* الدمام حسين بالحارث:
تبدو مرحلة تأسيس البنية التحتية مرحلة صعبة في عمر الدول ولكن الحقيقة أن مرحلة الخدمات قد تكون أصعب حيث الاحتياجات والمطالب لا تنتهي، وقد كان قرار التشكيل الوزاري كل أربعة أعوام الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - أمد الله في عمره - قرارا حكيما حيث أتاح عدة عناصر مهمة منها تجديد الدماء إتاحة الفرصة لعدد أكبر من المواطنين لخدمة الوطن من أعلى موقع رسمي، وكذلك تجربة أكبر عدد من الحلول للصعوبات التي تعترض تقديم أفضل الخدمات للمواطن ومع كل تشكيل وزاري جديد، فإن لدى المواطن ما يطالب به الوزراء الجدد سواء من المستجدات أو من واقع التجربة مع التشكيل السابق،..
وقد طرحت «الجزيرة» سؤالاً عاماً على عدد من الشخصيات الاعتبارية في المنطقة الشرقية لمعرفة احتياجات المنطقة ومطالب مواطنيها وتحدث في البدء الأستاذ حمدان بن زيد الشمري، وهو عضو المجلس المحلي في محافظة بقيق
فقال: لا شك أن هناك احتياجات عامة وعلى مستوى المملكة وهناك احتياجات خاصة بالمنطقة أو المحافظة، أما المشكلة الكبرى التي أرى بأنها لا تزال بحاجة إلى جهد حقيقي فهي مشكلة الفقر التي سلط الضوء عليها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ولكني أعتقد أن الزخم الإعلامي الذي نالته لا يكفي بل هي بحاجة إلى خطة وطنية لها آلية عمل واضحة وعملية، وإلا فلن تحل المشكلة وستبقى مجرد هالة إعلامية لا تقدم ولا تؤخر.
الصحة
أما بالنسبة لمحافظة بقيق «يضيف الشمري» فأعتقد أن المجلس المحلي ناقش العديد من الاحتياجات وهناك مطالب ملحة، ولكن وبصورة عامة فإن المحافظة قد استطاعت تجاوز بعض المعضلات، ولكن تبقى الحاجة ملحة إلى مستشفى مكتمل ومجهز تجهيزاً يغطي احتياجا أكثر من 100 ألف نسمة هو عدد سكان المحافظة ثم تأتي في أول أولويات الاحتياجات مراكز التعليم مثل الكليات وخاصة كليات البنات حيث إن السفر يومياً إلى محافظة الأحساء «80 كيلو مترا» أو الدمام «90 كيلو مترا» يومياً مسألة تمثل خطورة كبيرة على الطالبات كما أن الأمر يسبب قلقا لدى أسر الطالبات، وهناك مشاريع أخرى تحتاج إليها المدينة مثل المياه المحلاة ومشروع منتزه يكون متنفسا للسكان.
المواصلات
وفي الدمام التقت «الجزيرة» الإعلامي ومدير محطة تلفزيون الدمام بالنيابة الأستاذ سعيد بن حسين اليامي حيث طرح العديد من الأفكار التي تمنى الأخذ بها أول تلك الأفكار يتعلق بالتنسيق بين الوزارات من جهة وبين الوزارات ومجالس المناطق وقال أعتقد ان حجم المملكة السكاني والجغرافي يحتم حداً أدنى من التنسيق بين الوزارات ومجالس المناطق، ولهذا أقترح أنه حين يكون مجلس المنطقة ينوي مناقشة قضية لها علاقة مثلا بالطرق أن يحضر وزير المواصلات وربما وزير المالية تلك الجلسة حتى يتم تسريع آلية العمل.
كما طالب اليامي بالشفافية في معالجة القضايا العالقة وطرح مثالاً بمستشفى الخليج الذي توقف العمل في بنائه منذ حرب الخليج الثانية أي منذ نحو 11 سنة ورغم إعلانات الوزارة عن التوصل إلى حلول لمشكلة هذا المستشفى إلا أن شيئاً لم يحدث والناس لا تعرف ما هي الأسباب خصوصا وأن المنطقة الشرقية بحاجة ماسة إلى زيادة عدد المستشفيات نظراً لتزايد عدد السكان في مقابل عدد قليل من المستشفيات الحكومية.
البلدية
أما فؤاد نصر الله وهو إعلامي ومدير مكتب الزميلة مجلة اليمامة في الشرقية فيقول:
لا يمكن لأي صحفي مثلي أو مواطن عادي أن ينافس البلديات الصغيرة أو الأمانة في طرح الأفكار، فالمهندسون يملأون أروقة تلك الأمانات والبلديات، ولكني كمواطن عادي أتلمس حاجاتي اليومية وحاجات المجتمع التي من المفترض أن تحاول البلدية أو الأمانة توفيرها.
وأنا لا أستطيع تحميل البلدية وحدها التقصير لأن تطوير البلاد مشروع وطني يشارك فيه المواطن قبل المسؤول، وتشارك فيه كافة قطاعات الدولة، هذا ما نلمسه في الدول المتقدمة، لذلك فنحن في حاجة لتقدير أساليب التفكير لدينا في النظرة لقيمة مكتسباتنا أولاً.
وأنا كمواطن أعيش في وطن أنعم الله عليه بالخير وظهر أثر هذا الخير على البلاد، ولم تقصر الدولة في مشاريعها الخمسية في الارتقاء بالبلاد في كافة المجالات قدر ما تستطيع.
وهناك أمور عديدة نحتاجها من القائمين على الأمانة أو البلدية منها:
الاهتمام بالوجه المشرق لكل مدينة بالعمل على تقدير الشوارع الرئيسية أولاً من جميع النواحي سواء من ناحية التشجير أو نظافة الشوارع أو واجهات البنايات والمنازل المطلة على الشوارع ومنع نشر الملابس على واجهات البيوت وإجبار أصحاب المنازل على دهان الواجهات كلما احتاج.
تسوير الأراضي الخالية الواقعة في الشوارع الرئيسية للمدن.
بما أن عدد السيارات يتضاعف عاماً بعد عام وسعة الشوارع ثابتة، فإنه يجب فرض تخصيص الطوابق الأولى من البنايات الجديدة كمواقف للسيارات في وسط المدينة.
المحافظة على الشواطئ وجمالياتها تطبيق لقرار ولي العهد، وحفظ لحقوق المواطنين، فقد يشتري المواطن أرضاً بمليوني ريال لأنها مقابلة للبحر فتأتي البلدية لتردم ذلك البحر ويضيع حق ذلك المواطن هدراً.
منح المواطن أراضي في طرف المدينة وليس في صحاري الربع الخالي التي هي في حقيقتها للأجيال القادمة بعد مئة عام وأكثر.
إيقاف نزيف الاستيلاء على الأراضي وتوزيعها على المواطنين بدلاً من بيعها عليهم بمبالغ طائلة لا يستطيع الموظف أن يوفرها في عشرين عاما من العمل المتواصل.
المحافظة على البيئة ونظافتها
الاستمرار في الصيانة والمحافظة على إشراقة البلد الجميلة.
إيجاد أسواق حديثة، خاصة أسواق الخضار والأسماك، فالقطيف مثلاً التي يقام فيها أكبر مزاد للأسماك على مستوى الخليج لا يوجد فيها سوق مركزي مناسب للأسماك، بل تقوم السوق على أرض خرسانية مفتوحة تنشر روائحها في نصف مدينة القطيف بدلاً من روائح الزهور.
|