Wednesday 30th april,2003 11171العدد الاربعاء 28 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

د. خوجة للقاضي: د. خوجة للقاضي:
نعم الأرملة والمطلقة الأحق بالوظيفة والرعاية من أصحاب القلوب الرحيمة

الأخ الفاضل الاستاذ/ حمد بن عبدالله القاضي.. حفظه الله
عضو مجلس الشورى - المملكة العربية السعودية /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اطلعت بمزيد من التقدير والامتنان على مقال سعادتكم المنشور بجريدة الجزيرة في عددها رقم 11161 الصادر يوم الاحد 18/2/1424هـ بعنوان «المطلقات والارامل اولى بالتوظيف».. حيث طرحتم سعادتكم هذا الموضوع الاجتماعي الهام الذي ينطلق من ان المطلقات والارامل اولى بالتوظيف من غيرهن وذلك لحاجتهن الى العائد المادي حيث ان المصروف الذي يأتيهن من مطلقهن لا يفي الا بأقل القليل، وكذا الشأن بالنسبة للأرملة الذي انقطع الانفاق عليها وعلى اولادها بوفاة زوجها.. وانني اتوجه لسعادتكم بوافر شكري على طرحكم لهذا الموضوع الحيوي الانساني النبيل واحساسكم المرهف بهذه القضايا الاجتماعية الهامة وشعوركم الطيب بأبناء وبنات هذا البلد المعطاء وان هذا ليس بمستغرب من مفكر مثلكم لديه الخبرة الطويلة والفكر الواعي المستنير لطرح مثل هذه القضايا المهمة.. فكما اشرتم سعادتكم بأن اغلب المحتاجات من النساء هن أرامل او مطلقات.. وان حاجة امثال هؤلاء الاخوات تحتم اعطاءهن الاولوية بالتوظيف عندما يتساوين مع غيرهن بالخبرة والمؤهل بسبب حاجتهن الماسة الى الوظيفة للصرف عليهن شرعا وعادة، ولقد أعجبني ما علقتم عليه سعادتكم في ختام المقالة الى ان هذه الفكرة قابلة للطرح والحوار من جميع جوانبها النظامية والانسانية..فلقد أردتم بهذا ان يتحمل المجتمع مسؤولياته تجاه هذه الفئة، وطرحتم بعدين هامين للموضوع هما البعد الاجتماعي والانساني.. وان هذا يا أخي الفاضل لدليل على تبنيكم لهذه القضية لأن الدال على الخير كفاعله، ولقد سننتم سنة حسنة حميدة في ان يكون هذا الموضوع قابلاً للحوار والمناقشة، وكم أتمنى ان تجد هذه القضية الآذان الصاغية والقلوب الرحيمة لتبني هذا الموضوع وان يكون كأول الاولويات في مجتمعنا السعودي المسلم.. ذلك ان المطلقة والأرملة عادة ما تكون لديها اطفال ومسؤولة عن تربية هؤلاء الاطفال فالارملة التي توفي عائلها وتركها وحيدة في هذه الحياة بلا عائل او معين غير الله سبحانه وتعالى وتجد نفسها مسؤولة عن تربية اطفال وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية الصحيحة.. والمطلقة التي تركها زوجها فإن أطفالها عادة ما يكونون مع امهم فهي التي تقوم على رعايتهم وتربيتهم ولا يكفي كما اشرتم سعادتكم الدخل الذي يأتيها من زوجها غير القليل وسواء المطلقة او الارملة فإن كليهما تواجهان مشكلات عدة منها قلة الموارد ومتطلبات الحياة علاوة على نظرة المجتمع غير المنصفة وغير الصائبة مما يؤثر على كيان واستقرار تلك الاسر.
سعادة اخي الفاضل.. انني آمل ان يتم تناول هذه القضية كموضوع وطني تدعى له كافة الجهات المعنية.. وانني ادعوكم الى ان تتبنوا هذه المشكلة لما عرفناه عنكم من عمل مخلص وجهود خيِّرة في العديد من القضايا التي طرحتموها حتى ينال هذا الامر جل الرعاية والاهتمام.. ولا يخفى على الكثير من ابناء هذا البلد العزيز معدل انتشار المخدرات والانحراف الاجتماعي نظير مثل هذه المشاكل والقضايا التي لمستم خيوطها في هذا المقال..
ولا يغيب عنكم أيضاً ما تعانيه الأمهات لقاء تغيب الأب ورب العائلة عن الاسرةفحينئذٍ تفقد الأم السيطرة على أبنائها بسبب اعباء الحياة ومتطلباتها الا ما رحم ربي.
مرة ثانية، لا يسعني الا ان اتوجه لسعادتكم بجزيل شكري وتقديري وامتناني على طرحكم لهذا الموضوع.. وعدم ترددكم في عرضه لأنه جدير بالاهتمام والرعاية، ولقد حث ديننا الاسلامي الحنيف على التراحم والتعاطف والتعاضد وذلك مصداقاً لقول رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالذي يقوم الليل ويصوم النهار».
داعياً الله عز وجل ان يجزيكم خير الجزاء على ما تقدمونه من خير عميم، وان يجعل كل اعمالكم في موازين حسناتكم يوم العرض عليه سبحانه.وتفضلوا بقبول اطيب تحياتي وتقديري.

توفيق بن أحمد خوجة/مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved