» على لبنان وسوريا لان التهديد لايحتاج الى زيارات بل يمكن تبليغه مباشرة عبر الهاتف».
واضاف ان «لبنان مستعد للحوار وفق قواعد «منطق الحق» واستعادة مزارع شبعا اللبنانية فيما يعيد لسوريا الجولان».
|