الذي يطَّلع على آراء المتحاملين من المستشرقين وغيرهم على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي يطلق عليها «الوهَّابية» يشعر بفقدان الموضوعية، والتوثيق العلمي عند هؤلاء المتحاملين من جانب، وأهمية جلاء الحقيقة الناصعة في هذه القضية من جانب آخر، فما يزال المغرضون يشيرون إلى خطورة هذه الدعوة على العالم، وأنها قائمة على التعصّب» والغاء الآخر، بل ويصورونها على أنها مذهب مستحدث في الإسلام، خارجٌ عن نطاق مذاهبه الفقهية المعتبرة.وهذه التهم ليست - كما نعلم - جديدة، بل هي مواكبة لهذه الدعوة الإسلامية المباركة منذ بدايتها وانتشارها، ولا شك أن أصحاب العقائد المنحرفة، وغيرهم من كفَّار الغرب والشرق يجدون في مثل هذه الدعوة الإسلامية الصافية خطراً كبيراً يهدد مصالحهم، ويكشف ضلالهم، ويبيِّن للناس الحقَّ الذي يواجهون به الباطل. فالعداوة لهذه الدعوة أمر متوقع لأن أهل الانحراف لا يتوقفون عن مواجهة كل دعوة للخير والاصلاح.
ولكن ذلك لا يعني أن هذه التهم قد توقفت، بل إنها تتجدد وتزداد شراسة كلما أحس الأعداء أن النور الساطع الذي تنشره دعوة الاصلاح القائمة على منهاج الكتاب والسنة، يزداد قوة، ويكشف زيف الباطل، ومن هنا يكون دور أهل العلم من المسلمين خاصة في هذا الوقت الذي أتيح للناس فيه من وسائل النشر والإعلام ما يؤدي إلى انتشار المعلومة بسرعة هائلة، لا ينفع معها التباطؤ أو الإهمال.
إن المراجع التي يرجع إليها كثير من الدارسين عن حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته - خاصة في العالم الغربي - تكاد تكون استشراقية بالدرجة الأولى وذلك يعطي دلالة على خطورة الأمر لأن كتابات المستشرقين عن هذه الدعوة مليئة بالأخطاء والمغالطات والتحامل، إن ما كتبه مرجليوث، وصمويل مارين زويمر وتوماس باترك هيوس، ولاوست، ولويس بيلي وغيرهم الكثير لا يمكن أن يعطي الدارسين المعلومة الصحيحة عن هذه الدعوة المباركة، وبالرغم من الردود على المتحاملين على هذه الدعوة إلا أن الأمر يحتاج إلى مواكبةٍ صادقة للإفادة من وسائل النشر والإعلام والشبكة العنكبوتية التي تتيح لملايين المتابعين الاطلاع على المعلومة الصحيحة.
إن الربط بين العنف والإسلام، وبين مصطلح «الارهاب» بمعناه الغربي الضيِّق وبين الحركات الإسلامية الراشدة إنما يراد به اقناع العالم بخطورة المسلمين على أمنه واستقراره وثقافته واقتصاده، وهذا المعنى المراد ينتشر الآن حتى على ألسنة بعض كبار القادة والسياسيين، والأكاديميين في أمريكا وأوروبا، وهو معنى تدعم انتشاره الصليبية المتعصبة والصهيونية الحاقدة،، فأين موقعنا - نحن المسلمين - من هذه المؤامرات الخطيرة؟؟
إن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة إسلامية سلفية قائمة على منهج الكتاب والسنة، بعيداً عن التعصب الأعمى، والنظرة الضيقة التي تتهم بها على لسان أعدائها وحسادها، وهي دعوة تحولت إلى واقعٍ عملي بما يسر الله لها من الاتفاق التاريخي المبارك بين الإمامين «محمد بن عبدالوهاب» ومحمد بن سعود» حيث أصبحت هذه الدعوة المباركة تُطبق في واقع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية تطبيقاً يؤكد أن شرع الله هو الذي يكفل للناس جميعاً الحياة الحرة الكريمة.
ألا نستطيع أن نكوِّن لنا نحن المسلمين، ونحن أبناء هذه البلاد «المملكة العربية السعودية» مراكز معلومات قوية قادرة على التحقيق وتوجيه الرأي العام العالمي إلى الصواب، وتحقيق الموضوعية؟؟ نعم هنالك مركز البحوث والدراسات الإسلامية وغيرها من المراكز، وهنالك جهود مشكورة داخل المملكة وخارجها، ولكننا نتحدث عن العطاء الأفضل، والأكثر متابعة، والأقدر على الافادة من الوسائل التقنية الحديثة التي يتميز بها هذا العصر، إن كثيراً من الدوائر السياسية في الغرب تعتمد على المعلومات والتقارير التي تجريها مراكز البحوث والدراسات والمعلومات القوية في الغرب وتبني على تلك المعلومات كثيراً من الخطط السياسية والاقتصادية والعسكرية، على ما فيها من الخطأ والاساءة المتعمدة أحياناً، فأين دورنا الذي نواجه به ذلك؟
اشارة:
إنما ينفث في أقوالنا
قوة التأثير صدق العمل
|
|