متهم بحصوله على رشاوى من صدام
البرلمان البريطاني يبحث إجراء تحقيق مع نائب من حزب المحافظين

* لندن ـ أ ش أ:
تقدم نائب بريطاني عن حزب المحافظين المعارض بشكوى برلمانية ضد زميله جورج جالاواي نائب دائرة جلاسجو كالفن عن حزب العمال الحاكم للمطالبة بالتحقيق في مزاعم حصول جالاواي على أموال طائلة من النظام العراقي السابق مقابل مواقفه المناهضة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق ومشاركة بريطانيا في الحرب لاسقاط نظام صدام حسين.
وكشفت مصادر مجلس العموم البريطاني لمراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط في لندن ان النائب المحافظ اندرو روباثان تقدم بتلك الشكوى الى مفوض المعايير البرلمانية السير فيليب ماور المسؤول عن التحقيقات مع نواب البرلمان في المخالفات التي تناقض طبيعة أعمالهم ومهامهم البرلمانية كممثلين للشعب البريطاني.
وأضافت المصادر ان روباثان قال في الشكوى التي تقدم بها مساء الثلاثاء انه سيكون من الغريب تماما ألا يسأل أحد النائب جورج جالاواي عن صحة تلك المزاعم الخطيرة للغاية.
وأكد مكتب مفوض المعايير البرلمانية في مجلس العموم نبأ التقدم بشكوى ضد جالاواي وقال ان السير فيليب ماور يدرس ما اذا كانت هناك أي انتهاكات للقواعد البرلمانية المتعارف عليها من خلال الفشل في الاعلان عن مصادر دخل خارجية لاحد أعضاء البرلمان البريطاني.
وكان جالاواي قد أكد انه سيقاضي صحيفتي ديلي تليجراف البريطانية و كريستيان ساينس مونيتور الامريكية ومطالبتهما بدفع تعويضات مالية ضخمة نتيجة لقيامهما بالتشهير به لاتهامه بتلقي أموال من النظام العراقي السابق مقابل مواقفه المناهضة للحرب على العراق داخل بريطانيا.
وقال بيان صادر عن مكتب دافنبورت ليونز للاستشارات القانونية الذي يتولى الدفاع عن جالاواي الموجود حاليا في البرتغال ان النائب العمالي عن دائرة جلاسجو كالفن باسكتلندا نفى المزاعم الجديدة للصحيفة الامريكية التي تتخذ من بوسطن مقرا لها مؤكدا ان موكله سيطالب الصحيفة بتعويضات كبيرة.
وكانت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الامريكية قد نشرت وثائق تؤكد ان جالاواي حصل على مبالغ تصل الى ستة ملايين جنيه استرلينى أو مايوازى 10 ملايين دولار خلال الفترة من 1992 وحتى يناير من عام 2003 الجاري.
وأضافت الصحيفة ان تلك الوثائق وصلت اليها من خلال جنرال عراقى لم تحدده بالاسم عثر عليها في منزل خارج العاصمة بغداد كان يستخدم من جانب قصي النجل الاصغر لرئيس العراق السابق صدام حسين والذي كان يتولى صلاحيات كبيرة في الفترة الاخيرة من عمر النظام المنهار في العراق.
وكشفت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الامريكية ان إحدى الوثائق الموجودة لديها يعود تاريخها الى شهر يناير الماضي وتؤكد موافقة قصي على صرف شيك بقيمة تصل الى ثلاثة ملايين دولار لجالاواي نتيجة لما تصفه الوثيقة بمواقفه الجريئة والشجاعة ضد أعداء العراق وتصديه الحازم للاكاذيب الفاضحة ضد الشعب العراقي الصبور.
وأكد البيان الصحفي الصادر عن المستشار القانوني لجالاواي في لندن ان هذه الاتهامات عارية من الصحة تماما وانها تأتي في اطار الحملة الموجهة ضد النائب البريطاني لتصفية الحسابات معه عقب انتهاء الحملة على العراق وان جالاواي لم يقم بزيارة العراق قبل عام 1993 وانه لم يلتق في حياته بنجل الرئيس العراقي.
وأضاف البيان ان الوثائق التي زعمت الصحيفة انها حصلت عليها من ذلك الجنرال الغامض لاتتسق مع بعضها البعض.
وأكد بيان مكتب دافــنبورت للاستـــشارات القانونية مجددا ان جــالاواي لم يحصل على أي أموال من النظام العراقي السابق وانه سيقاضي الصحيفتين البريطانية والامريكية نتيجة لترويجــهما تلك المعــلومات التي وصفها بأنها زائفـة وخاطئة بهدف النيل من سمعته ومكــانته كنائب في البرلمان البريطاني.