Wednesday 30th april,2003 11171العدد الاربعاء 28 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قبل أن تصمت المدافع قراءة سريعة لمفرزات غزو العراق قبل أن تصمت المدافع قراءة سريعة لمفرزات غزو العراق
عبدالله الماجد

لم تصمت المدافع بعد، حتى يمكن استقراء الأحداث، عن مفرزات غزو العراق. ولكن أهم ما يمكن رصده بعد نجاح هذا الغزو وسقوط بغداد، أن الصوت الذي أصبح عالياً ومسموعاً وجريئاً أكثر من أي وقت، هو صوت «اسرائيل الشارونية»، الذي أخذفي شكل متسارع، ودون ان ينتظر ما يمكن ان تفرزه الحالة الراهنة، يُملي شروطه وقوائم مطالبه، وكأن الأطراف الأخرى ليست لها مطالب.
وواقع الأمر ان اسرائيل، تستثمر الحالة الأمريكية المأخوذة بنشوة النصر الذي لم تتحقق نتائجه بعد ولا تستند في ذلك الى أهمية سقوط النظام الصدامي العراقي، فيما يتعلق بتهديد أمنها، فهذا النظام لم يكن على مدى سنوات الصراع مع اسرائيل، عاملاً مؤثراً في المواجهة مع اسرائيل، حتى بعد أن أقدمت اسرائيل على ضرب منشآت المفاعل النووي العراقي في يوليو 1981م، لم تكن اسرائيل هدفا لأية أعمال عسكرية عراقية، ولم يكن سقوط بعض صواريخ سكود أثناء حرب الخليج الثانية 1991 على أنحاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا نوعاً من استعراض قوة اليأس، ومحاولة لتنشيط الرأي العام العربي الشعبي مع عراق صدام حسين. واسرائيل تفهم كل ذلك، ولكنها على الطريقة الأمريكية نفسها، تستمر في استثمار هذه المظاهر الاستعراضية، لتحقيق توجهاتها على المدى الآني والطويل، وها هي الآن بعد سقوط هذا النظام، تتحرك كما لو كان هذا النظام الحائل الرئيسي أمام تحركاتها، ولكن واقع الحال انها تتحرك، في ظل حِمى الذراع الأمريكية الطويلة، مستثمرة حقيقة ماثلة، وهي ان المتمكنين في السياسة الأمريكية الحالية، أكثر حدة من الاسرائيليين المتحكمين في توجيه السياسة الاسرائيلية الحالية، ويمكن وضع المطالب التي اسرع شارون الى اعلانها، مطالباً سوريا بتحقيقها، هي المطالب نفسها التي اعلنها رامسفيلد رئيس إدارة الحرب الأمريكية.
ربما يكون الخلاف في التوجه الاسرائيلي والامريكي، ان الاسرائيليين لا يريدون ان يضيعوا الوقت، وعلى طريقة «اضرب الحديد وهو ساخن» يريدون استثمار هزيمة النظام العربي في التعامل مع الحالة العراقية، واعلان لائحة مطالبهم، وفي ذهنهم انه لا يمكن السماح لهم بالدخول عسكرياً في تحقيق هذه المطالب حتى مع سوريا، من منطق أمريكي، لان ذلك يفسد «الطبخة» فيما ينحصر مطلب الامريكيين من سوريا الآن المحافظة على ما تم تحقيقه في العراق، وتأمينه في مستقبل الأيام، ذلك ان امريكا نفسها على يقين ان الاستقرار في العراق، لن يتحقق بالطريقة نفسها التي تريد فرضها على مدى السنوات القادمة، إلا بتحييد سوريا، لأن اقرب عمق ايجابي سيكون مؤثراً في تحقيق المطالب الوطنية للعراقيين هو سوريا، ومن خلفها «حزب الله» في الجنوب اللبناني. وهذه هي أهم «الورقات» المطروحة التي ترى الإدارة الأمريكية، انها بيد سوريا.
وفيما مضى لم يكن هناك اي تعارض بين سوريا، والإدارة الأمريكية، فيما يتعلق بالنظام العراقي، فامريكا تعلم ان سوريا كانت وطناً ثانياً لرموز من المعارضين العراقيين، وان هناك خلافاً بين نظامي البعث العربي في كل من البلدين ولعل اكبر اعلان لذلك هو المشاركة السورية الفعالة، حينما احتل النظام العراقي الكويت.. كانت سوريا عاملاً مؤثراً مسانداً في انهاء هذا الاحتلال من منظور سوري عربي، وبقيادة أمريكية.
وسوريا تعلم - كما كان النظام العراقي السابق نفسه يعلم -، موقف الإدارات الأمريكية السابقة واللاحقة، حينما كانت كل منهما تصفي المعارضين لنظامهما. كان موقف الصامت المتفرج، لأن ذلك كان يصب في توجهات هذه الإدارة على المدى البعيد. ولم يكن هناك حديث عن ان سوريا تمتلك أي نوع من أي اسلحة الدمار الشامل، او تطويرها، إلا بعد اتمام غزو العراق، كما يعلن الامريكيون المحاربون الآن. وفيما يتعلق بالعراق وبنظام صدام حسين نفسه، فإن الشركات الامريكية وبموافقة امريكية عليا هي التي امدت هذا النظام بهذه الاسلحة واسباب تطويرها ولم يكن مشروطاً فيما يبدو تحديد صلاحية هذه الأسلحة ولم ينقلب السحر على الساحر، وإنما تفاعل السحر على المسحور.
وفيما يتعلق بسوريا، فالإدارة الأمريكية تعلم علم اليقين انه ليس لديها اي من هذه الاسلحة او حتى مشاريع لإنتاجها، ولكنها ترفع هذا الادعاء كورقة مقابل اوراق تمتلكها سوريا نفسها في مسائل الضغط والأزمات.
لكن الإدارة الأمريكية، التي غزت العراق بحجة نزع اسلحته المدمرة، ومنح الشعب في العراق حريته، استعصى عليها - حتى الآن - ان تقدم دليلاً على وجود هذه الاسلحة التي كان فريق الامم المتحدة قُبيل الغزو لم يعثر على اي دلائل لوجودها، وكان «رامسفيلد» قد اعترف بأن آلته الحربية واقماره واجهزة الترصد والكشف، التي كان يعلن انها تعرف اين يختبئ صدام وحتى معرفة نوع ملابسه الداخلية، - كان ذلك قبل الغزو - قد عجزت عن التحقق من ذلك، لذلك فقد قررت هذه الإدارة تشكيل فريق من الف شخص مهمتهم البحث عن هذه الأسلحة، أملاً في ان تقدم الدليل الذي اعلنته سبباً أولياً لغزو العراق، أمام شعوبها وأمام الرأي العام الدولي. وقد شكك رئيس بعثة الأمم المتحدة في مصداقية ما يمكن ان تتوصل اليه بعثات الإدارة الامريكية، وانها مهما كانت نتائجها سوف تكون هدفاً للنيل من مصداقيتها، وفيما لو اعلنت عن عثورها على مخابئ لهذه الاسلحة، فإن الظنون سوف تستهدف مصداقيتها، وأنها ربما تكون قد لجأت الى وضع هذه الاسلحة وتقديمها مرة اخرى لغسل ماء وجهها، ولا تزال صورة وزير الخارجية الامريكية «كولن باول» في جلسة مجلس الأمن قُبيل الغزو مباشرة، ماثلة في أذهان العالم والمواطن الأمريكي، وهو يقدم صوراً مفترضة لأماكن مملوءة بأسلحة الدمار الشامل في العراق، وواقع الأمر، فإن ذلك المشهد كان يثير استغراب وسخرية اعضاء المجلس، فيما كانت علائم واسارير «باول» نفسه، تشف عن انه لم يكن واثقاً من صحة ما يقوله أمام كل الموجودين، وعلى العالم الذي كان يستمع اليه ويقرأ قسمات وجهه وتعبيره، وانه كان في واقع الأمر، يُعرض ذمة فريق الامم المتحدة لعدم الثقة، وهو التوجه نفسه الذي سعى اليه رئيس هذه الإدارة «بوش» الى ابعد مدى، حينما قرر ان يقوم بغزو العراق، دون تفويض من الأمم المتحدة. وقد عزز من موقفه هذا ان التفويض له لم يكن قد جاء من الامم المتحدة نفسها ومن دول أوروبا «التقليدية» القوية، وإنما جاء في صورة اذعان من الدول «الضعيفة» في المنطقة، دون استسلام بعض الدول لذراع أمريكا الطويلة، بأن تحط في أراضيها وتستعملها كمراكز انطلاق في غزو العراق، لم يكن ممكناً لهذه الذراع ان تحقق صفعتها القوية، وان تحقق هذه النتائج التي يتباهى مخططو سياسة الحرب الامريكية بإنجازها على نحو سيجعل «عسكرة السياسة» هي الماثلة في مجريات العمل الدولي الأمني لسنوات قادمة. ان ابسط ما يمكن استنتاجه ان هذه الذراع التي منحتها هذه الدول قوة وبطشاً، سوف تستدير وتمتد الى هذه الدول واحدة تلو الأخرى اذا لم تذعن لسياستها وتوجهاتها ومعها «شرطيها التقليدي» اسرائيل.
وفي ظل صخب المدافع، وفيما هو ماثل الآن نتدبر الآتي:
- في معظم الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الامريكية وفق عقائد ظلت عدة قرون تغذيها وفق مدلول «عقيدة القدر المتجلي» كانت تقوم لتحقيق اهداف معينة أهمها: السيطرة على مصادر القوة في هذا العام، لحماية ما تعتقد أنه تأمين لمجالها الحيوي. مما يجعلها القطب الأقوى والاوحد في العالم، وهي لتحقيق ذلك، تختلف الأسباب، بل تساهم في زرعها على المدى الطويل، وتسارع هي قبل غيرها في حصد النتائج.
- في حروبها السابقة ابتداء من هيمنتها على بعض المناطق وضمها الى ولاياتها وجعلها تحت السيطرة المباشرة كجزر «هاواي» سنة 1890 ومروراً بالفلبين «ابتداء من عام 1898 وحتى 1910 التي حصدت آلة القتل والدمار الأمريكية فيها أكثر من ستمائة الف فيلبيني من الضحايا. كانت تتمخض عن ابشع الصور والجرائم التي اتخذت بحق البشر امتهاناً للإنسانية، ولعل ابلغ وصف لصور هذا الغزو، هو ما جاء في تقرير أحد أعضاء الكونجرس، على نحو ما نقله المؤرخ «ستانلي كارنوف» بما يلي:
«إن القوات الأمريكية اكتسحت كل ارض ظهرت عليها حركة مقاومة، ولم تترك هناك فلبينياً واحداً إلا قتلته وكذلك لم يعد في هذا البد رافضون للوجود الامريكي لانه لم يتبق منهم احد.. ان الجنود الامريكيين قتلوا كل رجل وكل امرأة وكل طفل وكل سجين او اسير وكل مشتبه فيه ابتداء من سن العاشرة. واعتقادهم ان الفلبيني ليس افضل كثيراً من كلبه وخصوصاً ان الأوامر الصادرة اليهم من قائدهم الجنرال «فرانكيلين» قالت لهم «لا أريد اسرى - ولا اريد سجلات مكتوبة!» «هيكل ص 8 وجهات نظر».
وفي ذلك الوقت لم يكن لدى الفلبينيين اسلحة دمار شامل، ولم تكن دولة تهدد امن امريكا، وإنما كانت مدفوعة بهاجس السيطرة على العالم، وتأمين مصدر الخطر الذي تراه ماثلاً عليها، وحتى لو كان هذا الخطر في أطراف العالم البعيد عنها كالفلبين. لم يكن بدوافع «نشر الحرية» او «الواجب المقدس أمام الله» او «انفاذ الحرية والحضارة» وهي العبارات التي كانت تترددفي خطاب الامريكيين منذ وقت مبكر لتبرير غزوهم للعالم - كما جاءت على لسان سناتور امريكي هو «البرت بيفردج» عام 1898. ذلك ان الحكومات الأمريكية التي تتابعت على البيت الأبيض، ومنذ ذلك التاريخ، لم تكن نصيراً للحرية والديموقراطية التي تدعيها، فهي التي دعمت حكم اشد حكام الفلبينين ديكتاتورية «ماركوس» كما دعمت حكم أمثاله. وجعلتهم زرعاً حتى اذا أيعن قطفته بطريقتها وفق اجندة محكمة، كما كان مع النظام العراقي السابق.
- وربما يذكرنا ما حدث في الفلبين، بما حدث بعد اكثر من نصف قرن، حينما غزت القوات الامريكية فيتنام، في صور وحشية، استطاعت وسائل الإعلام والمعلومات ان تنقلها بالصورة، اكثر مما كانت التقارير والكتب تنقلها وتوثقها. لقد قُتل في هذه الحرب، أكثر من مليوني ضحية من البشر، ولأنها الأحدث في سلسلة القتل التي ارتكبت، قبل الصومال وافغانستان والعراق، ومسلسل القتل اليومي في الاراضي الفلسطنية، فلا تزال فضائح حرب فيتنام، مادة تفتح صفحاتها حتى بين أصحاب المصالح الامريكية نفسها وتصفية الحسابات. لقد كانوا يشبهون الشعب الفيتنامي «بالنمل الأبيض» الذي ستوجب إبادته وكانوا يستخدمون سلاح الإبادة - وعلى نحو ما يعبر منير العكش - «على مدى أكثر من اربعة قرون يستخدمون سلاح الإبادة دون أي رغبة في ان يعرفوا شكل ضحاياهم او عددهم. لقد سهل القصف الجوي واطلاق الصواريخ عن بُعد، والقتل الالكتروني هذه المهمة حتى جعلها اشبه بلعب التسلية. إن الفلاح الفيتنامي تحول الى نملة بيضاء، مثلما تحول الهندي الى دودة، والفلبيني الى حشرة، والعربي العراقي الى صرصار».
وفي هذا النص المقتطف من «منير العكش» تبدو ذهنية المقاتلين الامريكيين وقد تشربت عقيدة الإبادة البشرية بما يوحي بفكر متطرف وعنصري، على نحو غير مسبوق في التاريخ يقول:
(في عام 1968 عندما اقتحمت قوة امريكية شبه جزيرة باتنغن وراحت تحرق القرى وتقتل فلول الفيتناميين الفارين من أذاها قال احد القتلة: لقد امضينا وقتا سعيدا هنا وتسلينا. وفي فبراير 1991 كانت الطائرات تطلق النار على طوابير العراقيين المنسحبين الى البصرة.
وفي خبر من على متن Uss Ranger قال احد الطيارين: لقد كنا نزجي الوقت في صيد طيور التركي. وقال آخر: لقد تسلينا.. كان قتلهم أشبه بصيد السمك من البراميل. ذلك هو طقس التضحية بالآخر الذي رافق نشوء أمريكا وتاريخها لحظة لحظة، وتلك هي ضحاياها كما يقول الزعيم سياتل في عام 1854: قبيلة تمضي على أعقاب قبيلة، وأمة تلحق بأمة، كأنهم موج البحر «العكش ص 91» أمريكا والإبادات الجماعية).
وغير بعيد من ذلك ما اقترفه هؤلاء المقاتلون، بحق الفلبين، وعلى نحو ما ورد في أحد تقارير احد اعضاء الكونجرس ان احد الجنرالات واسمه «جاكوب سميث» أمر بذبح 8294 طفلا و 2714 امرأة و 420 رجلا في جزيرة «سامار» لوحدها. وحتى الان لم يتم الكشف عن الواقع الحقيقي لتلك المجازر التي ارتكبها الغزو الانجلو امريكي للعراق في مارس 2003م، فما نقلته عدسات المصورين وكاميرات المحطات الفضائية التلفزيونية، لا يعدو عن كونه الصورة الواضحة على السطح بعيداً عن حفريات الإبادات البشرية التي ستكشفها الأيام، وهي لا تقل فظاعة عن الإبادة المتعمدة لذاكرة الشعب العراقي، المتمثلة في اثارة ومحتويات المتاحف والمكتبات وسجلات الأحوال المدنية. ولهذا حديث آخر.
- من ينقب في أحداث العشرين سنة الماضية، سوف يجد فيما يتعلق بالاتصالات الامريكية مع حكومة صدام حسين في عام 1983، وفي غضون احتدام الحرب العراقية الايرانية، ان هناك لقاءات محمومة ومتسارعة لممثلين للإدارة الامريكية السياسية، ولمجموعة من رجال الأعمال الامريكيين من ممثلي الشركات الامريكية التي تعمل في مجال انتاج الاسلحة ومنها الاسلحة الجرثومية التي هي جزء من أسلحة الدمار الشامل، كان من بين اولئك المترددين على بغداد «رامسلفيد» ممثلا لإحدى تلك الشركات، وزير الدفاع الامريكي الان، الذي اجتمع عدة مرات مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ولعل ذلك يفسر مباركة قوات الغزو الامريكي لدمار المؤسسات والوزارات ومنها وزارتا التخطيط والمالية واعدام ارشيفهما، حتى لا تبقى ذاكرة تلك الاتفاقات حية يمكن استخدامها بأي طريقة وهو التفسير نفسه للسطو الامريكي على ملفات الرد الحكومي العراقي الرسمي، فيما يتعلق بموضوع اسلحة الدمار الشامل، حيث تمكنت من انتزاع ثلاثة عشر ملفاً تم اخفاؤها، قبل ان تصل الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
- وفيما يبدو وبعد تصفية النظام العراقي السابق، فإن الشعب العراقي بكل فئاته، يتفق الآن على المطالبة بجلاء قوات الغزو والا يتم وضع العراق تحت وصاية ادارة أمريكية، وعلى الرغم مما تبذله هذه الإدارة من جهود مستمرة لتدعيم بقائها وعلى اي صورة من الصور.
وكل الدلائل تشير الى ان العراق - فيما لو بقت هذه الإدارة الامريكية - سيتحول الى بؤرة صراع، قد يشتعل أوراها، على نحو يماثل ما هو - واقع الآن في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved