* الرياض - صالح العيد:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفل تخريج الدفعة الأولى من متدربي التنظيم الوطني للتدريب المشترك اليوم الأربعاء.
وأعرب الدكتور علي بن ناصر الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ورئيس مجلس إدارة التنظيم الوطني للتدريب المشترك عن شكره لسمو الأمير نايف وقال إن هذه الرعاية امتداد للاهتمام والدعم الكبيرين اللذين يوليهما سمو وزير الداخلية للشباب السعودي وسعي سموه الدائم لتدريبهم والحاقهم بسوق العمل.
وأشار إلى ان الدولة أيدها الله ضاعفت جهودها في مجالات التعليم والتدريب في إطار رؤية استراتيجية أوسع نطاقاً وأكثر شمولية لتحديات المستقبل فبرامج الاصلاح الاقتصادي والتوسع في توطين الوظائف وتفعيل دور القطاع الخاص في العملية التنموية هي عناصر في هذه الرؤية المستقبلية.
وتحدث الدكتور الغفيص عن مشروع التنظيم الوطني للتدريب المشترك فقال إن فكرة هذا المشروع انطلقت قبل أربع سنوات لتنفيذ برامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك الذي يمثل رافداً جديداً لتنمية الموارد البشرية ودعم التوظيف في القطاع الأهلي من خلال سعي المؤسسة لتطوير برامجها ومناهجها وإيجاد آلية تحقق المواءمة بين مخرجاتها التدريبية ومتطلبات سوق العمل.
وقال إن هذا المشروع يمثل أنموذجاً للتعاون بين المؤسسات التعليمية والتدريبية مع منشآت القطاع الخاص وفق استراتيجيات مدروسة تهدف إلى التدريب من أجل التوظيف كذلك تفعيل دور القطاع الخاص في الاستثمار في الكوادر الوطنية وهذا بدوره يتطلب من القطاع الخاص المشاركة الفاعلة في تنفيذ برامج التدريب للاعتماد على العنصر الوطني والاستفادة من المزايا التي يحققها وهذا ما لمسناه في المراحل الأولى من تنفيذ تلك البرامج.
وأشار محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني إلى ان عدد المتدربين حاليا في برامج التدريب المشترك (مندوب مبيعات وسكرتير تنفيذي وميكانيكي سيارات وموظف استقبال وبائع ذهب ومجوهرات) يبلغ قرابة 2200 متدرب موزعين على الرياض وجدة والقصيم والمدينة المنورة وحائل وقريبا في المنطقة الشرقية ومنطقة تبوك وسيتم التوسع فيها تباعا ليغطي كافة مناطق المملكة ومن المقرر ان يرتفع هذا العدد وفق مراحل زمنية كما ان البرامج سوف تزداد لتشمل أكبر عدد من المهن.
من جهته رفع الدكتور محمد بن عبدالعزيز السهلاوي مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية خالص شكره وتقديره لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة الصندوق وقال إننا تعودنا هذه الرعاية الكريمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة الصندوق لجميع نشاطات وبرامج الصندوق ولا شك ان هذه الرعاية تعكس اهتمام سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز بتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية لتكون قادرة على خوض غمار العمل في القطاع الخاص بكل كفاءة واقتدار.
وعن تقييمه للمرحلة الأولى من سير برامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك والإقبال عليها قال الدكتور السهلاوي:
- كمرحلة تجريبية للبرنامج اعتبره مشروعاً ناجحاً من المشروعات التي يسهم الصندوق في دعمها وتأتي فاعليته لاحتضانه من الجهات الثلاث الراعية له وهي صندوق تنمية الموارد البشرية والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والغرف التجارية الصناعية وكذا من ناحية استجابة شركات ومؤسسات القطاع الخاص لهذا المشروع الجديد.
وتقييمي لهذه المرحلة ينطلق من واقع متابعتي لكل مراحل التنظيم فدور صندوق تنمية الموارد البشرية لايقتصر على كونه الداعم المالي (الممول) لهذا المشروع بل يتعداه إلى أدوار أخرى حددتها اتفاقية التنظيم الموقعة بين أطرافه الثلاثة.
ويتم الآن تقييم المرحلة الأولى عن طريق تلقي اقتراحات وتطلعات الجهات المستفيدة (شركات ومؤسسات القطاع الخاص) والمدربين والمتدربين الذين شاركوا في تلك المرحلة بغرض تطوير المشروع.
وإجمالاً أستطيع القول إن تجربة التنظيم الوطني للتدريب المشترك تجربة رائدة نرجو لها النجاح في مناطق المملكة المختلفة.
-وأكد الدكتور السهلاوي أن لصندوق تنمية الموارد البشرية دوراً أساسياً ومهماً في التنظيم الوطني المشترك حيث يتحمل الصندوق 75% من مكافأة المتدرب خلال فترة التدريب ثم يتحمل 50% من راتب المتدرب بعد تخرجه لمدة سنة واحدة بحد أقصى 2000 ريال.
من جهته عبر الاستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض نائب رئيس مجلس إدارة التنظيم الوطني للتدريب المشترك عن تقديره لرعاية سموه الكريم لحفل تخريج الدفعة من برامج التنظيم وقال مثمناً جهود سمو الأمير نايف في تعزيز استراتيجية السعودة وتوطين العمالة إن الجهود المميزة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة لايجاد البيئة الحقيقية الملائمة لتحقيق وتعزيز خطة السعودة وتوطين الوظائف وتدعيم سياسة الإحلال الوطني في الوظائف المتاحة لدى منشآت القطاع الخاص هي جهود مثمرة وبناءة وحققت تحولا حقيقيا في توجهات المجتمع خاصة لدى أصحاب الأعمال دفعت بأهداف سعودة الوظائف وتولي العمالة الوطنية فرص العمل المتاحة لدى القطاع الخاص إلى الصدارة بعد ان كانت ضربا من الطموح المبالغ فيه قبل نحو عقد من الزمان.
ولكي ننسب الفضل لأهله فلابد ان نعترف بأن الجهود التي يقودها الأمير نايف لتعزيز أهداف السعودة كان لها أفضل الأثر في تحقيق هذه الأهداف ولقد أسهمت رؤيته العميقة وإيمانه بأن السعودة هي خيار استراتيجي وضروري للمجتمع تكريسا لمفهوم الأمن بمعناه الواسع.. الأمن الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وكذلك الأمن بمفهومه العام أسهمت في تشجيع جميع الأطراف المعنية في المجتمع وخاصة القطاع الخاص في جعل السعودة واقعاً حقيقياً لاشعاراً حماسياً.
على هذا الصعيد التقت «الجزيرة» بعدد من المتدربين حيث يؤكد المتدرب ابراهيم أحمد العمران على مهنة مندوب مبيعات أنه استفاد من البرنامج بما نسبته 95% حيث ان العمل في القطاع الخاص لايوجد به روتين معين بل العكس يتجدد العمل باستمرار مما يتطلب معه المثابرة لاثبات الوجود داخل المنشأة وينصح العمران الشباب بالانضمام ببرامج التنظيم الموجه للقطاع الخاص، ويلفت العمران النظر إلى وجود مشكلة وهي عدم وضوح لوائح وأنظمة برامج التنظيم إلى كل من المتدرب والشركة ويأمل في تلافيها مستقبلاً.
ويتفق المتدرب تركي محمد الحربي مع زميله في نفس الشركة ونفس المهنة المتدرب فهد عبدالله الحمود بأن الاستفادة كبيرة من برامج التنظيم سواء اثناء فترة التدريب النظري أو أثناء فترة التدريب العملي وينوه الحمود بأن التدريب داخل الشركة زاد من مهاراته ومعلوماته عن أساسيات البيع والتسويق ويشدد الحمود على ان العمل في القطاع الخاص يحتاج بالدرجة الأولى إلى الصبر وهو بالتأكيد لايعني أنه صعب بل العكس حيث ان العمل في القطاع الخاص له مزايا عديدة منها سرعة تعلم العمل ويمنح مساحة للابداع.
أما المتدرب جليميد ناصر الدوسري على مهنة ميكانيكي سيارات فيشير إلى نقطة مهمة وهي أنه يعتبر موظفاً وليس طالباً وذلك بموجب عقد التدريب المنتهي بالتوظيف وهذا يجعله ملتزماً بمواعيد العمل لدى الشركة وبالتالي تساعده على اكتساب المهارة والمعرفة من خلال التدريب الفعلي داخل الشركة ويذكر الدوسري ان العمل في القطاع الخاص له عيوب ومحاسن حسب كل شركة لكن المتدرب الدوسري يستدرك حديثه بالنصح إلى زملائه وأقاربه بالانضمام إلى برامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك حيث انها تؤمن لهم وظيفة في القطاع الخاص. أما المتدرب عبدالله محمد الحوشان في تخصص ميكانيكا سيارات لدى شركة ابراهيم الجفالي واخوانه فيرى ضرورة التحاق الشباب بمهن توافق رغبتهم الشخصية واهواءهم بالدرجة الأولى وبشرط الا يكونوا مجبرين على أي تخصص لايرغبون به والذي بدوره يساعد الشاب على الاستمرار بالعمل والاستفادة من الخبرات الموجودة وزيادة إدراكه نحو طبيعة العمل في القطاع الخاص ويطالب الحوشان التنظيم الوطني للتدريب المشترك بايجاد فرص عمل في القطاع الحكومي وأيضاً توفير برامج أخرى لمهن جديدة.
|