أُخيتي الغالية المحتسبة الصابرة إن شاء الله تعالى «أم عبدالعزيز» حفظها الله من كل مكروه.. آمين.
لقد همني وأحزنني كما أحزن الألوف المجتمعة الذين هم شهود الله في ارضه ممن صلوا عليه، أو قدموا واجب العزاء فرادى وجماعات وركبان وفاة والد الجميع «عبدالله بن عبدالعزيز الحبيشي» رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
أُخيتي الغالية..
والله ان الكلمات لتمحوها الدموع كلما تذكرت أنهار الدموع تتساقط من على وجهك البريء على فقيدنا الغالي العزيز وان الجميع ليتمنى ان تكون وفاته كوفاته وليغبطونه على تلك المحبة والألسن التي تلهج بالدعاء له ليلاً ونهاراً نظير ما قدم من أعمال خيرية جعلها الله تعالى في موازين أعماله يوم لقائه كم كنت أتذكر ذلك المسكين المريض الذي كان يفصله عنه مئات الكيلومترات حينما علم بمرضه الأخير كان يلهج بالدعاء له ودموعه تسبق كلماته ناسياً حاله ومرضه وآلامه رافعاً يديه متضرعاً بأن يمن الله عليه بالشفاء العاجل ولكنها ارادة الله ولا راد لقضائه والحمد لله على قضائه وقدره.
والله لقد احتارت الدموع واختفت العبرات حينما رأيت فلذات كبده وهم يقومون بغسله وتكفينه والدعاء له وكم سرني وجهه الذي يشع نوراً فرحمك الله رحمة واسعة وجعل في عقبك خير خلف لخير سلف وجمعنا وإياك واخواننا المسلمين في مستقر رحمته.
أُخيتي..
أوصيك وأوصي أبناءه ببره بعد وفاته وأعظم ما تقدمونه له هو الدعاء ومواصلة مشواره في أعماله الخيرية التي كان حريصاً عليها في حياته رحمه الله تعالى.
وان عشمي لكبير في أبنائه وفلذات كبده ألا يتوانوا في ذلك فهم أحرص الناس على ذلك فلقد فقدته بيوت ومساجد وأرامل ومساكين وجمعيات خيرية كان هو نعم المعين لها مما نعلمه ومما لا نعلمه ولا يعلمه إلا الله.. رحم الله تعالى أبا عبدالعزيز وجعل الفردوس الأعلى منزله وجبر الله مصاب أم عبدالعزيز وألهمها الصبر والاحتساب.
جبر الله مصابنا ومصابكم ورحم الله ميتنا وميتكم وغفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين أحياء وأمواتاً.
وخير وصية أوصيكم بها وصية خير البشر لأم سلمة رضي الله عنها حينما فقدت زوجها «إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها».
|