* الرياض - فارس القحطاني - تصوير - محمد الشهري:
تواجه المستشفيات الحكومية كما هو سائر المستشفيات في العالم طول الطوابير للمراجعين وخاصة عند شباك المواعيد ناهيك عن الوقت أو الموعد الذي يتم تحديده للمريض الذي يتجاوز بعضها العام نظراً لعدة اعتبارات منها عدم توفر الأسرة أو لضغوط العمل في المستشفى وعدد طوابير الانتظار.
«الجزيرة» كعادتها في مثل هذه المواقف، رصدت فئة من المراجعين الذين استباحوا إحدى الحدائق المحيطة بمجمع الرياض الطبي.
من الوهلة الأولى يظن الشخص بأن هؤلاء النائمين قد يكونون من العمالة الوافدة ولكن مع التدقيق يتضح بأن أغلبية النائمين هم من أبناء الوطن منهم من لديه موعد مراجعة لمستشفى الشميسي وليس لديه قريب ولا صديق في الرياض مما يضطره الى افتراش المسطحات الخضراء المجاورة للمستشفى. والبعض الآخر منهم بلا مأوى. وأوضح أحد العمال الذين يعملون في ري الحديقة بأن هؤلاء قد أحضروا حاجياتهم من الملابس والأغطية للنوم في الحديقة دون اكتراث بالمارة أو العاملين وعندما يستيقظون يضعون ملابسهم وأغطيتهم بين أغصان الأشجار.
وأردف العامل يقول إنهم عند الظهيرة يذهبون الى المطاعم لتناول الغداء ثم العودة من جديد لأخذ قيلولة. وعقب العصر يتجمعون على شكل دائرة ويتبادلون أطراف الحديث.
التقينا في البدء بالمواطن فهد الذي يقول بأنه يعاني من مشاكل عائلية هي التي دفعته الى الانتقال الى الحديقة والنوم فيها وممارسة حياته بشكل طبيعي دون الاكتراث بالمارة أو حتى الجهات المسؤولة وقد أوضح فهد بأنه يقيم في الحديقة منذ عامين وهو من سكان حي الصالحية. ومن خلال الحديث معه اتضح أنه من الأشخاص الذين لا مأوى لهم ولا منزل وقد تأقلم على هذا الوضع. كما أنه لم يواجه أي مشاكل من قبل الجهات الأمنية أو المارة. ولقد كان بجواره شخص آخر بدا عليه الطمأنينة وعدم الخوف لأنه أيضا من المشردين ومن الأشخاص الذين لهم فترة ليست بالقليلة في هذه الحديقة.
وفي جهة أخرى من الحديقة التقينا المواطن عبدالرحمن الغدير رغم ادعائه بأنه المزارع المشرف على الحديقة ولكن كل الدلائل تشير الى أنه من أصحاب الأغطية المعلقة في الأشجار وبأنه هو أيضا من المشردين.
يقول الغدير: نظراً لوضع الحديقة وكثافة الأشجار والظل الممتد بالحديقة طولا وعرضا فإنها أصبحت مأوى للمشردين والذين لا مأوى لهم ولا أهل حتى إنه يوجد فيها أشخاص مختلون عقلياً.
وقال الغدير بأن أغلب المشردين يلجأون الى هذه الحديقة ويمارسون فيها حياتهم الطبيعية دون وجل أو خوف وكأنهم في منازلهم.
وعن وجبات الغداء والعشاء أوضح الغدير بأنهم يتناولونها في منزل أحد المواطنين. كما يجتمع عدد منهم للسواليف. ويضيف: كان هناك شخص من مراجعي المستشفى قد بترت ساقه نتيجة مرض السكر وقد افترش الحديقة في انتظار موعد مراجعته الى ان أدخل بعدها الى المستشفى.
وفي الختام فالحديقة لا تكاد تخلو من المراجعين والمشردين وقد أصبحت فندقاً لكل من لا منزل له.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة هو من المسؤول عن هذه الظاهرة وتفاقمها؟ ولماذا لم يكن هناك علاج لمثل هؤلاء قبل تزايد أعدادهم؟.
|