** هناك جملة من الأمور أبدع صدام حسين في صنعها وإتقانها وتأسيسها على درجة عالية من الكفاءة والقدرة.
** الأولى: جهاز المخابرات.. فقد صرف مليارات الدينارات على أعنف جهاز مخابراتي في العالم.. ووظَّف جواسيس في كل مكان.. وجعل همه وهاجسه محاربة العالم كله.. من خلال التجسس على الآخرين.. وحمَّل ميزانية العراق همَّ العالم.
** لقد قرأنا في الأيام الماضية.. بعض الوثائق التي تسرَّبت عن مخابراته وكيف أنه وضع لكل دولة عربية وإسلامية قسماً أو مكتباً خاصاً.. له مديره.. وله موظفوه.. وله مدراؤه.. وله جواسيسه.. وله ميزانياته.. وأصبحت ملايين العراق تُضخ في هذا الاتجاه الأهوج.
** هذا الجهاز.. صاحب المخالب العنيفة.. ورَّط العراق في عدة مشاكل وقضايا.. وأدخل العراق في أنفاق مظلمة.. وحوَّل معيشة العراقيين من معيشة هانئة إلى ضنك.. وطارد العراقيين وغير العراقيين.. وقتل وسحل وأباد ودمَّر ورمَّل ويتَّم مئات الآلاف.
** إنه أسوأ جهاز مخابراتي في العالم.. وكله من قوت الشعب.
** الأمر الثاني: أبدع في صنع السجون والمعتقلات وأدوات التعذيب والتدمير النفسي.. فحوَّل العراق إلى سجون ومعتقلات وغرف للتعذيب.. بل هناك غرف لإبادة البشر وتحويلهم إلى مواد تقذف في المجاري دون أن يدري عنهم أحد.
** السجون والمعتقلات في العراق.. أكبر من الجامعات والمستشفيات والمصانع.
** والسجون في العراق.. يقطنها أكثر ممن يقطن مدينة بغداد.. وكلهم من أبناء الشعب العراقي.
** الثالث: أبدع صدام في إيجاد ترسانة من الأسلحة وأدوات التدمير التي جعلت نظام بغداد يغامر في حروب طاحنة في كل اتجاه.. أبادت مئات الآلاف من البشر.. من العرب والمسلمين.. وكله من أجل أن تُستخدم هذه الآلة الحربية.. بدلاً من أن تظل حبيسة.
** هذه الآلة الحربية.. كانت وبالاً على العراق وعلى العرب وعلى المسلمين.. فقد قتلت منهم.. أكثر من خمسة ملايين شخص.. ولم تقتل إسرائيلياً واحداً.
** الرابع.. أبدع نظام بغداد في الكذب والتزوير والمراوغة والتحايل.. وهو ما قاده إلى السقوط السريع.. لأنه لم يصدق مرة واحدة طوال تاريخه.
** العالم كله.. كان يدرك أن نظام بغداد لا يعرف شيئاً اسمه.. الصدق أو التعامل بوضوح.. ولذلك.. لم يعد أحد يثق في هذا النظام حتى أقرب الناس إليه.
** وهناك إبداعات أخرى سنذكرها في زوايا قادمة إن شاء الله.
|