عرفنا «الزكاة» ركناً من أركان الاسلام فما بال البعض راح يستهين بمفردة هذه الفريضة التي تحمل دلالات وقيماً دينية وشرعية سامية.
وحتى لو لم يكن قائلها ومروجها قاصداً المعنى الشرعي لهذه الشعيرة الدينية وهو يوردها في سياق تصريح صحفي منفعل بعد خسارة مباراة كروية فإن مجرد الاستخفاف بها كمعنى لغوي وتداولها بشكل سمج في تصريحات رياضية وكروية أمر غير مقبول البتة.
فمثل هذه الكلمات والعبارات والمعاني السامية يجب ان تبقى مصانة عن العبث الكلامي وان تكون لها حرمتها التي لا تسمح لأحد بأن يتجرأ عليها ويقحمها في تصريحات صحفية منفعلة.
أنا لست هنا في موقع الواعظ والمعلم «فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه» ولكن كمسلم حزَّ في نفسي ان ينزلق البعض في حمأة المنافسة الكروية ويتفوه بكلمة ذات معنى ودلالة ومكانة عالية ووثيرة في نفوسنا جميعاً كمسلمين ك«الزكاة» لمجرد استفزاز وإغاظة المنافس.
أنا أعلم يقيناً أن من أورد كلمة «الزكاة» في حديثه لم يكن يقصد الاستخفاف والتعريض بهذه الكلمة وانما قالها بحسن نية، ولكن حسن النوايا في مثل هذه الحالات غير كافٍ لتبرير إثم الوقوع في هذه الخطيئة ويكفي ما قرأناه في الأعمدة الصحفية هذا الأسبوع وما راح يتداوله البعض في لقاءاتهم ومجالسهم خصوصاً صغار السن عن تصريح «الزكاة» وما كان يتبع ذلك من سخرية واستهزاء واستخفاف حيث أصبحت هذه الكلمة للأسف مثاراً للضحك والتندر.
ان التنافس والتشجيع الرياضي يجب ان يسمو بصاحبه ويرتقي به لا ان يهوي به ويغيِّب وعيه ويرديه في مساقط هو في غنى عنها، ويجب ألا يعمينا سباق التنافس ويدفعنا لتخطي حدود وخطوط ذات محاذير شخصية واجتماعية ووطنية ودينية.
فاللغة العربية غنية ومليئة بالكلمات والمفردات والعبارات التي نستطيع تطويعها واستخدامها للتعبير عما يجيش في نفوسنا وخواطرنا سواء اجتاحتنا حالة فرح عارمة أم اصابتنا حالة انكسار مؤلمة ودون ان نقحم كلمات وعبارات ذات دلالات لغوية أو دينية في غير مواضعها فننجو بأنفسنا من إثم سوء التعبير وخطيئة الجرأة على القيم والثوابت، والتي من الصعب تبريرها فيما بعد تحت أي عنوان من عناوين حسن النية وسلامة المقصد.
|