* حائل - عبدالعزيز العيادة:
ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل مساء أمس الأول الاثنين على مسرح كلية المعلمين بحائل محاضرة بعنوان «منطقة حائل.. رؤية مستقبلية» بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل ومعالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ونائب وزير المعارف لتعليم البنات الدكتور خضر القرشي.
حيث أعلن سموه خلال المحاضرة عن عدد من المشاريع التنموية الجديدة والخطط والدراسات التي تنوي الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل انشاءها قريبا ومنها انشاء مصانع لتجميع وتعليب التمور بأيدي وادارة نسائية مشيرا سموه الى أهمية تشغيل المرأة بها خصوصا وان معظم البيوت حاليا تزداد بها أعداد النساء متوسطات العمر والمتعلمات وبين سموه ان التحدي الذي أمام الهيئة حاليا هو مقدار قدرتها خلال الفترة القادمة من تقليص معدل البطالة قبل القضاء عليها فعليا والتي وصلت في حائل 24%.
مؤكداً سموه ان خلال العامين القادمين لن يكون هناك شاب بلا عمل مشدداً سموه على أهمية الحرص على أداء الشباب لمهامهم على أكمل وجه وبذل الجهود المتقنة.
كما كشف سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن عن قرب بدء مشاريع الأندية الصغيرة المبسطة في القرى والمدن والمحافظات التابعة لمنطقة حائل بهدف ايجاد بيئة تفاعلية أكثر انتاجا تساهم خلالها الهيئة بتمويل بناء الأندية ويساهم المواطنون والمسؤولون بالتبرع بالعمل تطوعياً بالمجان وتشتمل على عدد من المرافق الرياضية والترفيهية وقاعات للمحاضرات ومسارح وأخرى للمقروء والمرئي وحث سموه الجميع بأهمية استشعار الكل المسؤولية تجاه الوطن وتحفيزهم نحو خدمة مناطقهم.
وتطرق سموه للهيئة ولآخر مستجدات استثماراتها مشيراً الى ان اجتماع الهيئة القادم سوف يتم خلاله عرض تصور المكتب الاستشاري الخاص بالأرض التي منحها سمو ولي العهد الأمين لأهالي حائل ودعا سموه جميع أهالي المنطقة للاطلاع على هذا العرض مؤكدا سموه ان الهيئة للجميع والآراء النابعة من أهل المنطقة تهم الهيئة وسوف تساهم في بلورة ما يفيد منها على أرض الواقع.
وبين سموه ان أهم أهداف الهيئة هو الوصول الى أعماق جذور المجتمع ومساعدة كافة الشرائح وتوفير فرص العمل للشباب أولا وتدريبهم على طرق مطورة لأعمالهم وأشار سموه الى ان هناك ستة برامج جاهزة في هذا المجال بواسطة لجنة تنمية الموارد البشرية بالهيئة كما أوضح سموه ان الصناديق التي ستؤسسها الهيئة ستكون داعما لكل من يرغب من الشباب السعودي المتحمس لخدمة المنطقة في قطاع الخدمات.
كما أكد سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن ان القرية السياحية المطورة ستكون أحد المشاريع التطويرية القادمة وبين ان لجنة الاستثمار أوجدت عشرات المعادن والفرص التي ستستثمر بمنطقة حائل وركز سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن على ان جهود التطوير تركز على ان الانسان هو محور التنمية وتطرق سموه الى ان الهيئة سوف تساعد الأسر ذوي الدخل المحدود من خلال ايجاد فرص انتاج لهم وتنمية مداخلهم لتأمين حياة كريمة.
والمح سموه الى ان الهيئة تهيئ دراسة متكاملة حول مشاكل المياه بالمنطقة وكذلك كشف سموه عن طموح الهيئة بايجاد جامعة بالمنطقة تلبي حاجة المنطقة. وقال سموه: إن العرض سيتم «لولاة الأمر» من أجل تذليل الصعاب حول انشاء هذا المشروع الهام.
وتحدث سموه عن أهمية ايقاف الهجرة من القرية الى المدينة ومن المدينة الى المحافظة وهكذا مستعرضا جهود الهيئة نحو انشاء مجمعات سكنية جديدة تكون نواة لبيئة حياتية متكاملة بإذن الله.
وأكد سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن على أهمية التأني وان يتم العمل وفق خطوات مرحلية مدروسة وليست بطريقة استعجالية طارئة قد تعيق التنمية.
ثم انطلق سمو الأمير بعرض ورقة لسموه حول تفعيل وتحسين العملية التربوية والتعليمية وبدأها بالحديث عن التربية والتعليم وأهميتهما ودورهما في نهضة الأمم وركز سموه على أهمية ان تكون المناهج الدراسية مركزة وليست طويلة وتقوم على التجارب والمعامل وخلق روح الابتكار والاقلال من العلوم المعلبة وشدد سموه على تقييم المدرسين وتأهيلهم واستعرض بعض نماذج الطلاب الذين يعانون من ضعف الشخصية وعدم القدرة على مجابهة الآخرين والتمرد وعدم القدرة على رسم المستقبل وتفشي ظاهرة اللامبالاة.
وأشار سموه الى ما تعانيه البيئة التعليمية من مباني مدرسية مستأجرة تصل نسبتها 80% من عدد المدارس في الكثير من المدن مبينا سموه ان معظم هذه المباني المستأجرة في بيوت مستأجرة أو فلل سكنية صممت للسكن وليس للمدرسة واقترح سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن لمعالجة الأوضاع بالمنطقة تشكيل فريق من وزارة المالية ووزارة المعارف والهيئة العليا لتطوير منطقة حائل والغرفة التجارية الصناعية وباشراف من سموه للنظر في وضع برنامج عاجل لدراسة حصر المدارس المستأجرة والأراضي المخصصة لصالح وزارة المعارف المسلَّم منها وغير المسلَّم ودراسة أولويات التنمية للخدمات والمرافق المشاركة في مثل هذه الدراسة وتقديم الحلول العملية لمعالجتها ويحد دله ثمانية أسابيع تبدأ بعده عملية الاحلال الفعلية والتي يجب ألا تتعدى ثلاث سنوات وفق جدول زمني لذلك.
كما اقترح سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن ايجاد مركز لتأهيل مديري ومديرات المدارس في حائل وتشارك الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل بالتنسيق مع وزارة المعارف لتأسيسه وعمل تجربة رائدة في صيف هذا العام.
وطالب سموه لتحقيق هذا البرنامج بمشاركة الجميع والتفاعل مشيرا سموه الى ان الهيئة تضع ذلك من أول أولوياتها وسوف تسخر كل ما يحتاجه هذا البرنامج من امكانيات.
واختتم سموه بالتأكيد على ان ما جاء في الورقة ربما نوقشت من قبل المختصين إلا ان الذي يختلف ان سموه والهيئة العليا لتطوير منطقة حائل مصممة على تحقيقها بالاتكال على الله عزوجل من أجل تطوير فعلي للواقع التعليمي بمنطقة حائل.
ثم فتح باب الأسئلة والمداخلات التي قاد دفتها وكيل وزارة المعارف لكليات المعلمين الدكتور محمد الصائغ وقد أجاب سموه على الأسئلة وتبادل الرأي مع بعض المداخلين.
حضر المحاضرة وكيل امارة منطقة حائل سعد بن حمود البقمي ووكيل الامارة المساعد خلف بن علي الخلف وعدد من المسؤولين والمشاركين بالملتقى الطلابي الخامس لكليات المعلمين الذي تستضيفه كلية المعلمين بحائل هذا العام.
|