بدأت القوات الأمريكية بالخروج من المملكة العربية السعودية وكانت بداية ذلك الخروج بنقل القيادة العامة الاقليمية للقوات الجوية الامريكية الى دولة قطر وسيتبع ذلك مغادرة القوات الجوية الأمريكية قاعدة الأمير سلطان في الخرج والتي بدأت اولى خطواتها منذ أمس الأول الاثنين، حيث من المتوقع ان تكتمل مغادرتها في نهاية صيف هذا العام.
إن عملية رحيل القوات الأمريكية من المملكة سواء من قاعدة الأمير سلطان أو في أماكن أخرى جرى الاتفاق بشأنها والتفاهم عليها في المباحثات التي جرت أمس في الرياض بين الأمير سلطان بن عبدالعزيز والسيد دونالد رامسفيلد، والتي اتفق من خلالها الجانبان السعودي والأمريكي، على أنها من مهام القوات الامريكية في المملكة بعد انتقاء الغرض من وجودها بعد إنهاء نظام صدام حسين في العراق، إذ انتهت مهمة القوة الدولية المكلفة بمراقبة المنطقة الجنوبية المفروض عليها الحظر لتطبيق قرارات الأمم المتحدة، فالمعروف ان القوات الجوية الأمريكية والبريطانية التي كانت تتواجد في قاعدة الأمير سلطان بالخرج كانت مهمتها مراقبة منطقة الحظر جنوب العراق، وكانت متواجدة بموجب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بغزو قوات صدام حسين لدولة الكويت، وبموجب الاتفاق الذي عقد بين قوات التحالف وممثلي النظام العراقي السابق حيث وقع الاتفاق آنذاك وزير دفاع صدام حسين الفريق سلطان هاشم والجنرال شوارزكوف، ذلك الاتفاق الذي نص على مراقبة المنطقتين الشمالية والجنوبية حتى لا يرسل النظام العراقي قوات عسكرية لتهديد دول الجوار او لاضطهاد العراقيين في الشمال والجنوب.
والآن وبعد سقوط النظام في بغداد، انتهت مهمة قوة المراقبة، وكما اكدت القيادة في المملكة فإن القوات الامريكية سترحل بمجرد انتهاء مهمتها التي حددتها الأمم المتحدة، وستبدأ هذه القوات بالرحيل فعلاً، لتكون اقوال القيادة صادقة كعادتها وكعهدها مع شعبها ومع ابناء الأمتين العربية والإسلامية.
الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران قال أكثر من مرة، وفي العديد من المؤتمرات الصحفية، وعشرات المرات في تصريحاته للصحفيين السعوديين والعرب، بأن القوات الأمريكية سترحل مباشرة بعد انتهاء مهمتها الموكلة إليها من قِبل الأمم المتحدة، وها هي القوات الأمريكية تبدأ بالرحيل حتى انتهاء مهمتها في العراق.
والآن وبعد تأكد صدق القيادة السعودية.. من جديد، ماذا سيكون موقف الذين كانوا يزايدون على موقف السعودية؟.
إن القيادة السعودية صدقت وأوفت بما كانت تقوله.. ماذا سيكون موقف من كانوا يسيئون الى المملكة العربية السعودية والى السعوديين جميعاً.. أليس من حقنا ان نطالبهم باعتذار.. أم أن المروجين والمرجفين لا يعرفون الأخلاق الحميدة التي تدفع الخيِّرين الى الاعتذار والمخطئين الى الصفح؟!
|