«اللوموند»
ركزت على الأزمة الفرنسية مع كل من بريطانيا وأمريكا وتحت عنوان «توني بلير محامي الأمريكيين» كتبت تقول: «مرة أخرى يصب وزير خارجية بريطانيا جام غضبه على الفرنسيين، ليس لأن فرنسا تعتزم تشكيل نظام أوروبي غير تابع للناتو ولا للأمريكيين، إنما لأن بريطانيا تشعر في الوقت نفسه بأن الشعب العراقي ناكر للجميل، لأنه يعتبر الوجود البريطاني في الجنوب، والأمريكي في الشمال والوسط احتلالاً حقيقياً»...
وتضيف: «طبعا هو الاحتلال بعينه الذي يعطيه توني بلير اسماً آخر، لكنه لن يقدر على فرض معناه المغشوش والفاسد على العراقيين وعلى المنطقة التي ترى أن بقاء الأمريكيين في العراق لن يحمي «الديمقراطية» بل ينكسها.. البريطانيون الذين يشعرون بالاستياء الداخلي من تصرفات حلفائهم الأمريكيين يريدون الانتقام من فرنسا ومن العراقيين عبر وصفهم بالخونة..لا لشيء سوى لأن حقيقة الغزو بدأت تتجلى بشكل مفضوح أمام عدد الرافضين للوجود الأمريكي والبريطاني في العراق، من العراقيين أنفسهم الذين صاروا يهتفون في حالات من الغضب باسم رئيسهم المخلوع، كتعبير عن استيائهم لا أكثر»..
«لومانيتي»
وفي ذات الإطار كتبت تحت عنوان «الأمريكيون ضد العالم» تقول: «ما الذي يمكن انتظاره من القوة العظمى التي تحدت العالم في حربها على العراق، غير هذا النوع من التصريحات غير السليمة»...
«باول» يتكلم عن «خيانة أوروبية لأمريكا» و«رامسفيلد» يتكلم عن الصراع المقبل.. ربما لأن الحالة الأمريكية صارت ظاهرة بعينها، فلكي تغطي على المشاكل الفظيعة التي بدأت تطفو على السطح في العراق، تريد إيهام العالم أن «الوئام» الذي حققته أمريكا بين الفصائل العراقية هو النصر الذي يمكن تسميته بحرية القرار السياسي الأمريكي.. وأي حرية ؟ إنها الحرب على العراقيين الذين فقدوا كل شيء، بما في ذلك كرامتهم»..
وتواصل قائلة «الحرب القادمة سوف تعني القيام بعمل عسكري آخر لفرض الأمن على العراقيين، مقابل عمل سياسي لفرض «الأمن» على أوروبا القديمة التي تريد أن تؤسس هيئة منفصلة عن الناتو وعن الهيمنة الأمريكية، وعن بريطانيا التابعة، وهو ببساطة القرار الأكثر وجعا للأمريكيين الذين يشعرون أن الأمور بدأت تفلت من بين أيديهم شيئاً فشيئاً ليس في العراق فقط، بل في منطقة الشرق الأوسط، وفي »أوروبا الجديدة»..
« لوفيغارو»
كسابقتها أولت قرار أوربا إنشاء حلف منفصل عن الناتو اهتماماً خاصاً و تحت عنوان «الصفعة» كتبت تقول: «ليس بإمكان الأمريكيين فعل شيء غير التفرج على أوروبا القديمة و هي تبني لنفسها هيكلاً جديداً، وليس أمامهم سوى النظر إلى أرجلهم التي بدأت تغرق في المستنقع العراقي المستيقظ لتوه على صدمة الواقع بعد سقوط نظامه السابق.. ليس أصعب على العراقيين اليوم من أن ينادوا باسم رئيسهم المخلوع نكاية في الأمريكيين الذين فشلوا في تحقيق على الأقل واحد بالمئة من الوعود التي وعدوا بها العراقيين، ربما أكثر ما تحقق في العراق هو خروج فئة من اللصوص الذين استغلوا الفوضى للمتاجرة بالسلاح و بالعملة وبالدم العراقي، على حساب شعب مصدوم أمام حجم الكارثة التي وجد نفسه فيها»..
وتتابع الصحيفة : «بلا شك توني بلير الذي» يتشطر على الفرنسيين،يعرف أن بساط «القوة» بدأ يسحب من تحت رجليه، لأن الأمريكيين سوف يشكرونهم على ما فعلوه في العراق بعبارة «نراكم في الحرب المقبلة» !
وتختم الجريدة بقولها: «لا يمكن لأوروبا القديمة أن تخسر شيئاً الآن. وقد قررت أن تستقل عن الدول التي رأت في الحرب مصلحة قومية رابحة، دون أن يكون ذلك مساساً بوحدة الأوروبيين الذين أثبتوا طوال الحرب الأمريكية على العراق أنهم يشاطروننا الرأي بشكل كبير ومدهش.. تلك هي ببساطة الحرب داخل الحرب !
|