تتفتح عيناك على تاريخ لامتك مجيد وسجل مشرف لبطولات سبقت.. وتقرأ عن دول ظهرت وحكمت العالم كله او كادت.. وتطالع سير رجال عظماء وخلفاء اوفياء وقف لهم التاريخ اجلالاً ومهابة فسجل سيرهم في صفحاته بمداد العز والكرامة والبطولات.. انها بحق اكبر دولة في العالم واعظم دولة سجلها التاريخ واوسع رقعة سياسية هكذا كانت امتي الاسلامية.
الا انك وانت تسبح في احلامك وتعيش مع الماضي التليد تصطدم بواقع مؤلم وهزائم نكراء وشتات زاد تمزقه اختلاف في الصف وتباين في المعتقدات والافكار والمناهج والاحكام وتغاير في المشارب والاهواء ما بين شرقية وغربية وبينهما قومية وعصبية جاهلية وحزبية مذهبية - الا من رحم الله - في دويلات متفرقة وقوميات مشتتة ترى في انتمائها الى موروثها الشعبي وقوميتها اعز لها من الاتحاد تحت راية امة واحدة..هذا كله جانب وتلك الهجمات الشرسة من اعداء امتي والطامعين بترابها جانب آخر حدث عنه ولا حرج فقتل هنا وتشريد هناك وقصف هنا وتدمير هناك واغتصاب هنا واذلال هناك وانتهاب امم هنا واحتلال دول هناك.
امر رهيب لا يكاد يصدقه عقل والادهى منه والامر الاستكانة والتسليم له والرضا الظاهر به وانه واقع لا يمكن ازالته او على الاقل لا نستطيع نحن تغييره منتظرين ذلك الفارس الذي سيتمطي صهوة جواده ليخرجنا من الفرقة الي الوحدة ومن الذل الى العز ومن الهزيمة الى النصر.. فهم قد وهنوا واستكانوا وجاءهم الذل من كل مكان فأحبوا الدنيا فكرهوا الموت فكانت الهزيمة قاسية التي جاءت على كل شيء.. صارت الهزيمة مرارة يجدها المرء في حلقة وناراً تلهب احشاءه وذلا وهواناً يحمله فوق رأسه تأكل منه طير الشماتة.
امتي اليوم معذبة مسكينة تجر اذيال الخيبة وترفل في ثياب الذل وتكتسي لباس الهزيمة.. امتي اليوم لا تملك من امرها شيئاً واخشى الا اكون مبالغاً ان قلت انها قد لا تملك حتى قرارها الاستراتيجي.. امتي اليوم اخشى الا اكون مبالغاً في وصفها بأنها قد لا تكاد تملك سوى قرارات انظمتها المدنية وحتى هذه مشروطة بالا تفيض الى خارج حدود كيانه.
يا الله ما اعظم الفاجعة..!؟ شيء لا يصدقه عقل من العز الى الذل.!
ومن النصر الى الهزيمة.!. من القيادة الى المؤخرة.!؟
واحباط وذل وهوان ونتائج ادهى وامر.! فأين الدول والحكومات اين المنظمات والهيئات والمؤسسات اين المجالس والتكتلات.؟! اسئلة تلح وليس ثمة جواب والواقع ابلغ في وصف الحال.
* تعالوا لنفكر في حلول تفيد في ازالة واقع أليم او على الاقل تغييره وعلاج آلام المت من سنين ومن تلك:-
1- التمسك بالثوابت الحقة التي تمسك بها الاولون.. واخذ العبرة من سقوط الشعارات الزائفة والرايات الجوفاء وافلاس الدعوات القومية والفلسفات الشرقية والغربية.
2- التوحد حول دستور واحد يتمثل في الكتاب والسنة واحياء منهج السلف.
3- احياء اللسان العربي والمفاخرة به بين امم الرياض كأفصح لسان وابلغ بيان واوسع وعاء للعلوم والمعرفة.
4- تعميق وتفعيل مبدأ الاخوة والنصرة على مبدأ الحق.
5- تعميق وتفعيل دور المؤسسات والمنظمات والهيئات على الاصعدة والمجالات كافة.
8- تبني مبدأ الحوار السليم المبني على اسس صحيحة من منطلق القوة لا الضعف من منطلق العز لا الهزيمة.
9- احياء روح العلم والابتكار وخلق المحاضن الصحيحة والسليمة وبناء مؤسسات التربية والتعليم بناء علمياً صحيحاً وحديثاً ومؤصلاً.
امتي كم يتمنى المرء ولكن تظل الامنيات تراوده ينام ويصحو وهو على امل.. ساعياً في تحقيقها وقد يموت الانسان دون بلوغها..
الا ان لنا في الله ثم في قياداتنا الاسلامية امل وامل كبير..
ومن الواقع المعايش نجد في الدولة السعودية بمراحلها الثلاث آية وبرهان على نجاح التجربة وامتداد الدعوة واستمرار المنهج وتجسيد تناغم بين الموروث الشرعي ووسائل واسباب الحياة.
|