في المواسم الثلاثة الأخيرة عاش النصراويون حالة استنفار قصوى مع تتابع خسائر فريقهم الكروي وخروجه صفر اليدين من البطولات الواحدة تلو الأخرى، وظلوا في حالة «حساب» دقيقة لهذه البطولات المفقودة حتى وصلت بعد الخروج من كأس سمو ولي العهد الأخيرة إلى الرقم «12».
ومع نهاية الأسبوع الماضي أعلن الأستاذ عساف العساف عضو مجلس الإدارة والمشرف الكروي العام عن استقالته وكان من الواضح أن في «في» أبي مشهور ماء وفي حلقه غصة وهو يكتفي بالقول معلقاً على استقالته: «سأبتعد لأريح وأستريح».
وفي تقديري الشخصي أن استقالة عساف العساف وابتعاده يمثلان الإخفاق والخسارة الثالثة عشرة التي تصيب النصر وجماهيره، بل لا أبالغ إذا قلت إن ابتعاد هذه الشخصية القديرة هو أكثر فداحة من كل الخسائر السابقة مجتمعة.
لقد شخص الكثيرون من أصحاب الخبرة والتجرية والعلم والمعرفة أزمة أنديتنا الرياضية بأنها أزمة عقول وكفاءات لا أزمة مادة ومال، والاستاذ عساف العساف كان وجوده في الوسط الرياضي يمثل حالة فرح وسعادة وانتصار لهذا الوسط كاملا وليس لنادي النصر فقط بما يمتلكه من فكر ووعي وثقافة وشخصية تتوافر على صفات إدارية وقيادية ناضجة.
وكنا كمتابعين ننتظر دخول اكثر من عساف العساف إلى وسطنا الرياضي سواء عبر نادي النصر أو غيره من الأندية وكنا نراقب خطوات هذا الرجل ونجاحاته ونتمنى أن تصل به تلك الخطوات إلى مواقع قيادية متقدمة ليس في نادي النصر وحسب بل وفي اتحاد الكرة أيضاً ليشمل بقدراته وفكره كرتنا السعودية قاطبة وتكون الفائدة أكبر وأعم.
ولكن المفاجأة والصدمة والإحباط كانت بالمرصاد لآمالنا وأحلامنا مع مثل هذه الشخصيات المتميزة عندما أعلن عساف العساف استقالته وابتعاده واطلق عبارته التي تحمل مرارة شديدة لدى قائلها وشعر بها سامعها عندما قال: «سأبتعد لأريح وأستريح».
وبقدر ما نتمنى ونتطلع لأن يتم احتواء هذا «الطارئ» الذي أجبر العساف على الابتعاد وأن يعود عنصراً فاعلاً في حركتنا الرياضية ان لم يكن عبر نادي النصر الذي اختار العمل به بعد استقالته من رئاسة ناديه الأول الحزم فليكن عبر أي ناد آخر يضع هذا الرجل «المضيء» بفكره ووعيه في الموقع والمكان اللائقين به.
|