اليهود يهيمنون على نفط روسيا والمواجهة مع «أوبك» لابد آتية!!

* موسكو سعيد طانيوس:
كان يمكن لحدث اندماج شركتي النفط الروسيتين «يوكوس» و«سيبنفت» يوم امس في 22 ابريل/نيسان الجاري ان يكون مجرد خبر اقتصادي هام يتصدر النشرات الاقتصادية ودوريات عالم الاقتصاد والمال دون غيرها، على اعتبار ان «عملية الدمج» هذه ستتمخض عن ولادة شركة واحدة سوبر عملاقة وستؤدي الى ولادة مجموعة عالمية عملاقة في عالم النفط تتفوق على شركات عالمية كبيرة وتاريخية مثل «توتالفينا» و«ألف» و«شيفرون تكساكو»، إلا ان انتماءات واصول مالكي هاتين الشركتين النفطيتين اللتين اعلنتا الاندماج بينهما، تجعل من هذا الحدث خبراً سياسياً اقتصادياً بامتياز برسم منظمة أوبك والدول العربية المنضوية فيها خاصة، لأن مالك ومؤسس ومدير شركة «يوكوس» ميخائيل خودوركوفسكي ومثله نظيره رئيس شركة «سيبنفت» رومان ابراموفيتش هما متمولان يهوديان محظيان عند الكرملين ومؤيدان كبيران لاسرائيل يكنان عداء ضمنياً لكل ما هو عربي ومسلم.
ومما لاشك فيه ان توقيت عملية الاندماج هذه لم يأت بمحض الصدفة وحدها، بل ان الاعلان عنها تم فقط بعدما تم التأكد من ان الامريكيين احكموا سيطرتهم على العراق وثرواته النفطية الهائلة، وكذلك في وقت تتصاعد فيه الاصوات داخل روسيا لفتح الافاق دون اي حدود امام زيادة انتاج النفط وتصديره دون الاخذ بعين الاعتبار اي التزامات سابقة او لاحقة مع منظمة الدول المصدرة للذهب الاسود «أوبك» وحصص الانتاج والتصدير المعمول بها!
وبعد ابرام المساهمين الرئيسيين في «يوكوس» و«سيبنفت» اتفاقاً لدمج نشاطاتهما في اطار اكبر عملية صناعية في روسيا، شددوا في بيان لهم على ان المجموعة الجديدة «لن تكون فقط اكبر مجموعة غازية ونفطية في روسيا بل ستصبح رابع شركة خاصة منتجة للنفط في العالم»، وتحتل «يوكوس» حالياً المرتبة الثانية بين شركات النفط الروسية بعد «لوك اويل» التي تحتل المرتبة الاولى حالياً بانتاج يبلغ 5 ،1 مليون برميل يومياً، اما «سيبنفت» فتحتل المرتبة الخامسة بين الشركات المنتجة للنفط في روسيا، وتملك الشركتين مجموعة صغيرة من رجال الاعمال والمتمولين غالبيتهم يتحدرون من اصول يهودية وابرزهم خودوركوفسكي في «يوكوس» وابراموفيتش الحاكم الحالي لمنطقة تشوكوتكا في اقصى الشمال الشرقي في «سيبنفت».
وسيتولى ادارة المجموعة الجديدة خودوركوفسكي المدير الحالي ل«يوكوس» بينما تم ترشيح يفغيني شفيدلر المدير التنفيذي ل«سيبنفت» لتولي منصب رئيس مجلس ادارة المجموعة، وسيبلغ انتاج المجموعة الجديدة 3 ،2 مليون برميل يومياً اي اكثر مما تنتجه حالياً «توتالفينا» و«شيفرون تكساكو»، لكن «بريتيش بتروليوم» بشرائها حالياً الشركة الروسية «تي.ان.كي» تأتي في المقدمة تليها «اكسون موبيل» و«رويال داتش شل».واذا اخذنا بعين الاعتبار ان المجموعة النفطية الجديدة ستصبح الاولى بين شركات النفط الروسية المنتجة، بحصة تبلغ 29 في المائة من اجمالي الانتاج النفطي الروسي، وفقاً لما ذكره الشركاء الجدد، فإنه يتضح عند ذاك المدى الذي ستبلغه الهيمنة اليهودية على المقدرات النفطية الروسية، وبالتالي قدرة المتمولين اليهود على التحكم ب«المواجهة» النفطية الاتية دون ريب عاجلاً ام آجلاً بين منظمة أوبك وروسيا التي هي أكبر مصدر للنفط الخام من خارج هذه المنظمة العالمية.
وكان من اللافت ترحيب الكرملين ورئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف ووزير ماليته الكسي كودرين وغيرهم بهذا الاندماج وقولهم انه خلق شركة نفط روسية عملاقة قادرة على المنافسة الجدية في سوق النفط العالمية، ولكن ما لم يقولوه هو ان هذا العملاق النفطي سيكون «الفزّاعة» الروسية الاولى بوجه أوبك والدول المنتسبة اليها.
ويؤكد هذا الرأي ما نقلته وكالات انباء روسية عن اوساط قيادية في منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» في فيينا من أن «يوكوس سيبنفت» ستستطيع من الآن وصاعداً ان تؤثر في السياسة النفطية العالمية وهو ما سيضطر الأوبك ايضاً ان تحسب لها ألف حساب وقولها انها «متفهمة» لدمج هاتين الشركتين في الوقت الذي اعربت فيه عن اعتقادها بان هذا الدمج لرساميل وقدرات الشركتين وتحويلهما الى جبار عالمي في سوق النفط يدلان على ان الجبار الجديد لاينوي ان يقصر نشاطه على السوق المحلية الروسية، بل هو يعتزم ان يصبح جزءاً هاماً ونشيطاً من اسواق الطاقة العالمية وان يشكل منافسة جديرة لشركات النفط الضخمة الامريكية والبريطانية والسعودية والنرويجية.
وتؤكد اوساط مقر الاوبك في فيينا ان دمج الشركتين النفطيتين الروسيتين في شركة جبارة احتلت في الحال المرتبة الرابعة بين كبار مستخرجي النفط في العالم سيؤثر تأثيراً هائلاً في تدفق الاستثمارات الاجنبية ليس فقط الى صناعة استخراج النفط والغاز الروسية، بل ايضاً الى اقتصاد روسيا ككل.
وربما تتضح اكثر صورة التحدي الذي يواجه اوبك بعد هذا الاندماج، اذا ما اضفنا اليه مفاعيل دعوة المدير العام لشركة الغاز والنفط الجديدة التي تأسست في روسيا مؤخراً بمشاركة «بريتش بتروليوم» البريطانية، روبرت دالي، روسيا، لعدم اتباع نصائح اوبك في الحد من استخراج وتصديرات النفط، وقوله انه «إذا ارادت روسيا زيادة حجم استخراج النفط فإن ذلك سيشكل الافضلية لها في السوق».