* الجزيرة خاص:
طالب فضيلة المدير العام لمؤسسة الحرمين الخيرية الشيخ عقيل العقيل بإيجاد سياسة إعلامية ذات استراتيجية واضحة في كل مرحلة من مراحل الأزمات التي تعيشها الأمة الإسلامية، وتتفاعل سائر الأطراف معها بشكل إيجابي.
وشدد الشيخ عقيل العقيل - في تصريح صحفي - على أهمية إتقان المعنيين في الجهات الإسلامية والخيرية للخطاب المعتدل المتوائم مع الظروف، واستيعاب كل قطاع للأحداث والمستجدات التي لها صلة مباشرة، أو غير مباشرة بمجاله، كي يسهل عليه التفاعل معها بدراية وروية.
وقال فضيلته: إن تميز مؤسسة الحرمين الخيرية في مجال الدعوة إلى الله يأتي وفقاً لخطة مدروسة، تم إرساء قواعد المؤسسة عليها من قبل الدعاة والمصلحين الذين قاموا بتأسيسها، فقد جعلت الدعوة إلى الله في طليعة أولوياتها، ما جعلها تخصص أكثر من «60%» من إيراداتها السنوية لإنفاقها على مشروعات الدعوة إلى الله، إضافة إلى أن جميع مساعداتها الإنسانية والإغاثية المقدمة للمسلمين في سائر أنحاء العالم، تقام إلى جانبها برامج دعوية تتناسب مع طبيعتها وفقاً لما يقتضيه حال المتضررين، وبذلك نصل إلى القول: إن جميع أعمال مؤسسة الحرمين الخيرية تصب في مصلحة الدعوة إلى الله تعالى دون مبالغة.
ولفت المدير العام لمؤسسة الحرمين الخيرية النظر إلى أن الإسهامات الدعوية المحضة التي تقوم بها مؤسسة الحرمين الخيرية في العالم الإسلامي تتمثل في تشييد المراكز الإسلامية، وبناء المساجد في داخل المملكة وخارجها، وإقامة الصروح التعليمية والأكاديمية، ودعم حلق تحفيظ القرآن الكريم، وكفالة مدرسيها في الداخل والخارج، وكذا كفالة الدعاة إلى الله، والاستعانة بهم في دعوة مجتمعاتهم، وإخراجها من الظلمات إلى النور، وإقامة الدروس العلمية المكثفة بمشاركة ذوي الخبرة من العلماء والدعاة المتميزين في كثير من البلاد الإسلامية في مختلف شهور السنة، وخاصة في الإجازات، كما تتمثل تلك الإسهامات في كفالة عدد من الدورات العلمية المكثفة المتميزة التي تقام بداخل المملكة.
وواصل الشيخ العقيل الحديث بقوله: إن للمؤسسة أنشطة كثيرة متنوعة في الداخل والخارج، ككفالة الأيتام، والدعوة إلى الله، وإغاثة المسلمين عند حلول الكوارث والنكبات، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، وإعانة الأسر المحتاجة، وبناء مرافق حديثة في بعض سجون المملكة، كالمصليات ودور الخلوة الشرعية، وخلافها.
وحول ما تتعرض له مكاتب المؤسسة في الخارج من اعتداءات، قال فضيلته: إن المؤسسة تعتبر ما يجري أموراً طبيعية في ظل الأحداث الراهنة، وعندما يحدث أي ضرر لأحد مكاتبها تقوم بعدة خطوات يأتي في مقدمتها إشعار حكومة المملكة العربية السعودية في البلد الذي تم اقتحام المكتب فيه، وتتصل بالجهات المسؤولة في ذلك البلد لبحث مبررات ومسوغات المداهمة، وتعطي المسؤولين المعلومات الوافية، ليخرجوا منها وهم على قناعة تامة بحقيقة أنشطة المؤسسة، وإن كنا نعلم من جانبنا الأهداف الحقيقية غير المعلنة وراء هذه المداهمات.
واستطرد المدير العام للمؤسسة قوله: أما بالنسبة لوسائل الإعلام فإن أي اتهام حيك ضد المؤسسة، ولمست أن مرده عن جهل، أو قلة إدراك، فإنها توضح الحقائق عبر بيان صحفي أو مؤتمر صحفي تدعى إليه كافة وسائل الإعلام المحلية، ومراسلو الوكالات الأجنبية، وعندما يتبين أن الغرض هو «إشاعة الأكاذيب» تبريراً للهجوم على الدين الإسلامي، الذي تمثل المؤسسات الإسلامية أحد جبهاته، فإننا نلتزم الصمت، إذ إن من يهمنا «وعيهم» يدركون مغزى الحملة الشرسة ضد المؤسسات الخيرية، وأحياناً نرفع دعوى ضد الجهة التي افترت علينا.. هذا بالنسبة لمؤسسة الحرمين الخيرية، ولكل مؤسسة طريقتها في التعاطي مع المشكلات التي تواجهها.
وأكد الشيخ العقيل مجدداً على أن الإسلام دين قوي بذاته، ولذلك فهو ينتشر بقوة، وله من المقومات ما يجعله مؤهلاً ليكون دين البشرية، والمسلمون معنيون بكشف خطط اليهود للسيطرة على العالم، وهم الجهة الوحيدة التي تمانع قيام دولة إسرائيل الكبرى، وبناء هيكل سليمان المزعوم، ملفتاً النظر إلى أن هناك تضامنا واضحا بين النصارى واليهود ضد الإسلام والمسلمين، هذه بعض الأسباب التي تجعل الغرب يستميت في إجهاض كل عمل إسلامي، ويسعى دوماً إلى إلصاق التهم الكاذبة بالمسلمين بغرض الإيقاع بهم، قال الله تعالى: {وّيّأًبّى اللهٍ إلاَّ أّن يٍتٌمَّ نٍورّهٍ}.
وحول غياب التنسيق بين الجمعيات الإسلامية، وما يمكن أن يقال عن أثر ذلك عليها وهي تعاني حرباً ضروساً من أعداء الإسلام، رأى فضيلة المدير العام لمؤسسة الحرمين الخيرية أن التنسيق بين المؤسسات الخيرية أصبح حتمياً، وغيابه أوقع المؤسسات في مزالق كثيرة، وأضعف من أدائها، والواقع أن التجاوب حول هذا الموضوع منهج المؤسسات في أنشطتها، والمتغيرات السياسية في بعض الدول واختلاف منهج المؤسسات في أنشطتها، يشكل عائقاً كبيراً انعكس على تعاون المؤسسات فضلاً عن وحدتها كما يؤمل البعض، وقال فضيلته: إننا نحن في مؤسسة الحرمين الخيرية نتطلع إلى أن يتم هذا التنسيق على الأقل في البلد الواحد بين المؤسسات العاملة فيه، ثم بعد ذلك تأتي المرحلة التي تلي ذلك، ونحن في المملكة موعودون بإيجاد مرجعية موحدة للمؤسسات الخيرية التي تعمل في الخارج، عن طريق لجنة عليا تشرف على عملها، تفرض عليها التعاون والتنسيق.
وأوضح فضيلته - في ذات السياق - أن المؤسسات الخيرية العاملة في الخارج، في واقع الأمر أنه لا يقتصر دورها على أن يستفاد منها في تصحيح صورة الإسلام المشوهة في الخارج، بل ذلك هو لب عملها، لكونها تمثل الإسلام تعليماً وسلوكاً بين أوساط المجتمعات التي تعمل بينها مسلمة أو غير مسلمة، وكل ما تفتقر إليه في هذا الصدد، هو ما أشرنا إليها من التنسيق والتكامل الجغرافي والنوعي، وهو ما يظهر جلياً حاجة المسلمين لنذر خير يحملون رسالتهم إلى خارج أوطانهم، الأمر الذي تقوم به المؤسسات الخيرية بصورة مشرقة ومشرفة، في الوقت الذي يطلب البعض بعودتها وعزوفها عن ذلك، مغفلاً ما تقوم به من جهود مضنية في نشر الإسلام، والدفاع عنه، وتصحيح ما يعلق ببعض أتباعه من الانحراف عن تعاليمه الحقة.
وحول وسائل التقنية والاتصال الحديثة، قال المدير العام للمؤسسة: إنها فتحت مجالات رحبة أمام المؤسسات الخيرية وغيرها لتطوير أنظمتها، وفتحت جبهات جديدة من العمل الدؤوب الذي لا يعرف المحلية، ولا يؤمن بالاقليمية، كالإنترنت، والقنوات الفضائية، والإذاعة، وسواها، مستطرداً بقوله: إن مؤسسة الحرمين - بحمد الله - قد استثمرت هذه الوسائل أيما استثمار ولا تزال تواصل السير بتلك الخطى حثيثاً ، مجزماً أن باقي المؤسسات الخيرية هي الأخرى أيضاً مدركة لأهمية هذه الوسائل، وحتماً ستعمل على الاستفادة منها.
|