* بغداد د. حميد عبدالله:
ذكر مقربون من الفريق ماهر عبد رب الرشيد أنه قال للرئيس صدام حسين أثناء تكليفه بقيادة قاطع الفاو أن لا فائدة من الحرب مع الأمريكان لأن المعركة محسومة سلفاً بسبب التفوق الساحق للقوات الأمريكية.
وبعد انتهاء الحرب وانسحابه الى تكريت قال عبد رب الرشيد: انه لم يكن مقتنعا بالمهمة التي كلِّف بها ليقينه ان الأمريكان سيحققون اهدافهم مهما كان الثمن، ولأنه لا ينسجم مع علي حسن المجيد قائد المحور الجنوبي الذي اضطر ماهر للعمل بإمرته مرغماً.وعن سبب عدم اعتذاره عن قبول المهمة قال عبد رب الرشيد: انه كان يخشى أن يتهم بالتخاذل او ان تكون وطنيته موضع تشكيك من قبل صدام حسين ورموز نظامه.
يذكر أن صدام حسين أسند قيادة قطاع عمليات الفاو الى ماهر عبد رب الرشيد في الايام الاولى من الحرب معوّلاً على خبرته الكبيرة في هذه المنطقة اثناء الحرب العراقية الايرانية.
وكان ماهر عبد رب الرشيد الذي تزوج قصي من ابنته (لمى) قد احيل على التقاعد عام 1988 إثر خلاف بينه وبين حسن كامل حول تحرير مدينة الفاو من القوات الايرانية، قام عبد رب الرشيد على اثره بخلع الانواط والاوسمة التي قلَّدها إياه صدام حسين وأعادها الى القصر الجمهوري مما أثار حفيظة صدام فوضعه تحت المراقبة.
وتفرغ عبد رب الرشيد للعناية بقطعان ماشيته التي كان يرعاها في البادية مع مجموعة من الرعاة السودانيين الذين كانوا يعملون عنده مفضلاً الابتعاد عن كل ما له صلة بالدولة.
معروف ان ماهر قد دخل في خلافات مع زوج ابنته قصي مما دفعه ذات يوم الى محاولة نشر شكوى ضد قصي في جريدة الثورة الناطقة باسم حزب البعث مما وضع رئيس تحريرها طه البصري في حرج كبير خاصة ان ماهر قد تهجَّم علناً على قصي في استعلامات الجريدة متهماً إياه بسرقة منزله والاستحواذ على بعض مستمسكاته ووثائقه، مما دفع المخابرات العراقية الى التحقيق في اليوم التالي مع منتسبي الجريدة واستجوابهم حول كل كلمة تفوَّه بها الفريق المخلوع.
|