* غزة - الخليل - القدس - الوكالات:
ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا أمس جراء التوغل الاسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة إلى ثمانية شهداء وجرح 36 آخرين.
وقالت مصادر فلسطينية ان طفلاً فلسطينياً يبلغ عامين كان بين القتلى وأصيب بعيار في رأسه أطلقه جنود اسرائيليون.
وذكر مصدر أمني فلسطيني ان أكثر من عشر دبابات وآليات عسكرية توغلت منذ ساعات الفجر لأكثر من كيلومتر في أراض خاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة شرق غزة «وسط إطلاق كثيف للنيران وبغطاء من المروحيات العسكرية».
وأوضح المصدر ان الجنود قاموا بعدة تفجيرات في المنطقة إضافة إلى مداهمة عدد كبير من المنازل «والاعتداء على سكانها واحتجاز عدد منهم».
وأفاد شهود ان اشتباكات بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي وقعت في المنطقة إثر التوغل.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» أمس الخميس ان مقاتليها أطلقوا قنابل يدوية على الجيش الاسرائيلي مؤكدة «سقوط العديد من القوات الخاصة بين قتلى وجرحى» أثناء التوغل في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، كما أكدت إطلاق صواريخ على مدينة سديروت جنوب اسرائيل.
وقالت كتائب القسام في بيان ان «مجاهدينا قذفوا قوات الاحتلال بعشرات القنابل اليدوية وأطلقوا صواريخ محمولة وشوهد جنود الاحتلال يتساقطون على الأرض وأكد شهود عيان سقوط العديد من القوات الخاصة بين قتلى وجرحى».
وأكدت انها «قامت بتفجير عبوة جانبية باتجاه دبابة صهيونية في حي الشجاعية وأعطبت دبابة وقامت كذلك بتفجير سيارة جيب عسكري» خلال عملية التوغل في منطقة الشجاعية.
وأشارت إلى «رد سريع وعاجل على اجتياح حي الشجاعية بغزة»، مشددة على «استمرار المقاومة».
وقد ذكر مصدر عسكري اسرائيلي ان ثمانية جنود اسرائيليين أصيبوا بجروح، إصابات أربعة منهم خطرة، والأربعة الآخرون طفيفة أثناء تبادل إطلاق النار.
من جهة ثانية قالت كتائب القسام في بيان آخر انها أطلقت «أربعة صواريخ قسام-1 باتجاه مدينة سديروت» بجنوب اسرائيل.
وأشار البيان إلى انه تم «إطلاق صاروخين من طراز قسام-2 تجاه كيبوتز ساعد وثلاثة آخرون على كيبويز مثلثيم الاسرائيلي شرق غزة «جنوب اسرائيل»، في رد سريع على قيام قوات الاحتلال باجتياح منطقة الشجاعية.
وأدانت السلطة الوطنية الفلسطينية المجزرة التي قامت بها قوات الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والتصعيد العسكري الاسرائيلي في الأراضى الفلسطينية واعتبرته يهدف إلى نسف خارطة الطريق التي تسلمها الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي أمس الأول من اللجنة الرباعية الدولية «الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والأمم المتحدة».
وأكد الدكتور صائب عريقات وزير شئون المفاوضات الفلسطينية في تصريح له أمس «الخميس»: ان سقوط ثمانية شهداء بينهم طفلان في الثانية والرابعة من العمر وفتى يبلغ 17 عاماً وهدم عشرات المنازل في رفح والخليل وغزة ورام الله بعد ساعات قليلة من تسلم شارون لخارطة الطريق يعتبر رفضا اسرائيلياً للخارطة.
وقال عريقات: إن أول بند في المرحلة الأولى من الخارطة ينص على عدم القيام بأي عمل من شأنه تدمير المؤسسات والبنية التحتية الفلسطينية ووقف عمليات القتل والاغتيالات مشيراً إلى أن ما أقدمت عليه قوات الاحتلال أمس من عدوان وجرائم حرب في قطاع غزة هو رد شارون على خارطة الطريق.
وقال: إن اسرائيل لم تعلن حتى الآن على لسان أي مسئول منها موافقتها على خارطة الطريق لا بالعبرية ولا بالانجليزية ولا بالعربية ولا بالروسية ولا أي لغة بالعالم معرباً عن تخوفه أن تكون مجزرة غزة هي الرد الاسرائيلي الرسمي على خارطة الطريق.
وفي الخليل أعلن مسؤولو أمن فلسطينيون أمس الخميس ان فلسطينيين استشهدا برصاص القوات الاسرائيلية أثناء قيامها بعملية ليلية في بلدة يطة على بعد خمسة كيلومترات جنوب الخليل.
وقال مسؤولون وسكان فلسطينيون في يطة ان أحد القتيلين هو خالد نخرمي «27 عاماً» وكان عاملاً في اسرائيل. ولم تعرف هوية الآخر.
ووجهت عائلة فلسطينية في بيان تلقته فرانس برس نداء استغاثة إثر محاصرة الجيش الاسرائيلي لبنايتها السكنية في حي الشجاعية أثناء عملية التوغل فيها، محذرة من «مجزرة» جراء القصف الاسرائيلي المدفعي للمبنى رغم وجود أطفال ونساء فيها.
وقالت عائلة أبو هين الفلسطينية في البيان: ان الجيش الاسرائيلي «يحاصر منذ خمس ساعات البناية السكنية المكونة من أربعة طوابق التي تسكنها وفيها عشرات الأطفال والنساء والشيوخ والفتية وتتعرض للقصف المدفعي الشديد».
وأوضح البيان ان القوات الاسرائيلية «استخدمت عدداً من أفراد العائلة كدروع بشرية من أجل وقف المقاومة العنيفة».
من جهة أخرى ينتظر وصول وزير الخارجية الاميركي كولن باول إلى القدس في الثامن من ايار مايو في زيارة تشمل اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف حث الطرفين على تطبيق خريطة الطريق .
ويلتقي باول في التاسع من ايار مايو رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، ثم في العاشر منه رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية.والزيارة ستكون الأولى لباول إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ أكثر من عام.
|