بشراكِ يا بلادي فقد زهت وزاراتك بثلة من الأبناء أهل الاتقان
كلما تعلَّى من بنيها وزير همام مخلص القلب صادق الوجدانِ
ترنو اليه عيون الملأ بأماني وتحفه بمخلصات الأعمال والتهاني.
كم للوطن من أياد عليك فهلاّ سددت ديون الأوطاني.
أيها الوزير خالف النفس بين عزم وصبر ومضاء وعفة وأمانِ
أيها الوزير نلت رفيعات الدرجات وبخدمة الأوطان تنال خالدات الجنان.
لا تدع ذرة ولا لحظة تمرّ هباء في سبيل الأعمار والأعمال للانسانِ
وازرع العزم والمنهج في كل أفراد الوزارة تدفعهم للتفاني.
وأوجد مضامير للتدريب قصيرة المدى دائمة الحدثانِ
وفكر في ابداعات جديدة غاب ادراكها ومنهجها عن الأذهان.
وكن ملهم النفس والتدابير بعون من الرحمن ثم بمقارنة الأقرانِ
وكن منفذ النظام بسلوكيات الإنسان وقوة الايمان.
أطل التفكير في علاك أيها الوزير ولا تأمنن تقلب الأزمان
ينقضي العمر في العوالي مسرعاً وتدرك أنها المتاع الفاني
فترة الوزارة في الحياة اختبار فهلا صنعت الخير لتنال الاحسان.
وتبقى طيب الذكر في الدنيا وتنجو من كيد الأقرانِ
***
أيها الوزير إنك اعتليت مكانا علياً.
يوجب عليك التحلل من الأنا ومكوناتها.
فلا حشد من المعارف والأقرباء.
إنما اختيار من القادرين والمبدعين
لا قرار فردي إنما قرار ينتقي من عدد من الحلول والخيارات.
قرار يبنى على الاستشارات
ولا استشارات بالانتقاء والوساطات
إنما بالخبرة وتنوع الاتجاهات
حمل الأمانة يتطلب ايجاد قاعدة للمعلومات
وحمل الأمانة يتطلب التوازن في الخدمات
حتى لا تلام الحكومة من بعض الجهات
فكل موضع قدم من البلاد يكثر عنك التساؤلات.
فانت مستقطب الأعمال وباث الإصلاحات
وكل ثرية من أرضنا متعطشة لتلك الخيرات.
* كل وزارة تنبعث أشعتها بحبال وأمشاج تكون عرى وثيقة بين مجتمعات الوطن وولاة الأمر فهلا عملت أيها الوزير على تثبيت عرى المحبة.
* كل وزارة تحمل أمانة تزرع الحب والخير والنماء لكل مواطن بناء عاماً فهي رسالة الدولة.
* كل وزارة مسؤولة عن غرس حب انحاء الوطن والأرض والفرد في أعماق أركان الدولة وولاة الأمر كل مشدود للآخر يرتبط بروابط ذات مصالح، لا يكفى أحدها عن الآخر ومن ثم يكون المجتمع في تلاحم فكري ووجداني، ومادي.
* إن وزير اليوم غير وزير الأمس وزير اليوم مشدود الى أنحاء الداخل الى انسان الداخل مشدود الى الخارج بمصداقية الانسانية والبراهين العقلية، فكل أعمال مصيرها الى الشفافية من حيث تدري أو لا تدري.
***
أيها الوزير إن وزارتك وزارة تنفيذ لا وزارة تفويض.
فالأنظمة تملأ الرفوف والأدراج فما عليك إلا الاخراج والتأمل.
وما يندر من التفويض فأمانته أشد قوة من التنفيذ.
فلا تجعلها بابا مفتوحا، ولا مدخلا للتزلف والمحاباة.
فأوامر التفويض تنبع من منابع الاجتهاد والتدبر والاستشارة ومن ثم الاختيار الأرجح حتى تبتعد عن الزلل وتمتنع من الخلل.
والخبرة تأهيل، والدراية والممارسة ضرورة، والابداع تاج الوزير.
والمنهج صراط مستقيم، فهل لك أيها الوزير أن تأخذ بهذه الأمور وتبثها في الكبير والصغير، وقد ذكر الأوائل صفات الوزير ورأوا أن يكون «رجلا جامعا لخصال الخير ذا عفة في خلائقه واستقامة في طرائقه، وقد هذبته الآداب، واحكمته التجارب، إن أؤتمن على الأسرار قام بها، وإن قُلد مهمات الأمور نهض بها، يسكته الحلم، وينطقه العلم، وتكفيه اللحظة، وتغنيه اللمحة له صولة الأمراء وأناة الحكماء، وتواضع العلماء وفهم الفقهاء - إن أحسن إليه شكر، وإن ابتلي بالإساءة صبر، لا يبيع نصيب يومه يحرمان غده، يسترق قلوب الرجال بخلابة لسانه وحسن بيانه».
والوزير يجب ان تتمازج فيه الرؤى الفردية والاجتماعية والمكانية المحققة لأهداف الدولة العليا وولاة الأمر وقد اشترط الأوائل شروطا للوزير منها الأمانة والصدق في اللهيمة وقلة الطمع، لا تكون هناك عداوة بينه وبين الناس، والذكاء والفطنة، وألا يكون من أهل الأهواء.
وقد ازدادت مهمات الوزير فإن لا بد أن يكون ذا منهج اداري ويعتمد على قاعدة معلومات وأن يحذر من الحلقات الجهنمية وان تضخ له المعلومات من جهات متعددة وان يركز على عرض الخيارات من قبل المستشارين، وان يحسن اختيار مستشاريه من الخبراء ولو لم يكونوا من البارعين في اللقاء والمواجهة والخدمة، وان يسلك أسلوب الشورى، وأن يستمع ويشاهد، ويسمع بابداء الرأي ومعرفة وجهات النظر ويستمع للرأي الآخر. وأسأل الله لك أيها الوزير أن يريك الحق حقاً ويرزق اتباعه وأن يرزقك المشورة الصالحة.
|