أسبوع دامٍ

سيطرت أنباء القتل مجدداً على الساحة العراقية بعد فترة تركز فيها الاهتمام على التطورات السياسية، فقد تحول الأسبوع الجاري إلى اسبوع دامٍ حصيلته أكثر من 60 قتيلاً.
فهناك إحساس قوي لدى العراقيين بأنهم تحت الاحتلال ومجرد هذا الشعور يجعل الحساسية عالية تجاه أي تصرف من قِبل الجانب المحتل وهو بدوره يدرك حقيقة المشاعر تجاهه ويتحسب لأي حركة من الجانب الآخر.
وفي كل الأحداث الثلاثة التي أودت بحياة العشرات من العراقيين لم تتحدد طبيعة ما حدث.. ففي الزعفرانية، الحي الواقع في جنوب بغداد أدى انفجار الذخائر والصواريخ المكدسة في مستودع وسط الحي إلى مصرع 40 شخصاً، وقد ألقى الأهالي المسؤولية على الجنود الأمريكيين بينما قال هؤلاء إن عراقيين أطلقوا النار على العتاد العسكري، وفي الفالوجة التي قتل فيها الأمريكيون 15 عراقياً لم تتحدد طبيعة أسباب ما حدث حيث يقول السكان إن الأمريكيين أطلقوا النار عليهم بمجرد رميهم بالحجارة، لأن الأمريكيين قد اتخذوا من مدرسةٍ مقراً لهم وحرموا بذلك أبناءهم من الدراسة.. ويقول الأمريكيون إن هناك من أطلق النار عليهم.. وفي الموصل يحيط الغموض بمقتل سبعة عراقيين.والقائمة مرشحة لكي تطول اكثر فأكثر ما يعني تراكم الأحقاد في النفوس، وخصوصاً، مع عدم كشف النقاب عن حقيقة ما يحدث وقد يؤدي ازدياد الحوادث إلى انفجار الغضب بصورة واسعة لتغرق البلاد مجدداً في بحر من الدماء وهي التي بدأت لتوها تأمل في استعادة قدر من الهدوء والاستقرار.
ويكفي الاحتلال وحده لإثارة المشاعر والغضب لكن الأمر يتفاقم مع الدماء التي تهدر يومياً..
ومن المهم، لكي يتم تفادي الأسوأ، أن تتخذ الاجراءات التي من شأنها إعادة حكم البلاد إلى العراقيين أنفسهم واتخاذ كل ما يلزم لإقامة حكم وطني يمكن في ظله تحديد المسؤوليات ومحاسبة المخطئين بكل الشفافية اللازمة وهو أمر يصعب تحققه في الظروف الراهنة حيث تغيب السلطة الوطنية، بينما لا تفصح القوات المحتلة عن حقيقة ما يحدث وليس هناك من يستطيع إجبارها على ذلك..