* سهل شومالي
افغانستان من ديفيد برونستورم رويترز:
يواجه الافغان بعد 23 عاماً من الحرب اعداداً لا تحصى من الالغام الارضية التي تقتل او تصيب اكثر من 100 شخص شهرياً.
وتترك الاصابات اثراً مدمراً على كل الضحايا خاصة الفتيات اللواتي تتبدد احلامهن في ارتداء ثوب الزفاف الابيض.
ويقول عاملون في مركز لتقويم الاعضاء في كابول يتبع الصليب الاحمر ان الاصابات لا تسبب مشكلة اجتماعية كبيرة للرجال لكن ذلك ليس صحيحا للنساء في مثل هذا المجتمع المحافظ الذي يتوقع منهن ان يكن نموذجاً للجمال المتناسق.
وقد فقدت روح حافظة نودري اخصائية العلاج الطبيعي ساقاً بسبب انفجار لغم بينما كانت في الحادية عشرة، وتقول ان من الصعب لفتاة بمثل هذه الاصابات ان تجد زوجاً.
واضافت بينما تثبت طرفاً صناعياً لطفلة من ضحايا الالغام «لا يريد احد ان يتزوجهن، ليس لديهن فرصة كبيرة».
وتابعت «يعتقد الناس انهن لا يمكن ان يعملن في المنزل ولا يمكنهن رعاية شؤونه، ويصعب عليهن ايضاً تكوين صداقات.. فلا احد يقبلهن في الحقيقة».
ويقدر الايطالي البرتو كايرو وهو رئيس مشروع الصليب الاحمر ان هناك ما يصل الى 40 الفاً من المعاقين بسبب الحرب في افغانستان تلقى حوالي 30 الفاً منهم العلاج في مراكز الصليب الاحمر التي تساعد ايضاً ضحايا شلل الاطفال والتشوهات الخلقية.
والى جانب تقديم العلاج يوجد في المركز مصنع صغير ينتج 350 طرفاً صناعياً شهرياً، وكل العمال من المعاقين.
ويقول دان كيلي رئيس بعثة الامم المتحدة لإزالة الالغام في افغانستان ان حوالي 850 كيلومترا مربعاً من الاراضي الافغانية مزروعة بالالغام بما يمنع توفير الارض اللازمة لإعادة اللاجئين والزراعة ومشروعات اعادة بناء البنية التحتية.
وتشير الامم المتحدة الى وجود 180 موقعاً «ملوثاً» بالذخيرة ومنها آلاف الاجزاء من القنابل العنقودية التي اسقطت اثناء الحملة الامريكية للاطاحة بطالبان عام 2001 .
وتقول المنظمة الدولية ان الامر سيحتاج خمس سنوات لتطهير مناطق تعتبرها ذات اولوية عالية ثم خمس سنوات اخرى لإنهاء المهمة وجعل الحياة آمنة للاطفال.
ويعتبر برنامج الامم المتحدة لإزالة الالغام في افغانستان الاضخم من نوعه في العالم حيث يعمل به اكثر من سبعة آلاف شخص.
ويقول كيلي انه على مدى الاعوام الثلاثة عشر الماضية ازال البرنامج حوالي 7 ،2 مليون قطعة ذخيرة منها ربع مليون من الالغام المضادة للافراد و30 الفاً من الالغام المضادة للدبابات.
والعملية مكلفة وخطيرة ومضنية وسيحتاج برنامج الامم المتحدة هذا العام الى 61 مليون دولار، ورغم ان الدول المانحة تعطي اولوية للبرنامج فلم تقدم سوى 65 في المئة حتى الآن وهناك مخاوف من ان تتباطأ المنح بسبب مطالب عراق ما بعد الحرب.
وقال كيلي «لا نواجه حالياً توقفاً في التمويل بسبب العراق لكن مثلما يحدث في مختلف انحاء العالم حين يكون هناك طارئ فإن تمويلات المانحين تتحول».
| 
