تصور أنَّك تملك محلاً تجارياً بالشراكة مع زميل لك، ولأن صاحبك هذا يقدِّر خبراتك وحكمتك ويثق بك فقد أوكل إليك إدارة المحل. إنَّ من حقِّ صاحبك عليك أن تُطلعه من وقت لآخر على أهمِّ ما تتخذه من قرارات، وعلى حالة الجرد العام للمحل ووضعه المالي. وبالمثل، فنحن مواطنو هذه البلاد نملك مشروعاً استثمارياً وطنياً هائلاً بالمشاركة مع وزارة التربية والتعليم. فعلينا - كطرف أول - الإنجاب والرعاية المنزلية الشاملة المتوازنة للطفل وتفهم وتقدير رسالة مدرسته، وعلى المدرسة - كطرف ثان - أن توظف كلَّ خبراتها وإمكاناتها لتقدِّم له تعليماً راقياً يجعل منه مواطناً صالحاً مفكِّراً مبدعاً ومنتجاً. وهنا نتساءل: أليس من حقنا على شريكنا أن يطمئننا على مستوى التعليم الذي يقدِّمه لأبنائنا؟! أليس من حقنا أن نعرف نتائج التقويم الشامل لتعليمنا؟! أطلعونا - بالله عليكم - على مؤشرات تعليمنا فقلقنا عليه لا يقل عن قلقكم.
وقفة:
عندما تشحُّ الفرص فإن المنطق يقتضي مزيداً من التعقُّل في استثمارها. فرص التدريس الليلي يبدو انها مقصورة على معلمي الفترة الصباحية.. وهنا نتساءل لماذا تأتي الفرصة مرتين لمعلمي الفترة الصباحية في حين لا تأتي أبداً لجامعيين مؤهلين ينتظرونها بفارغ الصبر؟!.
(*) كلية المعلمين بالرياض
|