بقلم: خالد المالك
ليس مهماً أن يوافقني كل القراء على ما سأقول.. وليس مهما أن يعرف قارئي ما أعنيه في السطور.. فأنا أناقش مواضيع عامة.. أفكارها تعتمد بكل تأكيد على أحداث صحيحة، ولكن ليس المقصود بما أكتبه أبطال هذه الأحداث.. فأنا كما قلت أناقش مواضيع عامة وإن كنت بالفعل أعتمد على تصرفات هؤلاء لترسيخ الفكرة في أذهانكم.. لاسيما وتصرفات كهذه لا ينفرد بها رياضي دون آخر ولا هي لزمن دون آخر..
لنعطي الآن صفحاً عن كل هذا.. وندخل في موضوع الأسبوع.. وهو كالمواضيع السابقة باستثناء الفكرة وهي بطبيعة الحال كل شيء.. وفكرة الأسبوع تصورتها قبل أن أكون جاداً في كتابتها.. ودرستها بعد أن فكرت فيها.. ثم وضعت الخطوط الرئيسية لها قبل أن أشرع في الكتابة عنها.. فإذا كان ذلك يهمك فاعرفه وإذا كان العكس فتعال معي إلى الموضوع نفسه..
البعض من الرياضيين لا تعجبه الكثير من الأوضاع الرياضية في بلادنا.. ناقم على أغلب أنظمة الرياضة.. وغير مرتاح للطريقة التي تدار بها الأندية.. هذا البعض ساخط على الصحافة الرياضية.. ومتألم لموقف رعاية الشباب من هذا النادي وذاك.. بل إنه يختزن الكثير من الآراء ووجهات النظر عن كثير من الظروف التي تحياها الأندية والصحافة ورعاية الشباب واللاعبون والإداريون.
ولو كان هؤلاء يحسنون النقد لقلنا مرحبا.. لو كان هؤلاء يدركون من أين يجب أن يوجه النقد لقلنا أهلاً.. ولو كان هؤلاء يعرفون متى ننتقد لقلنا أهلاً ومرحبا.. لكن المؤسف أن هؤلاء ينتقدون من الخلف.. من وراء الحيطان.. في المجالس الخاصة.. لأن الشجاعة تخونهم عند اللزوم.. ولأن العواطف هي التي تحركهم ليقولوا ما يعتقدونه نقداً وتقويما للاعوجاج..
ولهذا لا يجد المعنيون حرجا حينما يسفهون كلامهم.. يغضون الطرف عن آرائهم.. ولا يعطون شيئاً من الاهتمام لوجهات نظرهم.. لأنهم أمام فئة إلى جانب أنها لا تعي ما تقول.. هي أيضاً لا تدرك ما يتصرفه الآخرون.. ومن السخف أن يهدر الإنسان وقته مع من لا يدرك ومع من لا يعي.. وهو يعرف أن النتيجة لا شيء.. والنهاية بلا فائدة.
إن النقد إذا كان مدفوعاً بفعل العواطف.. إذا كان متأثراً بالنزعة الذاتية.. وإذا كان مصدره الأنانية الضيقة.. فإنه سيظل مرفوضا من الجميع.. وإن النقد إذا كان يوجه من المجالس الخاصة وتسبقه ضجة مفتعلة على مختلف المستويات لن يكون مسموعاً بوضوح، ولن يكون قادرا على تأثير الجهات المسؤولة للأخذ بما فيه.. ذلك لأن النقد يجب أن يوجه إلى صاحبه مباشرة ومن المكان الصحيح.. النقد يجب أن يعتمد على المنطق، وأن يكون سببه الرغبة في الإصلاح والبناء.. وبغير ذلك حرام أن نعطي صفة النقد ذات الشروط الخاصة لهذا الهذيان.
ولكم هو مؤلم أن تجد القطاعات الرياضية العاملة في بلادنا من ينقدها بقسوة دون وعي.. من يهاجمها بعنف عن غير فهم.. ومن يثبط من عزيمتها بلا مبرر.. في وقت هي أحوج ما تكون إلى عون هؤلاء ومساعدتهم.. وفي زمان وصل العلم والعقل بالإنسان إلى مراتب مذهلة من التفوق والفهم..
إن النقد يقره الجميع.. وإنه لا يمكن لإنسان أن يتصور نفسه معصوماً عن الخطأ.. وان الأعمال الرياضية وإن كانت تقوم على سابق معرفة بشؤون الرياضة.. فإن المسؤولين يجتهدون في كثير من تصرفاتهم.. حين لا تكون المعرفة مقنعة.. وكل ذلك يوفر للنقاد مناخا رائعاً لإبداء وجهات نظرهم.. وللمسؤولين للأخذ بالصالح منها.. ولكن الشيء الذي لا نرضاه أن يكون النقد تهويشاً، أن يكون بأسلوب مبتذل وعبارات سخيفة.. وأن يكون سماع المنقود لها من الشارع.. من أفواه من لا يهمهم في الرياضة قليلها أو كثيرها.. لأن النتيجة فضلا عن أن المنقود لن يأخذ بشيء من آراء الناقد.. هو أيضاً قد يتصرف بما لا يخدم الرياضة لا عن رغبة، ولكن بسبب الحالة النفسية التي قد تواجهه في مثل هذه الفترات.
انقد عزيزي الرياضي رعاية الشباب والأندية والصحافة على مختلف المستويات وبجميع الأشكال..
ولكن تذكر دائما من ومتى وأين وكيف يوجه النقد إذا كنت تنشد الإصلاح بالفعل.
|