إن وقوع الفتن سنة ربانية لا تتبدل كما في قوله تعالى: {أّحّسٌبّ النَّاسٍ أّن يٍتًرّكٍوا أّن يّقٍولٍوا آمّنَّا وّهٍمً لا يٍفًتّنٍونّ} وقد كتبها الله عز وجل على عباده لحكم عظيمة منها تمييز المؤمنين من غيرهم، ومنها تكفير السيئات ورفع الدرجات، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصر عوداً عوداً فأي قلب أُشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين: أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه».
والمراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إني أرى الفتن خلال بيوتكم» فإنه يكون القتل والحروب والاختلاف الذي يكون بين فرق المسلمين إذا تحزبوا؛
|