Tuesday 29th april,2003 11170العدد الثلاثاء 27 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

د. سامي السقا في حوار حول الحبسة الكلامية: د. سامي السقا في حوار حول الحبسة الكلامية:
دور الأسرة والأصدقاء مهم للغاية في المساعدة في برنامج إعادة التأهيل

  تساؤلات حول الحبسة الكلامية
* ما الحبسة الكلامية؟
يعاني الشخص المصاب بالحبسة الكلامية صعوبة في التعبير عن أفكاره وفي فهم الكلام المنطوق أو المكتوب. وترجع أسباب هذه الحالة إلى التلف الدماغي الناتج في معظم الأحيان عن جلطة دماغية أو إصابة مباشرة على الرأس.
* ما المشاكل اللغوية المقرونة عادةً بالحبسة؟
المصاب بالحبسة الكلامية يجد صعوبة في فهم الآخرين وفي التعبير عن أفكاره، وقد يعاني أيضاً من ضعف في قدرته على القراءة والكتابة واستخدام الإيماءات والأرقام، كما قد تقتصر لغته على العبارات القصيرة أو الكلمات المفردة مثل مسمى الأشياء أو الأفعال.
وعادة ما يقوم المريض بحذف أو إسقاط العبارات الصغيرة من الجملة أثناء الحديث فتقتصر جمله على المفردات الرئيسة أو على رؤوس الأقلام، وتبدو لغته وكأنها لغة «تلغرافية»، وقد تكون الكلمات مرتبة ترتيباً نحوياً غير صحيح في الجملة، أو قد يكون مضمون الحديث محوراً فيصعب فهمه، وفي بعض الأحيان يقوم المريض باستبدال الأصوات والكلمات فيسمي مثلاً «الطاولة» «كرسياً» أو يطلق على ساعي البريد «باعي السريد».
وقد يستخدم أيضاً بعض الكلمات الغريبة أو الخاصة به التي لا معنى لها، وهناك بعض المرضى يصدرون الكلام بجهد ملحوظ، كما ينطقون الكلمات بطريقة خاطئة.
وأكثر الصعوبات التي تواجههم هي عدم قدرتهم على تسمية الأشياء بأسمائها، فالشخص المصاب بالحبسة الكلامية قد يعرف كيفية استخدام فرشاة الأسنان مثلاً.
* لماذا يحتاج المريض إلى وقت طويل للإجابة؟
الشخص المصاب بالحبسة الكلامية يحتاج إلى مزيد من الوقت لكي يفهم ما يقال له، فهو يسمع الكلمات ولكنه قد لا يستطيع تذكر معانيها بطريقة فورية، وفي بعض الأحيان تبدو له وكأن المتحدث يستخدم لغة أجنبية بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المريض إلى الوقت لكي يفكر ويسترجع الكلمة التي يريد أن يستخدمها.
* عندما يسترجع المريض الكلمة التي يريد استخدامها هل يستطيع أن يتذكرها فيما بعد أو يحتفظ بها في ذاكرته؟
في أغلب الأوقات ينسى المريض الكلمة بعد استخدامها مباشرة ويضطر الى إعادة عملية البحث عنها، كلما أراد استخدامها من جديد، فعلى سبيل المثال قد يكرر المريض اسم طفلة عدة مرات ولكنه قد يفقد القدرة على استرجاع نفس هذا الاسم بعد دقائق معدودة.
* هل من الطبيعي أن يقوم مرضى الحبسة الكلامية باستخدام عبارات السب واللعن؟
نعم، فكثير من المرضى يحتفظون ببعض الاستجابات الآلية مثل السب والعد وتسمية أيام الأسبوع والعبارات الاجتماعية مثل «شكراً» و«أهلاً» و«عفواً». لا توجه إليهم النقد إذا قاموا بالسب أو اللعن فهم لا يدركون أن كلامهم غير مناسب.
* ما المشاكل الأخرى التي تسببها الجلطة الدماغية أو إصابات الرأس؟
قد يجد المريض صعوبة في نطق الكلمات بطريقة صحيحة وقد يلفظها بطريقة واضحة بحيث تتداخل الأصوات بعضها ببعض، وقد يكون المريض أكثر انفعالاً من الآخرين، كأن يكون سريع الإحباط وقد يبكي أو يضحك بإفراط وأحياناً يكون سريع النسيان وتبدو عليه علامات الحيرة والنسيان.
* ما المشاكل العضوية المقرونة عادة بالتلف الدماغي؟
مرض الحبسة الكلامية غالباً ما يكون سببه إصابة الجانب الأيسر من الدماغ.
وعند إصابة جانب من الدماغ، يتأثر الجانب العكسي من الجسم بالضرورة. فمريض الأفازيا غالباً ما يعاني من ضعف في الساق اليمنى، والذراع الأيمن وأحيانا يتأثر نظره، وفي بعض الحالات النادرة قد يعاني المريض من نوبات تشنجية.
* ما الشفاء التلقائي؟
حين يسترد الجسم قوته وعافيته بعد الإصابة بالتلف الدماغي يستعيد بعض المرضى مهاراتهم السابقة في الكلام والكتابة، وقد يشعرون بالتحسن في غضون أيام معدودة أو في خلال ستة أشهر فأكثر.
وهذا التحسن الفوري يطلق عليه اسم «الشفاء التلقائي» ولكنه نادراً ما يؤدي إلى الشفاء التام من الناحية الوظيفية.
* ما العلاج المتاح لمرضى الحبسة الكلامية؟
بالإمكان مساعدة المريض ومساعدة أفراد أسرته نحو تفهم الحبسة الكلامية، فاخصائي النطق واللغة مؤهل علمياً لتقييم المشكلة ووضع البرنامج العلاجي المناسب لإعادة تأهيل الشخص المصاب، وعلى الرغم من أن نسبة الشفاء الكامل محدودة جداً، إلا أننا نستطيع تقديم العون اللازم لتحسين جميع الحالات، ويجب أن يحمل الاخصائي المعالج شهادة الجدارة الإكلينيكية مثل تلك الصادرة من الجمعية الأمريكية للنطق والسمع ومرخصاً له من الجهات المعنية.
* متى يجب على مريض الحبسة الكلامية مراجعة اخصائي النطق واللغة؟
في غضون الأيام القليلة الأولى من الإصابة، فبالإضافة إلى إمكانية مساعدة المريض على استرداد قدرته على النطق واللغة، سيستطيع الاخصائي أيضاً من رفع معنوياته وإعطائه الأمل في الشفاء وتوجيه وارشاد أفراد أسرته.
وفي كثير من الأحيان فإن البيانات التي يجمعها الاخصائي تفيد في علاج المريض من الناحية الطبية.
* هل بإمكان العائلة والأصدقاء تقديم العون للمريض؟
يعتبر دور الأسرة والأصدقاء دوراً حيوياً جداً بالنسبة إلى برنامج إعادة التأهيل، فدرجة تفهمهم للمشكلة تزيد من فرصة شفاء المصاب بالحبسة الكلامية، وسوف يتعاون الاخصائي مع أفراد الأسرة لكي يساعدهم على تقديم العون اللازم للمريض.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved