هناك العديد من الأسئلة لدى كل مريض بحصوات المسالك البولية فهي تعتبر من الأمراض الأكثر شيوعاً حيث يصل معدل حدوث تكوين الحصوات إلى «2 -3%» بصفة عامة بينما يتراوح معدل تكرار حدوث الحصوات من 10% في السنة الأولى من علاج النوبة الأولى إلى 50% في خلال عشر سنوات من نفس النوبة ومن ثم تخف هذه النسبة وعلى المريض أن يساعد الطبيب المختص من خلال المعرفة الصحيحة لطبيعة المرض ولنبدأ بالسؤال الأول:
* هل هناك عوامل مساعدة لتكوين وحدوث حصوات المسالك البولية؟
- تؤثر البيئة والتوزيع الجغرافي على معدل تكوين الحصوات حيث تزداد نسبة الحدوث في المناطق الحارة والصحراوية حيث تزداد نسبة الرطوبة والعرق مما يسبب زيادة في تركيز أملاح البول ومن ثم الحصوات وعادة ما تزداد النسبة في أشهر الصيف.
* هل هناك عوامل تشريحية داخل الجهاز البولي تساعد على التكوين؟
- نعم يؤثر وجود بعض التشوهات الخلقية بالجهاز البولي على نسبة حدوث تكوين الحصوات وتتراوح من 10-40% وأهمها ضيق مكان اتصال الحالب بحوض الكلية والمثانة العصبية وصعوبة تفريغ البول.
* هل توجد عوامل وراثية لتكوين الحصوات؟
- تزداد نسبة حدوث الحصوات في العائلات التي يعاني أحد أفرادها من تكرار تكوين الحصوة وتكون نسبة حدوثها في الذكور إلى الاناث «3:1».
* هل للنظام الغذائي دور في تكوين الحصوات؟
- يزداد تكوين الحصوات في المرضى الذين يعتمدون في الغذاء على اللحوم، الطيور، منتجات الألبان، بكثرة مع بعض المكسرات والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأوكزلات كالطماطم والسبانخ - والمانجو وأيضاً يساعد هذا الاقلال في شرب السوائل بخاصة الماء.
* هل توجد فترة زمنية محددة يتم فيها تكوين وظهور أعراض الحصوة؟
- يعتمد تكوين الحصوات على زيادة تركيز الأملاح بالبول مع وجود زيادة في نسبة الخلايا الصديدية والتي مع بعض المخاطر المسيطرة للجهاز البولي تعتبر الشبكة التي تترسب فوقها الأملاح والتي تكون النواة ويصاحبها أيضاً خلل في حموضة البول والتي تلعب دوراً هاماً في تكوين الحصوات وأيضاً طرق العلاج وقد تتكون الحصوة وتمكث إلى فترة 6 أشهر بدون أعراض حيث أثبتت الأبحاث أن خمسين في المائة من هذه الحصوات قد يتخلص منه المريض تلقائياً ولكن في فترة طويلة قد تصل إلى 24 شهراً.
* هل هناك شيء معين أكثر عرضة ومن هم الأكثر عرضة؟
- يزداد معدل حدوث الحصوات في ما بين 20 -40 سنة ويساعد في ذلك بعض العوامل المساعدة والتي سبق أن ذكرناها سواء كانت بداخل الجهاز البولي أو بالبيئة المحيطة بالمريض.
* ما هي أعراض حصوات المسالك البولية؟
- تختلف الأعراض باختلاف المكان الموجود به الحصوة والحجم وبصفة عامة تبدأ بحدوث المغص الكلوي والذي يحدث مع حركة الحصوة من مكان إلى آخر بداخل الجهاز البولي ويصاحبها أحياناً زيادة نسبة الخلايا الحمراء في البول والتي قد تصل إلى نزيف بولي، بينما أيضاً ممكن أن تكون الأعراض بسيطة منحصرة في ألم أثناء التبول أو صعوبة أو تقطع البول مع زيادة في عدد مرات التبول والذي تتميز به حصوات المثانة.
* متى يستشير المريض الطبيب وهل عامل الوقت مهم؟
- يجب على المريض أن يناظر الطبيب المختص بمجرد ظهور أي من الأمراض السابقة أو في حالة حدوث حالات مماثلة بالأسرة التي هو فرد منها وكل ما كان التشخيص مبكراً كلما كانت دائرة العلاج واسعة.
* هل يوجد بعض الفحوصات التي تكشف عن وجود الحصوات؟
- يعتبر تاريخ المرض مع إجراء الفحص الميكروسكوبي الكامل للبول من أهم الفحوصات الأولية مع الأشعة العادية والموجات فوق الصوتية والوسيلة لمعرفة حدوث حصوة أو وجودها بالفعل.
* هل هناك وقاية من حصوات المسالك البولية؟
- يعتبر الكشف المبكر للمجموعة الأكثر عرضة لحدوث حصوات البول مع اتباع النظام الغذائي السليم والاكثار من تناول السوائل وبخاصة الماء من أهم العوامل الوقائية.
* ما هي طرق العلاج وكيف يستفيد منها الفرد؟
- هناك نقطة تحول هامة في علاج حصوات المسالك البولية وهي بالتحديد بدأت من عام 1980م مع دخول طرق جديدة للعلاج وهي بالتحديد العلاج بالموجات التصادمية خارج الجسم بدون جراحة والتي تطورت على مدار السنوات الأخيرة لتصل إلى ما هي عليه الآن.
* ما هو دور العلاج الوقائي؟
- يعتبر ان للعلاج الوقائي دوراً هاماً في منع تكوين الحصوات في المرضى الذين يعانون من تكرار حصوات المسالك البولية بعد اكتشاف الأسباب المسببة والتي قد تكون خلقية بداخل الكلية والتي تؤدي إلى خلل في حموضة البول مع تكرار الحصول بزيادة نسبة أكثر أملاح الكالسيوم في البول مع وجود زيادة لبعض هرمونات الغدة الجاردرقية والتي يجب أن يتم عمل الأبحاث الكاملة لها في تلك الحالات لمنع تكوين الحصوات- هذا بالاضافة إلى متابعة المرضى الأكثر عرضة والذين يتصفون بزيادة كمية السوائل وبخاصة الماء ليحافظوا على كمية إدرار البول والتي يجب ألا تقل عن 2-3 لترات يومياً وخاصة في المناطق الحارة وأشهر الصيف.
* هل هناك علاج دوائي؟
- يوجد العلاج الدوائي لمنع تكوين الحصوات من خلال ضبط حموضة البول لتناسب نوع الملح المترسب وتساعده على الذوبان وأيضاً تساعد الكليتين والحالب على طرد الحصوة الصغيرة في الحجم والتي لا يزيد حجمها عن خمسة ميليمترات والتي لا تؤثر على الجهاز البولي أثناء نزولها.
* ما هو العلاج التدخلي وما هي نقطة التحول؟
- ينقسم العلاج التدخلي إلى العلاج البسيط غير الجائر وهو نقطة التحول ويتم عن طريق تفتيت الحصوات بالموجات التصادمية وبدون جراحة وبدون ألم وبدون تنويم حيث يتم دخول المريض المستشفى لمدة ساعات وبعدها يمارس نشاطه بصفة طبيعية يقوم خلالها بمناظرة الطبيب لحين التخلص من جميع الاجزاء المفتتة.
* ما هو دور المناظير والعلاج الجراحي؟
- هو أيضاً من العلاج التدخلي ولكن يحتاج إلى تنويم ويتم خلاله تفتيت الحصوات إما بالليزر أو بالموجات التصادمية بداخل الحالب أو استخراج الحصوات بالجراحة وهو العلاج الآخر.
* هل يوجد جهاز مفضل عن آخر للتفتيت؟
- هناك العديد من الأجهزة لتفتيت الحصوات ولكن الأجهزة الحديثة جداً مزودة ببعض طرق الأمان وخصوصاً لمريض القلب حيث تتم متابعة المريض خلال الجلسة بجهاز رسم القلب ويتم ضبط الجهاز حيث يكون التفتيت في مرحلة معينة من حركة القلب والتي يضمن بها سلامة القلب - أيضاً وجود الجهاز المعزول بالموجات الصوتية والتي يتم من خلالها متابعة الحصوات الشفافة أثناء الجلسة وذلك لزيادة نسبة حساسية ودقة التفتيت من خلال ضغط جهاز الكمبيوتر المتصل بالجهاز ولقد تم بالفعل هنا بالمستشفى السعودي الألماني بالرياض تفتيت الحصوات بهذه الطريقة في مختلف اجزاء الجهاز البولي بنجاح بفضل الله سبحانه وتعالى والذي هدانا إلى أحدث التقنية في جراحة المسالك البولية.
* ما هي مضاعفات تكوين وتكرار الحصوة؟
- نبدأ بالالتهابات المتكررة وانسداد البول مع نزيف البول الحاد لنصل إلى قصور وظائف الكلى.
وختاماً نقول لماذا التشخيص المبكر لحصوات المسالك البولية وتكون الاجابة بأنه كلما تم التشخيص المبكر كلما تمت وقاية الجهاز البولي من حدوث المضاعفات وأيضاً يتيح للطبيب المختص اختيار الطرق الحديثة للعلاج حيث العلاج بالموجات التصادمية بدلاً من العلاج الجراحي والذي يلجأ الجراح له عندما تكون الحصوات مصاحبة لمضاعفات بالجهاز البولي ويكون المريض قد ناظر الطبيب في مرحلة متأخرة ومن ثم ندعو إلى التشخيص المبكر لاختيار العلاج المناسب.
د. هشام الشواف
رئيس قسم جراحة المسالك البولية
|