الشعور بالمسؤولية الأسرية التي يضطلع بها الزوج نحو أسرته تدفعه للقيام بدوره القيادي لهذه الأسرة وتحمله لمسؤولياتها و(الرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته).
وهذا الدور من ضروريات الحياة، فلا مجال للخوف منه أو الهروب عن تحمل هذه الأمانة لأن هذا من العجز الذي يشين الرجال.
يطرح هذا! لأن بعض الشباب يتأخر في زواجه رغم قدرته هرباً من المسؤولية بزعمه أو للتمتع بشبابه في تبرير آخر.
كيف نفعل مع شاب يصل إلى الثلاثين من عمره يعجز عن تحمل مسؤولية أسرة ناشئة هو شطرها. كيف ينتظر من مثل هذا الشاب أن يقوم بدوره في المجتمع إذا كانت هذه نظرته وموقفه من المسؤولية.
أيعود هذا إلى طبيعته أم إلى خلل في التربية الاجتماعية؟ إن فشو هذه الظاهرة وكثرتها يؤكدان الخلل في تربيتنا.
يتجاوز الابن العشرين من عمره والأب لا يعتمد عليه في شراء بعض حوائج المنزل، بل ربما يتولَّى الأب شراء أغراض ابنه الشخصية، وهذا بدوره يهدم شخصية هذا الابن ويجعله لا يستطيع أن يعتمد على نفسه، بل يصبح أخرق لا يستطيع أن يقوم بعمل وينتظر مبادرة الآخرين للقيام بأعماله الخاصة.
أحد الشباب من هذا الصنف في نهاية المرحلة الثانوية اشترى له والده سيارة جديدة خرج من مدرسته فإذا أحد إطارات السيارة يحتاج إلى تبديل فوقف عاجزاً عن إبدال هذا الإطار وبدأ يدور حول السيارة دون أن يدري ماذا يفعل حتى أنقذ الموقف بعض زملائه فأصلحوا له الإطار وحملوا والده المسؤولية لأنه لم يوفِّر له مهندساً مرافقاً ليتولَّى هذه الأعمال.
لو وضعنا مقارنة بين هذا الموقف وبين المواقف التي نسمعها من كبار السن في تحملهم للمسؤولية في سن الصغر واعتمادهم على أنفسهم وقيامهم بالأعمال التي لا يضطلع بها أقوياء الرجال هذا اليوم تبيَّن لنا الفرق بين جيل الأمس وجيل اليوم، وربما ظهر لنا وجه الخلل في التربية في هذه الجوانب.
|