عندما أعلنت أمريكا بعد حرب الخليج عن نظام عالمي جديد، صَدَّق العالم هذا الاعلان، ووجد المفكرون السياسيون سوقاً جديداً للعمل، وظهرت أطروحات خيالية عن «يوتوبيا» عالمية ومجتمع دولي يتكافل لفعل الخير.
وظنت أمريكا بعد تحرير الكويت أنها تحت ستار «التحالفات» تستطيع ان تمرر كل أهدافها على رأس الأمم المتحدة.
وجاء الرئيس بوش ليضيف لقاموس المصطلحات الأمريكية عبارات لم يتجرأ على طرحها رئيس امريكي قبله لسبب بسيط.. أن امريكا كانت حريصة على سمعتها الدولية بأنها «زعيمة العالم الحر»، جاء الرئيس بوش فأطلق شعار «إن لم تكن معي فأنت ضدي» بعد أحداث 11 سبتمبر ثم أطلق شعار «محور الشر» على ثلاث دول فقط! ثم قاد «حرب الصدمة والترويع» على العراق فدمره بعد أن دمر أفغانستان تحت شعار حرب الارهاب وتصدير الديمقراطية بالقوة.
ما أكثر «المصطلحات» التي أضافها الرئيس بوش في خطبه وهي لا تقل في الأهمية عن مصطلحات الصحاف، وقد تنبهت بعض المؤسسات الإعلامية الترفيهية الأمريكية لهذا وأصدرتها في برامج كاريكاتيرية شبيهة ببرامج الصحاف مفادها أن النظام العالمي الجديد في حقيقته هو النظام الأمريكي الجديد الذي يفرض الحرية على الآخرين بالقوة التي تؤدي الى قتلهم وتنتهي بمواطن أمريكي يسأل: هل نحن حقاً «علوج»؟!
|