«اللوموند»
تناولت تداعيات الوضع في العراق، و تحت عنوان «المساومة» تقول:«الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها دونالد رامسفيلد إلى منطقة الشرق الأوسط كانت ستأخذ طابعا دبلوماسيا عاديا لو لم تأت في هذه الظروف التي يعيش فيها العراق احتلالا لم تشهده دولة من قبل، الشيء المؤكد أن السيد رامسفيلد لن يجد دولا راضية عن الممارسات الأمريكية في المنطقة، ولن يحظى بالتصفيق. لأن «تحرير» العراق انقلب إلى احتلال، وإلى فرصة سانحة لتهديد دول أخرى بالحرب، كما يفعل الإعلام الأمريكي والبريطاني في وصف سورية بأنها ستكون الوجهة الأمريكية المقبلة..» كما تحدثت عن موقف دول الجوار العراقي قائلة: «قمة الرياض الأخيرة كانت حازمة في رفض احتلال العراق، و في رفض التهديدات الأمريكية غير المنطقية إلى سورية.. حتى لو كانت الإدارة الأمريكية تستبعد عمليات عسكرية ضد سورية الآن، فإن خطر الحرب ما زال قائما في كل يوم تمضي فيه واشنطن قدما إلى اعتبارالغنيمة العراقية فرصة سانحة لضرب استقرار المنطقة، على اعتبار أن «كعكة النفط» العراقية هي التي تعتبرها أمريكا الحرب الاقتصادية المعلنة على كل منطقة الشرق الأوسط، فليس أسهل على إدارة جورج بوش أن تتحدى هيئة أخرى «كالأوبك» فقد تحدت العالم بأسره من قبل، وداست على جثث الكثيرين، لأجل النفط، ولن يتردد البيت الأبيض في القفز فوق هيئات ولوائح، مواثيق أخرى، لأجل نفس الغنيمة..».
«لومانيتي»
تابعت الشأن العراقي و بعنوان «الأيادي الخفية» كتبت تقول: «طوال الأيام الماضية، كان الكلام عن العراق أشبه بالكلام عن الشبهة التي ارتكبها الذين اعتبروا احتلال الشعوب كتحريرها تماما، بنفس كارزماتية الأمريكيين الذين يتصافحون اليوم معلنين أن انتصارهم على صدام حسين هو في الأخير هدف الحرب.. صدام الذي اختفى أو قتل أو هرب، لم يعد أكثر من تاريخ أسود في ذاكرة العراقيين، ولهذا لا يمكن الوقوف عنده إلا للترحم على كل الضحايا الذين سقطوا إبان حكمه، و هذا بذاته لا يجب أن يكون سببا في إضاعة الوقت أو في الابتعاد عن الحقيقة التي ربما يحاول الأمريكيون التخفيف من حدتها، بعدم الاكتراث لها، العراقيون في خطر اليوم، لا المساعدات الإنسانية الحقيقية وصلتهم ولا المستقبل الأمني يبدو واضحا بالنسبة إليهم.. ومع ذلك يكثر الكلام عن «مستقبل» العراقيين بعبارة «كانوا!» وتضيف الصحيفة: «ربما أكثر ما حققته الإدارة الأمريكية في العراق أنها قضت على البنية التحتية العراقية بشكل شبه كامل، كما أنها استطاعت أن تخرج العشرات من الأحزاب السياسية إلى النور، لأجل التقاتل على منصب ربما لن ترضاه أمريكا لهم دون التوقيع على وثيقة الطاعة العمياء..لأن الفخ صار رسميا وبات من الصعب القفز فوقه أو المرور تحته، أو العبور من أمامه من دون طأطأةالرأس.. وهو الذي يبدو أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى الوصول إليه في وقت قياسي الآن».
«فرانس سوار»
تكتب عن الإعلام الأمريكي بعنوان «الشزوفرانيا» تقول: «ليس أصعب عليك من أن تطالع صحيفة أمريكية تتهمك بالتخلف لمجرد أنك تتحدث عن رفضك بأي نوع من أنواع الشوفينية الحالية .. الأمريكيون استطاعوا أن يربحوا المعركة العسكرية والإعلامية، ليس بتأثيرهم على العالم، بل بتأثيرهم على الأمريكيين الذين كشف سبر الآراء الأخير أن سبعين بالمئة يعتبرون تحرير العراق عملا أمريكيا بطوليا، طبعا لا أحد قال للأمريكيين المشاركين في سبر الآراء أن التحرير تم بكل أنواع التقتيل، والترهيب، والتخويف ضد العراقيين،
كما لم يقل لهم أن الإدارة الأمريكية التي «حررت» العراق تريد البقاء فيه مدة يقال أنها تتراوح بين السنتين والسنتين ونصف، لكن الحقيقة أن الرغبة الأمريكية في البقاء لن يحددها وقت زمني ضيق، لمجرد أن ما جاءت تبحث عنه الإدارة الأمريكية نالته:(النظام العراقي و ثاني احتياطي للنفط في العالم) فكيف يمكنها بعد ذلك مغادرة العراق؟.
وتضيف الصحيفة: «طوال الوقت أعطى الإعلام الأمريكي للحرب على العراق صبغة الشرعية، بحجة القضاء على صدام حسين، مع أن أكثر من مأساة وقعت في الشرق الأوسط بتوقيع من الإدارة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.. كم من طفل قتل وكم من بيت هدم على رأس أصحابه؟ لم يقل أحد من «أبطال الإعلام الأمريكي» أن لأمريكا حقا في فرض الشرعية الدولية عبر فرض الحصار الاقتصادي على إسرائيل وتهديدها بالحرب، ومن ثم شن الحرب عليها إن هي لم تمتثل لقانون «الإنسانية» الذي أرادت فرضه على العراقيين بلغة العصا الغليظة..
|