سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة «عزيزتي الجزيرة» المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
قرأت في عدد «الجزيرة» 11165» ليوم الخميس 22/2/1424ه موضوعاً شيقاً سبق ل«الجزيرة» أن نشرته في عددها «299» في 19/4/1390ه «زمان الجزيرة» هذا الموضوع يتعلق بالبحث العلمي، وكيف أن المصانع والشركات وحتى الجمعيات الخيرية تهتم بالبحث العلمي، فجهود الغرب لا تقتصر على الحكومات التي تصرف المليارات على البحوث العلمية، ولذلك تقدموا وتأخرنا وقد ورد الموضوع في «الجزيرة» تحت العنوان التالي 26/4/1390ه الموافق 30/6/1970م العدد «300» «629» مؤسسة وجمعية علمية في ألمانيا.الجمعيات الخيرية تصرف «10» مليارات على البحث العلمي ودور المصانع والشركات في زيادة وتطوير العلوم العامة.
سعادة رئيس التحرير: لأهمية الموضوع رغبت طرح بعض الاقتراحات والآراء رغبة في سماع المزيد من القراء الكرام لعل وعسى أن تستفيد منها الجمعيات الخيرية في المملكة وكذا المصانع والشركات إلى جانب المؤسسات الحكومية المعنية.
فأقول وبالله التوفيق.
أولاً: المؤسسات الصحفية وفي مقدمتها مؤسسة «الجزيرة» معنية بذلك فهي المنبر الذي يطالب الجميع بخدمة المجتمع والرقي به، فمن باب أولى أن تكون المؤسسات الصحفية في مقدمة من يدعم البحوث العلمية ويشجعها.
ثانياً: في جميع دول العالم الثالث بما في ذلك الدول الإسلامية والعربية يركزون على دعم البحوث النظرية ويهملون البحوث العلمية التي هي من أسباب تقدم الدول.
ثالثاً: المخصصات المالية للبحوث العلمية في الدول العربية لا تقارن بالمخصصات في بعض الدول الغربية فما بالك بالدول الغربية كلها وقد تزيد المخصصات المالية للبحوث العلمية في دولة كاليابان مثلاً عن المخصصات المالية للبحوث العلمية في جميع الدول العربية وربما نضيف الإسلامية معها.
رابعاً: أين دور الجامعات الثمان في هذا المجال وما هي النسب المخصصة للبحوث العلمية فيها؟
خامساً: يوجد أكثر من عشرين نادياً أدبياً بالمملكة فلماذا لا يضاف إلى جانب الأندية الأدبية أندية علمية تشجع البحث العلمي؟!
سادساً: ورد في الخبر أن عدد الجمعيات والمؤسسات العلمية الخيرية في ألمانيا الاتحادية عام 1390هـ بلغ «629» جمعية: «450» منها للأبحاث العلمية و«179» منها للأبحاث الأدبية والفنية والتربوية وغيرها وهذا يعطي مؤشراً مهماً جداً وهو اهتمامهم المنقطع النظير بالأبحاث العلمية.
سابعاً: الدول العربية ترسل البعثات إلى الدول المتقدمة دون تركيز على التخصصات العلمية، في الوقت الذي ركزت فيه اليابان وماليزيا وسنغافورة وإيران على التخصصات العلمية. فأدى ذلك إلى تقدم تلك الدول مع أن العرب عن طريق مصر اتصلوا بالغرب قبل تلك الدول ب«35» عاماً.
ثامناً: استمعت إلى محاضرة ألقاها الداعية عمرو خالد أشار فيها إلى عدم اهتمام المسلمين والعرب بالتخصصات العلمية مع أن فيها القوة والمنعة للإسلام وقد حث الإسلام على ذلك بل إن بعض طلبة العلم ممن يتخصصون في التخصصات العلمية كالفيزياء والكيمياء والحاسب والأحياء والجيولوجيا والرياضيات.. الخ بعد حصولهم على البكالوريوس يقومون بتغيير تخصصاتهم إلى تخصصات نظرية، ففي نظري أن العالم المسلم القوي الايمان في التخصصات النادرة أكثر فائدة من غيره للإسلام والمسلمين في التخصصات النظرية،، ومما دفع البعض إلى تغيير تخصصاتهم العلمية عدم وجود حوافز لمن يتخصصون في المواد العلمية النادرة والمهمة فواجبنا أن نشجع التخصصات العلمية.
تاسعاً: سياسة المعارف هي طالب أدبي مقابل 3 طلاب علمي المشكلة في القبول حيث لا يجد معظم الطلاب قبولاً في الجامعات أو الكليات وإن وجدوا قبل البعض في تخصصات لا يرغبونها أو تخصصات نظرية.
والسبب هو عدم وجود امكانيات لدى الجامعات والكليات لقبول الجميع والسبب الآخر قصور الارشاد الطلابي في مدارسنا الذي من واجبه تقديم النصح للطلاب وتوجيههم للتخصصات التي تلائم قدراتهم ورغباتهم ولعل سبب قصور الارشاد الطلابي ينبع من عدم تخصص الكثير منهم، وعدم وجود مرشدين طلابيين في الكثير من المدارس.
عاشراً: لا يستفاد كثيراً من المعامل في المدارس الثانوية فتعطى الدروس نظرياً في بعض المدارس مما يسهم في عدم تمكن الطلاب من هضم المواد العلمية ويؤدي ذلك إلى تغيير التخصص بعد التخرج.
حادي عشر: لا بد من وجود مصادر دخل ثابتة للجمعيات حتى تتمكن من الصرف على البحوث العلمية.
وفي الختام ان صرف عشرة مليارات مارك ألماني «7 ،2» مليار دولار وفي عام 1390هـ 19870م مبلغ يدل بلا شك على اهتمام الدول الغربية بالبحوث والتقدم العلمي، وإذا أضفنا ما تصرفه الدول مع ما تصرفه الجمعيات والشركات والمؤسسات الأهلية فستكون الأرقام خيالية من الدولارات فهل نحن فاعلون؟!!أرجو من الله أن يوفقنا للاهتمام بما يساهم ويساعد على قوة المسلمين والإسلام وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري..
محمد صالح الداود
الطائف - الشرقية
|