* لندن من اليستر ليون رويترز:
حذر الأردن الولايات المتحدة من ارتكاب أخطاء ساذجة في العراق مطالبا إياها باستشارة دول المنطقة فيما يتعلق بمستقبل العراق مشيرا إلى الحاجة الماسة إلى حكومة عراقية ناشئة من داخل العراق لا يمكن ضمان شرعيتها إلا إذا أعطت واشنطن المجتمع الدولي دورا سياسيا في مستقبل البلاد بعد الحرب.
وأشار مروان المعشر الذي كان يتحدث في لندن بعد زيارة للولايات المتحدة إلى الافتقار إلى الوضوح في خطط الولايات المتحدة بشأن جارة الأردن الشرقية بعد الغزو الذي أطاح بصدام حسين.
وقال إمام المعهد الملكي للشؤون الدولية إنه يعتقد أن واشنطن تعتزم تسليم السلطة للعراقيين ولكنه أضاف «النوايا الحسنة وحدها لا تكفي».
وأوضح أنه يتعين إشراك المجمتع الدولي في الجهود الرامية إلى تنصيب حكومة تمثل الشعب يختارها العراقيون كما يجب أن يشرف ويراقب أي انتخابات تجرى في نهاية المطاف.
وأعلن «المطلوب هو عملية سياسية يتم من خلالها تسليم السلطة في العراق بسرعة ويسر للعراقيين أنفسهم».
وقال المعشر إنه يتعين إعادة بناء البيروقراطية والجيش العراقي مع استبعاد تأثير حزب البعث التابع لصدام حسين باعتبارهما أفضل الأدوات للحفاظ على وحدة أراضي العراق.
وأوضح أن ترك تلك المهمة للقوات الأمريكية والبريطانية سوف «يعطي الانطباع بجيش احتلالي وليس تحرير».
وقال المعشر إن الأردن يعتقد أن العراقيين سوف يشعرون بارتياح أكبر لقادة من داخل البلاد وليس منفيين هربوا من نظام صدام ولكن يتعين أن تتاح لهم حرية الاختيار.
ويكن الأردن وهو حليف مقرب من الولايات المتحدة يعتمد اقتصاده إلى حد كبير على العراق عداء شديدا لأحمد شلبي أحد زعماء المنفيين العراقيين الذي هرب من الأراضي الأردنية في عام 1989 في صندوق سيارة بعد أن اتهم بالاحتيال المصرفي والاختلاس.
وقال المعشر إنه وجد «غموضا كبيرا» في واشنطن بشأن قضايا مثل رفع العقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة ومصير الأموال الموجودة في حساب خاص ببرنامج النفط مقابل الغذاء والمستحقات المالية التي تطالب بها الدول الأخرى العراق.
وقال «الناس هناك يبدون مضطربين مثلي»، وأشار إلى أن الولايات المتحدة يمكنها أن تتجنب ارتكاب الأخطاء الساذجة في العراق إذا ما استشارت دول المنطقة التي يقلقها مد المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وحذر من أنه حتى إذا ما فعلت الولايات المتحدة «كل شيء على الوجه الصحيح» في العراق ولكنها فشلت في الوفاء بتعهداتها فيما يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط فسوف يكون العداء للولايات المتحدة شديدا.
وقال إن الأردن يدعم «خارطة الطريق» التي نشرتها لجنة وسطاء رباعية تقودها الولايات المتحدة يوم الاربعاء لأنها تحدد أهدافا واضحة وإطارا زمنيا محددا كما تدعو إلى آلية رقابية دولية تلزم الجانبين بمسؤولياتهما.
وقال المعشر إنه سعيد بأن «الحملة الخبيثة» لتغيير خارطة الطريق لصالح إسرائيل منيت بالفشل.
وقال الوزير الأردني إنه لمس إحساسا جديدا بالحيوية من الإدارة الأمريكية بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط ولكنه قال إن جدية ذلك يتعين الحكم عليها بما إذا كانت مستعدة لممارسة ضغوط على إسرائيل.
وبينما يتعين معالجة الاحتياجات الأمنية لإسرائيل فإن إسرائيل يتعين عليها أن ترفع حظر التجول ووقف هدم المنازل ووقف الاغتيالات وقبل كل شيء إنهاء الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال المعشر «إذا استمر النشاط الاستيطاني فلن يكون الحل القائم على دولتين ممكنا.
وأضاف ان المجتمع الدولي يجب أن يساعد رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس.
|