* الثقافية - محمد الدبيسي:
لم تحقق الفعالية التي قدمها نادي المدينة المنورة الأدبي عن الشاعر الراحل محمد هاشم رشيد ما يدعم دلالة «الندوة» التي أرادها النادي عنواناً لتلك الفعالية.. أو ما يواكب المكانة المكينة.. للشاعر الراحل في المشهد الثقافي بالمدينة المنورة بوجه خاص.. والحركة الشعرية في المملكة على وجه العموم.
فأكثر من خمسة دواوين شعرية.. وريادة تأسيسية للحركة الثقافية بالمدينة المنورة بدأت بمشاركة الراحل في تأسيس أسرة الوادي المبارك.. ورئاسته لنادي المدينة المنورة الأدبي.. وزخم عميق في الحضور الثقافي متقاطعاً مع الاجتماعي في المدينة المنورة.. كان لا بد أن تكون اعتباراً لدرس معمق ومؤسس على تخطيط علمي وممنوح وقتاً كافياً ليكون الانجاز بمستوى التطلع.. ولتعطى هذه الشخصية الثقافية حقها الواجب..
فالورقتان النقديتان اللتان قدمهما كل من الأستاذ الدكتور عزت عبدالمجيد خطاب بعنوان «محورية المكان في شعر محمد هاشم رشيد» والدكتور محمد أبو بكر حميد بعنوان «الحب والإيمان في شعر محمد هاشم رشيد» وقصيدتان قدمتا من قبل ونشرت إحداها.. وألقيت الأخرى في غير ذلك المحفل لكل من الشاعرين أنس المطلق وبشير سالم الصاعدي، لا تلمان بجوانب شعرية يعدها النقاد من أبرز الشعريات في الاتجاهين الرومانسي والوطني لقامة مهمة.. أسهمت بفاعلية في حياة المدينة الثقافية.
ولا تثريب في المشاعر الفياضة التي جاشت بها قريحة شاعرين من أبناء المدينة في أمسية التكريم.. وليس ثمة شك في صدقية وجدية الورقة النقدية التي قدمها المحاضران الكريمان.
فقد لامس الدكتور عزت خطاب حساسية المكان في شعر محمد هاشم رشيد.. ووصف الدراسات التي تناولت شعره بالتزامها بالمنهج التقليدي والتعريف الشامل بالشاعر فيما عد دراسته محاولة لتحليل ظاهرة مهمة في شعر محمد هاشم رشيد عبر اثبات فرضية أن المكان في شعر الراحل ركيزة مادية ونفسية وفنية.. دليلها الظاهري الأول أسماء وعناوين دواوينه الشعرية..«وراء السراب»، « على دروب الشمس»، «في ظلال السماء»، «على ضفاف العقيق»، «على أطلال إرم».
ويذكر الدكتور خطاب أن محورية وادي العقيق لدى هاشم رشيد مشابهة لمحورية مماثلة ومشهورة في الشعر الانجليزي الرومانتيكي في أعمال «وليام وردزورث» أما الدكتور محمد أبو بكر حميد فقد أشار في ورقته إلى أن ثمة معادلة شعرية عند محمد هاشم رشيد هي الحب + الايمان = كل الأغراض الشعرية في دواوينه، إذ لا نستطيع أن نفصل قضاياها الشعرية عن أحد هذين المنبعين بأوسع معانيهما.
هل جعله الحب شاعراً رومانسياً من الطراز الأول، لكن عنصر الإيمان في معادلته الشعرية صنع في شعره الرومانسي تميزاً جعله يقف بعيداً عن سرب الرومانسية الغربية ومن سار على دربها، ووقف متفرداً برومانسيته التي سيطرت على روحها معظم قصائده في دواوينه بما فيها القصائد ذات الأغراض الواقعية.
وأشار الدكتور محمد أبو بكر حميد إلى أنه توقف طويلاً عند ذكر الشاعر للروح الضامئة الهائمة التي تمثل المفتاح الحقيقي للولوج إلى عالم محمد هاشم رشيد الرومانسي.
وأضاف لقد تجاوز في شعره التصوير الحسي إلى عالم المشاعر والتصوير الروحي الكبير، والمشاعر التي يحملها القلب وتحلق بأجنحة الروح.
وفي نهاية المحاضرة التي أدارها رئيس النادي الدكتور عبدالله عسيلان، قدم درع تذكاري لنجل الراحل الأستاذ: طه محمد هاشم رشيد.
|