ليست كل الأعمال التي يقوم بها بني البشر يمكن أن يقال عنها حضارة، كما أن معايير الحضارة تختلف باختلاف الزمان والمكان، ومدى تقدم الأمم والشعوب حضارياً كذلك يختلف ويبقى هناك مقياس أو مشعر اهم للرقي الحضاري ألا وهو مدى الاهتمام بقضية الإعاقة والمعاقين.
إن اهتمام المجتمع بهذه الشريحة الغالية يعكس تخلص المجتمع من الكثير من المشاغل والسلبيات التي تعوق حركته، ويعني توجه المجتمع نحو السمو النفسي والإنساني بالمعنى الشامل للكلمة، أما كيف يكون هذا الاهتمام؟ فإننا نقول يكون ذلك بدرجات متفاوتة يحلم كل مجتمع أن يصل لأرقاها ويكون ذلك بأن تصبح قضية الإعاقة حالة يعيشها كل فرد وكل أسرة وكل شريحة وكل مؤسسة في المجتمع وكذلك المجتمع ككل والأمة والدولة والوطن.
إن أي فرد منا مسؤول وعليه المساهمة في وضع قضية الإعاقة في موقعها المناسب، وتتفاوت المسؤوليات حسب الإمكانيات المتاحة، ومن هذا المبدأ الذي عشقناه فإننا في مستشفى الحمادي كمستشفى رائد في المملكة قد وضعنا هذه القضية في صلب اهتماماتنا، ولايكاد يخلو اجتماع في المستشفى من طرح لها بشكل أو بآخر، لقد قدمنا حسومات مناسبة لتلك الشريحة الغالية، ووفرنا الكثير من الأدوات التي تريح المعاقين، وأسهمنا بالتوعية الصحية على مستوى المملكة والخليج والبلاد العربية، لقد أصدرنا العديد من الكتيبات التي تساهم بالوقاية من الإعاقة ويأتي على رأسها سلسلة الأمراض الوراثية، لابل إن بعضاً من أطبائنا الذين نفخر بهم يخصص أوقاتاً طويلة للتأليف والكتابة بهذا المجال، الإعاقة حقيقة موجودة والاهتمام بها واجب، وسجلات الحضارة بانتظارنا..
والله من وراء القصد..
( * ) نائب رئيس مجلس الإدارة
|