* كتب مندوب الجزيرة:
أجمع عدد من رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الجمعيات القرآنية في تحصين الشباب المسلم من الغلو والتطرف والأفكار المجافية لما كان عليه السلف الصالح من الوسطية والرفق.ومؤكدين على ضرورة دقة اختيار المعلمين الذين يقومون بالتدريس في الحلقات القرآنية من المؤهلين والمعروفين بالوسطية والاعتدال.
وأشار رؤساء الجمعيات في استطلاع حول دور الجمعيات القرآنية في تحصين الشباب من الغلو والتطوف إلى أن الاكتفاء بعملية التحفيظ دون التفسير، وتدارس علوم السنة يقلل من قدرة الجمعيات على حماية طلابها، وتحقيق أهدافها، مؤكداً بأنه لم يخرج من طلاب الحلقات القرآنية من يعرف بالغلو أو التطرف، حيث إن القرآن يهذب السلوك ويعلي من شأن الرحمة، والرفق، وينتصر للتسامح والمودة.
وسطية الأمة
يؤكد الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي رئيس الجمعية بالمدينة المنورة بأن هذه مسؤولية مهمة تقع على عاتق الجمعيات والقائمين عليها للمساهمة في محاربة هذه الظواهر السيئة فالتمسك بكتاب الله تعالى وتدبره وحفظه واستظهاره مع حسن التوجيه والتأكيد على الاعتدال في الأمور والتأكيد على وسطية الأمة، (وأن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع) والتنبيه لبعض الأفكار والتيارات الوافدة التي تهدف إلى زرع الفرقة والتنافر والتناحر وبث سمومها للتفريق بين الرعية والراعي، وبين أفراد المجتمع، وبث الشائعات المغرضة الحاقدة ضد ولاة أمر هذه البلاد، وضد علمائها.
ويوضح العوفي أن هذه الرسالة العظيمة ينبغي أن تساهم الجمعيات في تحملها لتحصين الشباب، ضد هذه الأمور، وإرشادهم لما فيه خيرهم وخير أمتهم وبلادهم.
نتائج مثمرة خيرة
ومن جهته يؤكد الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس الجمعية بمنطقة تبوك: إن مبادرات العلماء العاملين والدعاة المخلصين من خلال التوجيه السليم والإرشاد السديد، واهتمام الإخوة القائمين على هذه الجمعيات والمشرفين على مناشطها، وعمل النابهين من الشباب، جاءت طيبة، وأعطت نتائج مثمرة وخيرة، في تحصين هولاء الشباب للبعد عن الغلو والتطرف، عملاً بسماحة القرآن الكريم، وتطبيقاً لمبادئ الإسلام السامية في الوسطية والرفق والاعتدال والسير على نهج السلف الصالح لهذه الأمة الراشدة.
وأشاد فضيلة الشيخ الحميد بالدور الرائد لقادة هذه البلاد في خدمة كتاب الله تعالى وتطبيقه واتخاذه منهج حياة والعمل على نشره، واحتضان الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ورعايتها ودعمها مادياً ومعنوياً، هذه الجمعيات التي تقوم - بتوجيه من ولاة الأمر حفظهم الله - بدور ريادي وفاعل في تعليم كتاب الله لجميع فئات المجتمع، وتبذل ما في وسعها لاحتواء الناشئة - من فتيان وفتيات - ورعايتهم وحفظهم من قرناء السوء وتربيتهم على موائد القرآن الكريم والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ليكونوا منارات هدى، ومشاعل ضياء، ولبنات صالحة في صرح هذا المجتمع الطيب المعطاء.
وأوضح الحميد أن الحلقات القرآنية إنما هي محاضن تربوية ومعاقل إيمانية ومدارس قرآنية يتربى فيها النشء على الفضيلة، بعيداً عن الأفكار المنحرفة، وخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والأهواء، وتعددت فيه سبل الغواية والإغراء، وتنوعت فيه طرق الشهوات والشبهات، وذلك لأن القرآن الكريم يزكي النفوس، وينير العقول، ويشحذ الهمم، ويدفع المرء إلى التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل، والاتصاف بالصفات الحميدة والمزايا الحسنة والخلال الطيبة، وأداء حقوق الله وحقوق العباد.
وأضاف بأنه ينبغي على كل مسلم أن يترجم أخلاق القرآن في سلوكه وشخصيته، وأن يعطي من نفسه صورة حية عن الإسلام، ومرآة صادقة عن أخلاق القرآن، وذلك بالإيمان بالقران الكريم وتعظيمه وتلاوته والعمل به، والتمسك بهديه والالتزام بمنهجه في العقيدة والعبادة والمعاملة والأخلاق والسلوك وجميع شؤون الحياة، وأن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله تعالى بقوله: {وّإنَّكّ لّعّلّى" خٍلٍقُ عّظٌيمُ}، ووصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلقه عليه الصلاة والسلام قالت: «كان خلقه القرآن» فهو صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة والمثل الأعلى لأمته، والله تعالى يقول: {لّقّدً كّانّ لّكٍمً فٌي رّسٍولٌ اللهٌ أٍسًوّةِ حّسّنّةِ لٌَمّن كّانّ يّرًجٍو اللهّ وّالًيّوًمّ الآخٌرّ وّذّكّرّ اللهّ كّثٌيرْا}.
وختم فضيلته حديثه قائلاً: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على هذا الخلق النبيل، خلق القرآن العظيم، فكان كل واحد منهم قرآناً يمشي على الأرض، نعم كان كل واحد منهم قرآناً يمشي على الأرض، لأنه يجسد هذه الأخلاق ويتمثلها في أقواله وأفعاله وسلوكه ومعاملاته وجميع تصرفاته.
غرس العقيدة السلفية
ويؤكد الشيخ عيسى بن محمد الشماخي رئيس الجمعية بجازان: على أهمية دور الجمعيات في تحصين الشباب من الغلو والتطرف والأفكار المجافية لما عليه سلف الأمة مشيراً أن الجمعيات القرآنية بحمد الله تقوم بدور بارز في غرس العقيدة السلفية في نفوس ناشئتها والبعد بالطلاب عن الغلو والتطرف والأفكار المجافية لما عليه سلف الأمة ولم يكتشف بين الطلاب في الحلقات من يحمل أفكاراً تخالف ذلك فالعقيدة السلفية - إن شاء الله - هي التي عليها الطلاب والمدرسون والقائمون عليها ونحن نوصيهم دائماً بنهج عقيدة السلف الصالح وإبعاد الناشئة عن الغلو والتطرف.
حفظ كيان الأمة
أما الشيخ خالد بن صالح العمر رئيس الجمعية بمنطقة الجوف بالإنابة فيقول إن دور الجمعيات القرآنية في تحصين الشباب من الغلو يتحقق بواسطة المعلم القدوة المعتدل وأيضاً من خلال ربطهم بالقرآن الكريم، فحفظة كتاب الله الذين يتربون في حلق القران الكريم وفي مدارس تحفيظ القرآن الكريم هم أبعد الناس - إن شاء الله - عن سخط الله، وأقرب الناس إلى امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، والوقوف عند حدود الشرع الحنيف، وهم أقرب الناس للرقي الأدبي وأبعد الناس عن نزعات الشر والتطرف والأفكار المجافية لما عليه سلف الأمة من الوسطية والرفق، فالمأمول منهم - إن شاء الله - أن يكونوا دعامة قوية تحفظ كيان الأمة وبنياتها من كل شر وأن ينيروا السبيل بسلوكهم وأعمالهم ومعاملتهم قبل دعوتهم وتعليمهم لغيرهم كتاب الله لأنه واجب عليهم، وكما قال الصادق المصدوق «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
التربية القرآنية
ويقول الشيخ محمد بن محمد البشري نائب رئيس الجمعية بعسير إن: الدور الذي يجب أن تقوم به الجمعيات القرآنية في تحصين الشباب من الغلو والتطرف يكون بالعناية بالتربية القرآنية الصحيحة الكاملة مصداقاً لقوله تعالى: {وّلّكٌن كٍونٍوا رّبَّانٌٌيٌَينّ بٌمّا كٍنتٍمً تٍعّلٌَمٍونّ الكٌتّابّ وّبٌمّا كٍنتٍمً تّدًرٍسٍونّ }، وكذلك حضور المحاضرات والندوات، مشيراً إلى أن الذين يقعون في الغلو والتطرف هم ضحايا لسوء التربية أو عدمها، وكذلك جلساء السوء نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يصلح شباب المسلمين وأن يرد كيد الحاسدين والمغرضين إنه حميد مجيد.
المسؤولية العظيمة
منهاج النبوة
ويوضح الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله حنفي رئيس الجمعية بمحافظة جدة: إن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم أبعد ما تكون عن الغلو والتطرف، وحلقات التحفيظ في المساجد أمام الكبير والصغير وتقوم بدور تربوي دعوي يوجه الشباب إلى خير الدنيا والآخرة وأما الأفكار المجافية فهي لا تليق بالطالب الملتزم بكتاب ربه ولذلك نحاول من خلال حلقات التحفيظ ربط الشباب بكتاب الله فكراً وعملاً، وأن ينتهجوا منهاج النبوة ولهم في رسول الله أسوة حسنة وفي أصحابه والتابعين رضوان الله عليهم، فقد مرت عليهم الكثير من المواقف والمحن التي أمعنوا فيها الفكر والروية ودعوا إلى الله بالتي هي أحسن ويضيف الشيخ عبدالعزيز حنفي ولذلك فتدريس القرآن الكريم في حلقات تحت إشراف الجمعيات خير للشباب من التفرق خلف كل صاحب هوى أو جهالة أو من لهم أغراض يطمحون إلى تحقيقها من خلال بث الأفكار المغلوطة والمفاهيم المشوشة بين الشباب المتوهج والمفعم بالانطلاق والحيوية والاندفاع فينتج عنها ضرر عظيم، ولذلك أنصح أبنائي الشباب بالرجوع إلى علمائهم من أهل السنة والجماعة في كل ما يشكل عليهم أو يرغبون في مزيد بيان وأن لا يتبعوا كل ناعق وأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.
بث الفكر الصحيح
ويشير الشيخ حمود بن عتيق المعبدي رئيس الجمعية بمحافظة الجموم إلى أنه يمكن أن تقوم الجمعيات بدور رائد في هذا الاتجاه إذا قام على تعليم القرآن الكريم رجال أمناء ودعاة صادقون قدوة في أفكارهم وفهمهم لتعاليم الدين الحنيف، ثم يكون أولئك المشرفون قريبين من الطلاب عالمين بما هم عليه من سلوك وأفكار، ويمكن كذلك بث الفكر الصحيح من خلال الدورات التي تقوم بها الجمعية للعاملين والطلاب، كما يمكن إلقاء توجهيات ومواعظ في الحلقات من المشرفين والمعلمين بما لا يتجاوز عشر دقائق في بعض الأيام، كما أن ر بط الطلاب بكتب التفسير السلفية كابن كثير وغيره فيه نجاة بإذن الله.
تعميق مفهوم السلف
أما فضيلة الشيخ الدكتور علي بن إبراهيم اليحيى رئيس الجمعية ببريدة فيقول: إن دور جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في حماية الوسطية ومواجهة دعاوى الغلو كبير وهي تضع لبنة كبرى في تعميق مفهوم السلف وتنزيل فهم السلف الصالح ووسطية هذه الأمة من خلال دروس القرآن الكريم وتفسيره وتوضيح الرفق الذي كانت عليه الأمة.
قلة العلم
ويضيف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الفارس رئيس الجمعية بمحافظة رنية قائلاً: إن دور الجمعيات الخيرية للتحفيظ في تحصين الشباب من الغلو والتطرف دور بارز لكون القرآن يدعو لذلك وهذه التصرفات ناتجة عن قلة العلم والقرآن هو العلم كله والبحر الذي لا ساحل له في شغل وتثبيت وتوجيه وإرشاد المتعلم له والحافظ.
الوسطية الإعلامية
ويشير الشيخ محمد بن عبدالله العويد رئيس الجمعية بمحافظة عفيف: أنه يمكن للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم أن تقوم بدور عظيم في تحصين الشباب من الاتصاف بالغلو والتطرف، ومجانبه الوسطية الإسلامية، وذلك بوسائل كثيرة منها:
اختيار القائمين على شؤون الحلقات «معلمين ومشرفين» من المؤهلين الوسطيين البعيدين عن التطرف والغلو واستخدام العلوم القرآنية كالتفسير والسنة النبوية لإيضاح فوائد الوسطية والرفق في الدين، وبيان مضار الغلو والتطرف اللذين نهى عنهما الإسلام، وذلك لمن يلتحقون بهذه الحلق من أبناء المسلمين وغرس الصفات الحميدة في نفوسهم.
معلمو الحلق
أما الشيخ سعود بن عبدالرحمن الزامل الدريس رئيس الجمعية بمحافظة حفر الباطن فيقول لا شك إن للجمعيات الخيرية دوراً كبيراً في تحصين الشباب من الغلو والتطرف والأفكار المجافية لما عليه سلف الأمة من الوسطية والرفق، فهي تقوم بالإشراف والمتابعة لمعلمي الحلق وقبل ذلك تشترط على المعلم شروطاً عديدة منها اجتياز المقابلة الشخصية، كما أن الجمعية لا تبخل على الملتحقين بحلقاتها بالإرشاد والنصح والتوجيه والتوعية والتربية السليمة.
مجانبة البدعة
وفي ذات السياق أوضح فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن علي الدخيل رئيس الجمعية بمحافظة البكيرية أن أهم العلم تعلم القرآن والحصول على العلم الصحيح سبب للزوم السنة ومجانبة البدعة والانحراف بشتى أشكاله إفراطاً أو تفريطاً.
لا إفراط ولا تفريط
ويرى الشيخ صالح بن منديل التويجري رئيس الجمعية بمحافظة رفحاء: أن الجمعيات تتعامل مع كتاب الله تعالى الذي جاء بالوسطية والاعتدال وعندما يتلى كتاب الله بتدبر وتفهم آياته وفق منهج السلف الصالح الذي لا إفراط ولا تفريط فيه لا شك أن الشباب سوف يشب على هذه القيم الجليلة وينأى عن أي تطرف أو غلو.
النشأة على الوسطية
أما الشيخ علي بن صالح العقيل رئيس الجمعية بمحافظة الشماسية فيرى: أن الالتزام بالقرآن والاستهداء بهديه - وهو ما تعنى به وتؤكد عليه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم - هو الكفيل بتحصين الشباب من الغلو والتطرف وكل ما يجافي الإسلام والقرآن لذا فعلى جميع الجهات العلمية والفكرية والتربوية التعاون في هذا الشأن لينشأ أبناء الإسلام على الوسطية الخالية من الغلو والتطرف والتي يؤكد عليها كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
حياة القلوب
أما الشيخ سليم الله بن سليم العوفي رئيس الجمعية بمحافظة ينبع فيقول: إن الشاب الذي ينشأ في الجمعيات القرآنية هو شاب ينشأ في عبادة الله وعلى العقيدة الصحيحة فهو في ذمة الله محصن بكتاب الله من الأفكار الهدامة المنافية للتوحيد، يتربى على حياة القلوب يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
التحفيظ لا يكفي!
من جهته أوضح الشيخ عبدالعزيز بن زيد العميقان رئيس الجمعية في حوطة سدير: أن كون الجمعيات تقف جامدة على تحفيظ القرآن فقط، فهذا لا يؤدي أي دور في تحصين الشباب من الغلو والتطرف والأفكار الغريبة، أما إذا دعمت وأعطيت فرصة لوضع برامج رحلات ومخيمات ودروس ولقاءات فسيكون لها بإذن الله دور فاعل وقوي في ذلك.
الالتزام بمنهج السلف
وفي ذات السياق يضيف الشيخ سعد بن عبدالله الهويمل رئيس الجمعية بمركز ساجر بالسر: إن دور الجمعيات هو تشجيع الشباب على اقتناء الكتب التي تحثهم على التوسط والاعتدال والالتزام بمنهج السلف الصالح والفهم الصحيح لكتاب الله والابتعاد عن الكتب المشبوهة وكذلك الابتعاد عمن يشتبه أنهم من المبتدعة أو أصحاب الفرق الضالة.
المدرس الصالح
من ناحيته يرى الشيخ حمد بن ريس الريس رئيس الجمعية بتمير وتوابعها: إن أهم المهمات وأعظم الواجبات التي يجب أن تقوم بها الجمعيات القرآنية الأخذ بأيدي الشباب إلى هدي الكتاب والسنة والنأي بهم عن مزالق الانحراف والتطرف وذلك بالتركيز على المدرس الصالح المعتدل في سلوكه ومنهجه ليكون قدوة لمن تحت يده.
|