بعد التحية
تعقيباً على الخبر الذي نشرته جريدة «الجزيرة» يوم الخميس 8/2/1424هـ العدد 11141 تحت عنوان «طالبة تعتدي على معلمة وحارس ابتدائية بالرياض» أقول:
كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاعتداء على أعضاء السلك التعليمي سواء كان من المعلمين أو المعلمات، حتى لا يكاد يمر شهر إلا وتقع مشكلة من هذا النوع ويقرأها الجميع من خلال الصحف اليومية.
ونظرا لتنامي عدد مثل هذه المشاكل التي باتت تقلق المجتمع بشكل عام والمعلمين والمعلمات على وجه الخصوص أصبح بالإمكان القول «وللأسف» إن هذه الظاهرة لم تعد دخيلة على المجتمع بل أصبحت ولكثرتها ظاهرة مألوفة، حيث ألف الناس على سماع أخبار مثل هذه المشاكل بالرغم من أنها كانت في الماضي من المستحيل أن تحدث.
خصوصاً في ظل عدم وجود إجراءات عقابية صارمة ضد من تسول له نفسه من الطلاب والطالبات الاعتداء على أعضاء سلك التعليم الذين يحاربون الجهل والأمية وينشرون العلم والفضيلة.
«من أمن العقوبة أساء الأدب» قاعدة قانونية أو مثل قديم.. لا أدري ولكن لكم الحرية بتصنيفها أني شئتم، يمكن الاحتكام إليها في كافة شؤون الحياة ولكنها تنطبق وبنسبة 100% على الطالب والطالبة الذين يقومون بمثل هذه الأفعال السيئة من ضرب لمعلميهم أو التلفظ بألفاظ نابية ضد إدارة المدرسة وغيرها، وهذا ما حصل مع تلك الطالبة التي نشرت «الجزيرة» قصة اعتدائها على معلمتها، وأود التوقف عند بعض النقاط فيما يخص تلك الطالبة مع احترامي الشديد لأسرتها.
- إن تلك الطالبة هي طالبة متهورة تحمل حقدا دفينا على من هم أفضل منها أخلاقاً وتعليماً.
- إن تلك الطالبة قد تكون تعاني من اختلال عقلي وهنا من الأفضل لها الذهاب إلى الطب النفسي فلعلها تجد علاجاً ناجعاً لما تعاني منه، أما إذا كانت ذات سلوك عدواني وبالتالي تجد بإيذاء الآخرين وسيلة للتعبير عن آرائها فأعتقد أن هناك جهات معينة تستطيع التعامل مع مثل هذه النوعيات من البشر.
- اعتداء الطالبة على معلمتها أولاً ثم على حارس المدرسة الكبير في السن ثانيا، يجعلنا نضع علامة استفهام على سلوك الطالبة غير الأخلاقي وغير الحضاري.
فالمعلمة لها حق التقدير والاحترام من كل فئات المجتمع وبالذات من طالباتها، وكبار السن لهم حق الاحترام والتوقير من الجميع متعلمين وغير متعلمين، وما قامت به الطالبة شيء غريب إن دل على شيء فإنما يدل على عدم تمسكها بما حث عليه ديننا الحنيف في الخصوص وعدم احترامها لعاداتنا وتقاليدنا التي توجب علينا احترام من هم أكبر منا سنا سواء كانوا مدرسين أو مدرسات أو اميين.
وخلاصة القول والحديث موجه لوزير المعارف: إن التعاون مع وزارة الداخلية لسن قوانين وإجراءات عقابية مشددة هو الحل الوحيد والكفيل بالحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة حتى يتمكن إخواننا المعلمون والمعلمات من أداء رسالتهم على أتم وجه، وهنا ألا تعتبر المدرسة مرفقا حكوميا وألا يعتبر المعلم والمعلمة كالطبيب وكرجل الأمن وكالموظف في دائرة حكومية فلماذا لا تتخذ الإجراءات الصارمة ضد من يحاول الاعتداء على حرمة الدولة، فالاعتداء على المعلم أو على المعلمة يماثل الاعتداء على رجل الأمن وهو على رأس عمله ولا فرق بينهما.
ملاحظة: أوردت صحيفتنا الغراء في نهاية الخبر ما يلي«وقد تابعت إدارة تعليم البنات بمنطقة الرياض الحادث واتخذت كافة الإجراءات المتبعة في مثل هذه الأمور».وهنا أتمنى من إدارة تعليم البنات التوضيح لنا معشر القراء ما هي الإجراءات التي اتخذت ضد الطالبة المعتدية التي تكفل إعادة الاعتبار لأختنا المعلمة؟
فايز بن عايد/الرياض
|