** حوراء طفلة جميلة.. هادئة.. ذات عينين رائعتين.. لا يتجاوز عمرها ال(5) سنوات وتدرس في إحدى روضات سيهات.. بلا مقدمات وقفت أمامي تنظر إليّ وماذا أكتب بين شوطي المباراة.. التفت إليها ودار حوار قصير بيني وإياها.
سألتها عن أسمها.. أجابتني بصوت خافت كله حياء لم يمكنني من معرفته.. فطلبت منها أن تكتبه لي بقلمي على ورقة اسماء اللاعبين.. تخيلوا لقد كتبت أسمها بخط واضح.. جميل وكبير سداسياً.. هكذا «حوراء باسم حسن محمد علي آل بهنيم».. قلت لها: ليش أنتي هنا.. أنتي بنت والملعب كله أولاد ورجال.. أجابت بخجل وبكل ما تملك من براءة الأطفال : «أنا مع أبوي».. سألتها أخرى: من يفوز اليوم؟... قالت مباشرة دونما تفكير: يا رب الخليج..
لأن أبوي يشجع الخليج.. وإذا فاز بيشتري لي كل شيء أبغاه..
أنا أحب أبوي كثير...»..
* * * *
** ظل أبناء سيهات يحلمون صباح.. مساء وأعينهم نحو البحر بأن يصعد فريقهم إلى الممتاز طيلة السنين الماضية تحديداً منذ (1416هـ).. وقبل أن يتم افتتاح مقر النادي عام (1415هـ).. لكنهم مع الأسف.. كانوا كل عام يفيقون على كابوس البقاء.. ليتبخر الحلم على صخرة الواقع المرير.. لكنهم، والحق يقال، لم يشعروا بالإحباط أو اليأس.. فهم يدركون في قرارة أنفسهم بأنهم أهلٌ بهذا الصعود.. فالإخلاص والحماسة وروح القلب الواحد يميز أبناء الخليج منذ تأسيسه (1365هـ) إلى أن قيض الله لناديهم ولفريقهم الكروي على وجه التحديد (وجه السعد) رجل الأعمال الشاب سلمان المطرود الذي حوّل الحلم إلى حقيقة بفضل نيّته الصافية وعمله المنظم ومقدرته على جمع كلمة رجالات الخليج الذين قد يختلفون فيما بينهم لكنهم يتفقون على (سلمان وحب الخليج).
* * *
** انتفض الخليج بفضل التكتيك «الصح» الذي رسمه ولعب به المدرب المخلص خالد مرزوق وتعاون لاعبيه وحبهم له ولشعارهم.. فظهر «برازيل الشرقية» بمستوى مغاير عن السابق ولعب الكرة الجماعية وطبق لاعبوه الهجوم الضاغط والخاطف بنجاح كبير وأقفلوا منطقتهم جيداً.. وأحسن خالد بإجراء تبديلاته في التوقيت المناسب.. ليتحقق حلم الصعود بفرصة واحدة عن جدارة واستحقاق.. وليلقنوا مالوش درساً بليغاً في ضرورة احترام الخصم وعدم التعالي عليه.. وعلى الكرة..!
* * *
** عندما نذكر شعبية الهلال والاتحاد والأهلي والرائد.. يجب علينا ألا نغفل الشعبية والقاعدة الجماهيرية العريضة لنادي الخليج ليس في سيهات فحسب، بل في أرجاء المنطقة الشرقية.
جماهير الخليج بخلاف أهازيجها وشيلاتها الرائعة فإنها تتميز بالوفاء والصبر والحب اللامحدود لناديها.. فهي تتنقل خلف كل فريق من فرق النادي.. في كل مكان وزمان.. بلا كلل أو ملل.
هنيئاً لنا كرياضيين بصعود الخليج إلى الممتاز وتواجد جمهور مثالي ورائع كجماهير الخليج في أقوى.. وأسخن دوري عربي.
* * *
** أخيراً.. صعود الخليج يحسب لرياضة وكرة المنطقة الشرقية.. في ظل توهج ونجومية القادسية.. ومحاولات الاتفاقيين الجادة نحو تفعيل منافسة فريقهم من جديد..
إذن.. حضور كرة الشرقية الموسم المقبل سيكون مثيراً.. ومهمَّاً في كل شيء!
س. اليوسف
|