* إعداد- قسم الترجمة:
المشاركون في الندوة
شبلي تلحمي: باحث متعاون مع معهد بروكنجز وخبير في الشئون السياسية واستاذ كرسي السادات للسلام والتنمية بجامعة ميريلاند الأمريكية.
سيمون براون:استاذ التعاون الدولي في جامعة برانيدز الأمريكية ومؤلف كتاب وهم السيطرة.
روبيرتا كوهين:باحثة في الشئون السياسية ومدير مشارك في أحد برامج معهد بروكنجز البحثية
مارتن إنديك: مدير مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز وسفير أمريكي سابق.
إيريك شوارتز:باحث في مجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة
ادار الندوة:
كينث بولاك باحث كبير في دراسات السياسة الخارجية الأمريكية ومدير إدارة الأبحاث في مركز سابان لسساسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز.
في الجزءين السابقين اعتبر خبراء السياسة الأمريكية من أكاديميين وسياسيين واشنطن لا تستطيع أن تكمل المشوار وحدها بعد انتهاء الحرب سواء على صعيد وعودها في العراق أو على مستوى القضية المحورية في الشرق الأوسط والسلام المنشود وفق أسس عادلة ومنطقية، كما أنهم دقوا ناقوس الخطر إزاء الشعور المترسب لدى شعوب المنطقة تجاه السياسية الأمريكية التي تملأ أشرعتها رياح القوة والنصر والتفرد.
في الجزء الثالث والأخير من هذه الندوة نستعرض المداخلات التي طرحها بعض الحضور.
وقد تناولت الكثير من القضايا التي تشغل بال العراقيين بوجه خاص والعرب بوجه عام، ومن بينها كيفية استعادة الأمن والاستقرار للمدن العراقية في ظل غياب السلطة والفترة الزمنية التي يستغرقها اختيار حكومة انتقالية.
كما طرحت أسئلة خاصة بعدم التركيز على العثور على أسلحة الدمار الشامل العراقية التي كانت السبب الرئيسي في قيام الولايات المتحدة بشن الحرب على العراق.
وفيما يلي أبرز النقاط التي تم طرحها:
* سؤال: فيما يتعلق بفراغ ما بعد الحرب لقد شهدنا هذا الأمر من قبل، لقد حدث في بنما وهاييتي وكوسوفو أعتقد أن هناك مسألة لم يتم التطرق لها بالرغم من حدوثها وتمثل مشكلة خطيرة لا تزال مستمرة في كوسوفو. إنها مسألة الجريمة المنظمة، إن أعمال التهريب وغيره وقعت قبل حملة القصف في كوسوفو، إن نفس هذه الأعمال بدأت في الحدوث في العراق، بالتالي سؤالي هو ما الذي سيؤدي إليه هذا؟ سؤال آخر هو، إن القوى الدينية في العراق بدأت في ملء بعض الفراغ في غياب الأمن والإدارة المدنية بعد الحرب، لقد دمرنا أو أقصينا الجانب العلماني، ما الذي سيؤدي إليه هذا في حالة إستمراره؟
ايريك شوارتز: في ما يتعلق بالجزء الأول من السؤال أعتقد أن المتخصصين في استقرار السلام ما بعد الحرب، الأدب، واولئك الذين درسوا هذه المسائل بدقة واولئك المخضرمين في عمليات ما بعد الحرب خلال التسعينيات يتفقون على أن مسألة مواجهة هذه المجموعات الإجرامية بعد مناخ ما بعد الحرب ربما كانت التحدي الأكبر والأهم من بين كل الإفرازات الأخرى للحرب بسبب أن فراغ سلطة القانون والفراغ الأمني يخلقان فرصاً كبيرة لإختطاف مجتمعات ما بعد الحرب لذا ففي أثناء تقدم الإدارة مع مرور الوقت في أبحاث وجهود تحقيق حكم القانون فإن هذه الجهود يجب أن تتضمن مكونا قويا جدا يتعامل مع مسألة الجريمة هذه غير أن مصدر قلقي الآخر حول هذا الأمر هو أن هذه الجهود ما تزال بعيدة وتحتاج إلى عدة شهور. سوف تبرز الفرص لخلق واستغلال هذه الشبكات في وقت قريب جدا لذا ففي أي تشكيل إنتقالي للأمن العام تقوم الولايات المتحدة بوضعه لا بد أن يكون هناك تركيز قوي على التعامل مع مسائل الجريمة هذه، من المهم جدا التحرك نحو قانون انتقالي. وبشكل واضح إنشاء الجهة التي ستتولى تطبيق القانون خلال الأسابيع الستة أو الإثني عشر القادمة.
الجريمة المنظمة
روبيرتا كوهين: أود إضافة نقطة صغيرة لهذا الأمر وهي بشكل عام حول الجريمة في العراق الآن، يتساءل المرء أين هم اللصوص الذين تم احتجازهم، وأين يتم احتجازهم؟ من الذي يقوم باحتجازهم؟ هل هناك محاكمات؟ أي نوع من النظام القضائي؟ كم من الوقت سيطول انتظارهم؟ إننا لا نرى أياً من هذا على صفحات الجرائد مع أنه مصدر قلق، نحن نعرف أننا نقوم باحتجاز 6000 أسير حرب لكن كيف نتعامل مع الجريمة؟
يبدو أن هناك بطء في هذا الصدد، إن المجموعات الإجرامية في طريقها للظهور، في الوقت الحاضر هناك مجرمون يستطيعون فعل الكثير من الأشياء الأخرى في ظل الفوضى، بالتالي كيف سيمكننا التعامل معهم؟
عندما يتحدث المرء عن هذه المسائل القانونية هناك أيضا مسألة ما إن كان سيتم إنشاء محكمة دولية لاولئك الذين اقترفوا جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية
قبل الحرب، وحتى أثناء الحرب، وسوف تكون هناك نقاشات حول هذا لها أهمية بدورها، هل نريد أن تكون هناك محكمة منفصلة خاصة بالعراق أم أننا نريد محكمة وطنية ودولية في ذات الوقت؟
اسلحة الدمار الشامل
* سؤال: أتساءل حول مسألة أسلحة الدمار الشامل التي لم يتم ذكرها على الإطلاق من قبل أي مشارك في الندوة، ما مدى أهمية العثور على أسلحة دمار شامل في العراق أو على إمكانية تأثيرها على مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة؟
شبلي تلحمي: أعتقد أنها نقطة شديدة الأهمية وبصراحة أعتقد أن هنالك سببين وراء عدم التركيز على هذه المسألة الآن، الأول هو الصدمة والترويع، على سبيل المثال، لا يزال الناس مذهولين وفي حالة عدم تصديق، الثاني هو التركيز على وحشية النظام والتي أعتقد أنها مسألة هامة ومن الواضح أن الكثير من ذلك يتكشف وذلك هو السبب، لكن في النهاية، وعندما تهدأ العاصفة، من الواضح أن كل شخص سيتذكر أن السبب الحقيقي الذي جرى به تبرير الحرب منذ البداية هو أن العراقيين كانوا يخفون أسلحة الدمار الشامل وأن الولايات المتحدة عجزت عن العثور عليها. بالمناسبة، حتى لو وجدنا بعضا منها، وما لم نجد كميات كبيرة فسوف تظل هناك مشكلة مصداقية في أي دليل قد تقدمه الولايات المتحدة. كان الخوف يتمثل في أن يقوم صدام باستخدام هذه الأسلحة، وكان في ظل قصف لايصدقه عقل لثلاثة أسابيع، ربما لو أن القصف لم ينل منه شخصيا فسيكون قد نجا بالكاد من عمليتي قصف على الأقل لم تكن هناك أية فائدة ترتجي من استخدام أسلحة الدمار الشامل.
ليس هذا وحسب بل والواضح أنه لم يكن هناك تجهيز لاستخدامها وإلا لكان أمكن اكتشافها بسهولة، بالتالي أعتقد بوجود مشكلة كبيرة هنا وسوف تعود هذه المشكلة مجددا ليس فقط لملاحقة الولايات المتحدة من ناحية كيفية توضيح ما رشح، ولكن أيضا وأنتم تستعدون لمواجهة بلدان أخرى تتهم بامتلاك أسلحة دمار شامل سوف تصبح مسألة الدليل مهمة للغاية . في ما يتعلق بالثقة في المعلومات الاستخباراتية فإن بليكس كان يثير الشكوك حول مصداقية كل المعلومات الاستخباراتية التي كانت ترد من الولايات المتحدة.
إن القرار لا يزال قائما . قد يكون هناك شيء ما لم نقم بعد باكتشافه وربما تأخذ المفاجأة بكل شخص لكنني في هذه المرحلة أعتقد بصراحة أخذا في الإعتبار أنه لم يجر اكتشاف أي شيء، أن مصداقية الولايات المتحدة سوف تتعزز أكثر بالسماح للمفتشين الدوليين بالمشاركة في البحث عند هذه المرحلة، وليس بعد أن يتم اكتشافها.
المصداقية الامريكية
كينيث بولاك: سيوم، هل تود أن تضع لنا هذا الأمر في منظور أوسع من مفهوم المصداقية واستخدام القوة؟
سيوم براون: أود في الواقع أن أضعه في منظور أضيق وليس أوسع. يبدو لي أن المصداقية تمثل أحد المشاكل، لكن هناك أيضا حقيقة، أنه رغم عدم العثور عليها فهي لا تزال موجودة، ليست اسلحة نووية، ولكنها كيماوية وبيولوجية، ويثير ذلك الشك حول الفرضيات السابقة القائلة بأن الدخول السريع بالقوة العسكرية هو أفضل طريقة للوصول إلى أسلحة الدمار الشامل هذه ولإتاحة نظام تفتيش مطور ومعزز في المقام الأول، أعتقد أن تلك مشكلة تعود للخطط الأولى للحرب لكنها تخلق أيضا تهديدا أمنيا جديدا لسنا مهيأين للتعامل معه ربما بشكل كافٍ.
الجنرال جارنر
* سؤال: قرأنا عن الصلاحيات التي ستعطى إلى الجنرال جارنر ومن جانب آخر قرأنا عن مسيرة لمليون عراقي في شوارع كربلاء، أتساءل ما كان أي منكم يود التكهن حول إمكانية إن تكون هناك سيطرة حقيقية لهذه الحكومة الانتقالية الأمريكية، وحول من في اعتقادكم سيدير أمر العراق في الفترة القصيرة القادمة؟
ايريك شوارتز: مع إدراكي لإمكانية أن أكون على خطأ كبير في ما أنا بصدد قوله، لكن بداية، أعتقد انه ستكون هناك إدارة انتقالية قوية نسبيا وتكون لفترة زمنية كبيرة لحد ما ذات صفة غير عراقية، لا يعني هذا أن لا يبدأ العراقيون في إقامة سلطة انتقالية، ولا يعني أن لا يبدأ المسؤول الإداري منح مسؤوليات للسلطة الانتقالية، لكن في النهاية أعتقد أنه لفترة زمنية كبيرة لحد ما ستكون هناك عملية انتقالية قوية تقود في النهاية لسيادة عراقية.
أعتقد بوجود بديل لذلك يتمثل في تسليم سريع للسلطة، غير أنني أعتقد أن ذلك سيكون بديلا يحبط الأهداف الأمريكية وأعتقد أيضا أنه ستكون هناك فترة طويلة من عدم الاستقرار في العراق، أخيرا دعوني أؤكد أن قرارنا بأن نفعل ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة ستتخلى عن قدرتها في التأثير على العملية.
انظروا إلى أفغانستان حيث كانت الأمم المتحدة هي اللاعب الرئيسي.
جهود دولية
روبيرتا كوهين: أنا أتفق مع أيريك، في أنك تحتاج لعملية دولية إذا ما كنت تريد المصداقية وبقاء أي نوع في السلطة، وحتى التقديرات التي قدمت من البنتاغون حول المدة التي ستستغرقها سلطتها الانتقالية تأخذ في التقلص والنقصان يوما بعد يوم مع سماعنا لأمور من نحو أخرجوا وإلا قمنا بطردكم تناقصت المدة فيما أعتقد من ستة شهور إلى ثلاثة شهور، أعتقد أنه سيتم الحديث عن الحاجة لعملية دولية من نوع ما لا يتعين أن تكون مطابقة للنموذج الأفغاني لكن شيئاً ما يجلب شرعية دولية حتى يكون هناك نوع من الثقة والمصداقية في هذه المسألة يلي ذلك التقدم بحذر نحو حكومة عراقية يكون لديها بعض الصدقية الديمقراطية.
فرق تسد
مارتن آنديك: أتفق مع ايريك وروبرتا غير أنني أعتقد بوجود بعد آخر نحتاج للتركيز عليه، وهو انه سيكون لدينا قوة تأثير كبيرة على الأرض في العراق، وإذا ما قمتم بقراءة تلك الأخبار في صحف هذا الصباح فسوف ترون في شيء من التفصيل شيئا مثيرا للغاية، وهو أن أولئك الذين يتطلعون لقيادة الشعب العراقي يريدون بناء شرعيتهم بوسيلة من وسيلتين، الأولى بالقدرة على التأثير علينا، يبني رئيس بلدية بغداد شرعيته بقدرته على مقابلتنا علنا دون ستار، كما يقول، عند الساعة الخامسة من كل عصر كيما يتمكن من الوصول عبرنا لاحتياجات ناخبي دائرته المنتظرة، الاسلوب الآخر هو على نحو ما نقرأ عنه في التقارير الصحفية من خلال طائفة الشيعة التي تملك نظاما موازيا لحشد أتباعها تطور هذا عبر سنوات طويلة، إنه يدار بالأموال والمساجد والنظام الاجتماعي وذلك المتعلق بالبنى التحتية، مما يمكنهم من الاعتماد عليه، لذا يتعين علينا التخلي عن هذه الفكرة الساذجة التي تقول بأنه عن طريق تشغيل التيار الكهربائي وإصلاح المستشفيات سنكون قادرين على بناء حكومة معتدلة ذات تمثيل في العراق، سيكون علينا اتباع اللعبة الإمبريالية القديمة «فرق تسد» ولن تكون المخاطر أكبر، ينوي الإيرانيون أن يكون لديهم قول فيمن يحكم العراق، ونحن نشاهد ذلك بالفعل.
إن مرشحنا لقيادة الشيعة «الخوئي» جرى قتله بعد 24 ساعة من نزوله أرض النجف، لقد وضعناه في ذلك الموضع، وعجزنا عن توفيرالحماية له، إنه التفاف كبير من جانبنا، لماذا؟ لأنه زعيم ديني بأفكار علمانية، إنه يؤمن بالفصل بين المسجد والسياسة ولم يعد موجودا ليس لدينا مرشح جيد آخر، على الرغم من أنه يمكننا العثور عليهم، لكن يتعين علينا أن ندير اللعبة مدركين أن هذه لعبة قذرة على أحد المستويات وأنها لعبة تتعلق بأن نبيع الناس من يستطيع بناء شرعية، يتعين علينا أن نعمل على ضرب «أسافين» بين قادة الشيعة الآخرين بعضهم ببعض وعلينا أن نبدأ في بناء قادة داخل المجموعة السنية ممن يمكن الاعتماد عليهم في هذا الشأن.
شبلي تلحمي: دعوني أقول شيئا من نوع مختلف عما يقوله مارتن، أعتقد أنه إذا كانت تلك هي اللعبة التي يتعين علينا أداؤها، فلماذا الانتظار؟ المسألةالأساسية هي أن تقولوا.
مارتين انديك: بسبب أننا لا نريد حكما شبيها بما يحدث في ايران.
شبلي تلحمي: حقيقة الأمر هي أننا لو بصدد الوصول لنظام غير ديمقراطي مع ما ينتظرنا في ذلك من مشكلة أن نبدو مثل القوى الإمبريالية التي واجهت مشقة في تنفيذ سياسة «فرق تسد» لماذا إذن نتكبد أصلا مشقة السير في هذا الطريق؟ أعتقد بوجود طرق لتفادي هذا الأمر إن العملية الديمقراطية هي عملية مؤلمة وبعض الناس الذين لا نحبهم سيتم انتخابهم وينبغي أن تتاح لهم فضاءات. المسألةالجوهرية هي زرع بعض ضمانات الأمن داخل النظام لتقوم بحماية مصالح القوى الخارجية على المدى القريب.
أعتقد أن ما تقوم به الولايات المتحدة في توفير الخدمات للمدى القريب هو مهم، وأعتقد أن توفير الخدمات الإنسانية -الغذاء، الكهرباء، المياه كل الأساسيات- أعتقد سيكون له أثر وأعتقد أنني لست موقنا في الحقيقة من أن إستراتيجية «فرق تسد» سيكون لها كبير حظ في العراق.
من جانب لأنني لا أعتقد - كما قال مارتن انديك بوضوح شديد في البداية- ان لدينا القوة المقيمة لا أعتقد أن الرأي العام الأمريكي يحظى بالطاقة الإمبريالية التي لدى الرأي العام البريطاني وبشكل مثير للانتباه.، بالمناسبة ليس فقط ذلك الذي يبدو هنا في أمريكا ونراه نحن نوعا ما من استطلاعات الرأي العام الأمريكي، لكن في الشرق الأوسط. في الحقيقة، لماذا يفكر الناس بأن الولايات المتحدة هناك ربما لإضعاف العرب والمسلمين أو لحماية البترول؟ عندما تسألهم عن الإمبريالية، فهم لا يعتقدون أن أمريكا بلد إمبريالي ليس لديهم شيء من هذا القبيل، إننا نورد إيران كمثال واحد فقط، لكن كل جيران العراق، كل واحد منهم لديه مصالح حيوية فيما يحدث في العراق، وهم لا يريدون لنا النجاح بطريقة تضرهم. سينبغي علينا أن نلعب ضد المجوعات داخل العراق نفسه، وأيضا خارج العراق، إن المخاطر عظيمة والمهمة شديدة التعقيد، إن الأكثر معقولية من وجهة نظري هو أن يكون لدينا هدف أكثر إعتدالا، مقارنة مع القيام بهذا الدور في وقت لاحق لنجلب المزيد من المؤسسات متعددة الأطراف وألا نجري انتخابات حرة بسرعة لا أعتقد أن الديمقراطية هي إجراء انتخابات.
إن الانتخابات هي أيضا وسيلة يتم إستخدامها لإعطاء شرعية للاستبداد، لمنح الطغاة الشرعية. ذلك ما تعنيه الديمقراطية، يريد الناس الحرية أكثر من حاجتهم في الحقيقة لبهارج الديمقراطية وما أنت في حاجة لعمله هو جعل العملية موضع التطبيق ربما بدءا بالتخويل المحلي، التخويل المحلي بدلا عن التخويل المركزي، تحقيق توفير الخدمات، وتحقيق مؤسسات تمثيلية دون انتخابات وطنية شاملة، هنالك الكثيرمن الأشياء التي يمكن محاولتها والتي أعتقد أنها ستعبر بنا هذه المرحلة لكن التحدي هائل وأعتقد أنه لا توجد رصاصة فضية هنا سيكون الأمر قاسيا مهما كانت الطريقة التي تنظرون بها.
حمامات دم
سيوم براون: أريد فقط أن أكرر تعليقات شبلي حول أخطار إستراتيجية «فرق تسد» ويتعين علينا أن نتعلم من أشقائنا الإمبرياليين. لا نحب هذه الأيام أن نستمع كثيرا إلى الفرنسيين لكن كلا من الفرنسيين والبريطانيين لديهم خبرتهم الاستعمارية أعتقد أننا سوف نرى أن إستراتيجية «فرق تسد» لم تنجح في الحقيقة إنها خلقت النوع المعاكس من الحالة وفي هذه المنطقة من العالم فالراجح أن يؤدي «فرق تسد» لحمامات دم.
هل نريد أن تَعْلقَ بأيادينا تلك الدماء أيضا؟ أقول ان ذلك في الحقيقة هو الاسلوب الخاطئ ويتعين علينا أن نبني روابط مع أغلبية السكان في العراق علماً أن تأثير طائفة الشيعة هو أمر لا يمكننا إغفاله ببساطة .يبدو لي أن علينا أن نتعلم العمل معها، نحن حديثون في هذه اللعبة الإمبريالية لقد كان إنجازنا الناجح الوحيد في اليابان وألمانيا وأنا أشك في أننا مارسنا لعبة «فرق تسد» في هذين البلدين.
مارتن انديك: دعني أرد سريعا هناك سياسة مثالية وهناك سياسة دنيئة نحن نتحدث هنا عن الشرق الأوسط. إذا لم يكن لدينا مزيج من السياسة المثالية والدنيئة فسوف نخسر اللعبة. لقد دخلنا في الدور الإمبريالي. إن هناك بالفعل دماء في أيادينا وبالتالي نحن في حاجة للحكمة.
الاطار القانوني
* سؤال: أسمع بشكل متكرر إشارات لحكم القانون كجزء أساسي من إعادة البناء النهائي هذه، ما هو الكيان القانوني القائم أو ما هو الكيان القانوني الذي سيكون والذي سيكون مرآة لسيادة القانون هذه؟
روبيرتا كوهين: أولا وقبل كل شيء لا يمكنني أن أحدثك بدقة عن القانون الموجود في العراق لكن أنى كان القانون القائم طيلة السنوات الماضية فهو جرى انتهاكه في كل يوم ولم يكن موضع تطبيق بأي شكل. أولئك القائمون بأمر النظام القانوني هنا أكانوا قضاة أو محامين أنا متأكدة من أنهم لا يظهرون أنفسهم كثيرا هذه الأيام لذا اعتقد أن ما تحتاج لمشاهدته هو ربما محامون وقضاة غير ملوثين وبداية يتعين النظر إلى قوانينهم وبعد ذلك أعتقد بوجوب وجود عملية يتم بموجبها توسيع ذلك القانون ليعكس بعض معايير القانون الدولي وسيكون ذلك هو قانون حقوق الإنسان الدولي وبشكل أساسي القانون الجنائي الدولي، بعد ذلك المجيء بدستور، وسيقتضي هذا بدوره نوعا ما من القوانين، إنها عملية كاملة لتجميع، وتأهيل. نظام قانوني جديد، لكن هذا أمر مهم للغاية.
ايريك شوارتز: لدى العراق نظام قانوني، لديهم فيما أعتقد عدد كبير من المحاكم، لا تأخذوا علي هذا القول، كان هنالك دستور بعثي وكانت المحاكم تحت قبضة النظام، هنالك دستور سابق أتوقع أنه يمكن أن يفيد كأساس لأي تنقيح للقانون العراقي، في المدى القريب . ما الذي سيتجه لعمله مسؤول الإدارة العسكري؟!.
ما الذي سيتجه الجنرال فرانكس لعمله، إنه سيتجه لمسألة إصدار إعلان يشير للقوانين القابلة للتطبيق مع أي نوع من الاختلافات، ما سيتأسس عليه في المدى القريب، ومع مرورالوقت سيكون عليهما الالتقاء مع الخبراء القانونيين العراقيين، بعض من هم في المنفى وأيضا أمريكيين وآخرين مع نوع من الاطلاع على القانون العراقي. وتقرير ما سيتم القبول به أو التخلص منه بعد ذلك سيتم التصديق على تلك العملية في نوع ما من عملية تشكيل سياسي تقود في النهاية لحكومة عراقية برلمانية.
الصراع العربي الإسرائيلي
* سؤال: في الحقيقة أرغب في أن أدفع ببعضكم للحديث عن الوجهة التي تتجه إليها واشنطن فيما يتعلق بالصراع العربي-الإسرائيلي، حسب اعتقادكم هذا أمر شديد الأهمية، في هذه الإدارة الأمريكية على وجه الخصوص، نسمع جميعا عن انقسامات في داخلها، بالتالي أية وجهة ستأخذها؟ أمر آخر أيضا، كانت هنالك تصريحات كبيرة ذات تأجج ديني، بل حتى هيجان في اليومين الأخيرين ؟.
وقد أدلى امين عام حزب الله حسن نصر الله بخطاب مثير جدا آمل أن يكون شبلي قد سمع عنه.
انقسام أمريكى
مارتن انديك: أنت محق. هذه بالفعل إدارة منقسمة بشدة حينما يتعلق الأمر بمسائل السياسة الخارجية لاسيما فيما يتعلق بالجبهة العربية- الإسرائيلية، غير أن ما شهدنا في هذه الإدارة أيضا هو أنه عندما يقرر الرئيس انه يريد شيئا ما فإنهم يصطفون وراءه، يبدو أن الرئيس قد قرر أنه يريد فعل شيء ما في هذه الجبهة الإسرائيلية - الفلسطينية ليس لمجرد أن توني بلير ظل يخبره بأهمية ذلك في أعقاب الإطاحة بنظام صدام حسين وأنه يستمع لتوني بلير بسبب ما فعله بلير له في مسألة الحرب، إنه أمر مهم بالنسبة له أيضا وهو يريد أن يفعل شيئا بسبب أنه يرى في تعيين ابو مازن إثبات للسياسة التي أعلنها في 24 يونيو من العام الماضي والتي دعا فيها الفلسطينيين لتعيين قيادة جديدة، إنه يراهم يفعلون ذلك الآن، بالطبع إذا نجح عرفات في تقويض ابو مازن في هذه العملية فإن ذلك سيعقد الأمر، وربما يعيد الرئيس التفكير فيه، لكن إذا جاء الفلسطينيون برئيس وزراء ووزارة بأعضاء ذوي عقلية انفتاحية قادرة على تقديم قيادة جديدة وشريك جديد لإسرائيل والولايات المتحدة، فأعتقد أننا سنرى ترحيبا من الرئيس بوش. على نحو ما أفهم قام الرئيس بإخبار مستشاره الرئيسي انه لا يريد فقط أن يفعل شيئا ما، ولكن أن يفعل شيئا كبيرا وهم الآن يحكون رؤوسهم تفكيرا في هذا الأمر، لكنك ستلاحظ أن الإدارة لا تقوم بدفع خارطة الطريق في حد ذاتها إنهم يقولون إن خارطة الطريق تتضمن خطوات متبادلة يتعين على الطرفين أن يتحركا في الأمر إنهم يفكرون في فعل شيء أكبر من القفز لاستئناف التفاوض وما سوف يحدث خلال الايام القادمة في الجانب الفلسطيني سيكون فيما أعتقد حاسما في هذا الصدد.
هنالك عامل آخر سيكون هاما وهو المناخ الداخلي هنا في النهاية هذا الرئيس مهتم جدا بحقيقة أن والده خسر الانتخابات بعد الانتصار في حرب الخليج السابقة وهو يتجه لموسم انتخابي وهو أنفق العامين الأخيرين مستثمرا للجالية اليهودية وفي تقوية دعمه وسط اليمين المسيحي والرئيس لا يريد الذهاب للانتخابات كما أعتقد بتوترات خطيرة مع حكومة إسرائيل لذا فما لم يحصل على قيادة ذات فاعلية في الجانب الفلسطيني وشعر بوجود مشكلات رئيسية في محاولة دفع الإسرائيليين فإنه ربما يتراجع لكن إذا حصل على القيادة ذات الفاعلية وجلس مع شارون وخرج بترتيب معه يوضح فيه لشارون أنه يريد التحرك للأمام لكنه سيحترم بعض خطوط شارون الحمراء، أي أن يمضي نحو اتفاق انتقالي أكثر منه اتفاق وضع نهائي فإنني أعتقد أنه سيمكنه حل مشكلة التوترات مع الجالية اليهودية وبالتالي مع اليمين المسيحي أيضا بالتالي هنالك طريق للأمام لكنه يعتمد على هذه التطورات.
فرصة تاريخية
شبلي تلحمي : أتفق مع مارتن حول مسألتين شديدتي الأهمية، الأولى هي وجود فرصة نتجت من الحرب، أعتقد أن الإسرائيليين والفلسطينيين يتطلعون لشيء ما وهناك فرصة للتحرك في طريق ما، أعتقد أنها فرصة محتملة خلال الثلاثة إلى ستة أشهر التالية للحرب، المسألة الثانية، هناك جدل وانقسامات داخل الإدارة وهي واضحة، لكنني أعتقد أن مارتن مصيب تماما فيما يتعلق بالرئيس، بمجرد أن يعقد الرئيس عزمه فإنه يكسب وينتهي الجدل.
وفيما يتعلق بهذه القضية فإن المسألة الحقيقية هي ما إن كان قد اتخذ قرارا بالفعل أم لا؟ أعتقد أن لديه قرارا من مفهوم أنه التزم بتنفيذ خارطة الطريق، إنه أعطى التزاما بدولة فلسطينية ويبدو أن الأمور تمضي وفق ما قال في الجانب الفلسطيني متى انبثقت حكومة.
إن قلقي يعود لأمر مختلف افتراضي هو ما يلي: من المستحيل الانتصار في الدبلوماسية في التوسط ما لم تكن هذه مسألة ذات أولوية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن النظر للدبلوماسية باعتبارها أمرا يمكن متابعته، إن التبعات باهظة، والعوائق كثيرة جدا إذا نظرت إلى خارطة الطريق، فأعتقد أنني ومارتن يمكن لنا أن نجلس هنا ونجد نحو 50 نقطة مثار أزمات، لن يمكنك التغلب على هذه الأزمات سواء أكانت وراء البحار أو هنا ما لم تقم بوضع ثقل وقوة الرئيس وراءها، هل يرغب هذا الرئيس في جعل هذا الأمر أولوية ليس فقط خلال ثلاثة الأشهر القادمة ولكن ما بعد الثلاثة أشهر القادمة وما بعد الستة أشهر القادمة؟ أخذا في الإعتبار أننا لن لسنا بصدد الدخول في انتخابات وحسب ولكن أيضا أخذا في الاعتبار حقيقة وجود العديد من الموضوعات الأخرى في الأجندة، لم تنته المسألة العراقية بعد وسوف تكون هناك مجموعة هائلة من المسائل ذات الصلة بالعراق.
من الواضح ان القضية الخاصة بكوريا الشمالية سوف تعود من جديد، سوف نرى ما سيحدث مع الدبلوماسية لكن من الواضح أن تلك أزمة لن تنجلي ستكون هناك مسألة الاقتصاد وهي مسألة رئيسية بالنسبة للرئيس الآن.
من الواضح أن خسارة بوش الأب للانتخابات تعود في جانب منها للاقتصاد وهناك الحديث داخل أروقة الحزب الجمهوري وفي أوساط الإدارة عن شكل السياسة الخارجية الأمريكية القادمة ما الذي ستيعين علينا فعله؟ ما هو الدور الأمريكي في العالم؟ أخشى أن تطغى هذه المسائل على المسألة العربية-الإسرائيلية وذلك هو ما يجعلني أقل تفاؤلا، أنا متفائل بأن شيئا ما سيبدأ، وأنا لست متشائما من أن شيئا ما سيتم إنجازه.
كينيث بولاك: دعوني أشكر كثيرا كل المحاورين الأربعة وأن أشكركم جميعا.
|