* جدة نانا السقا:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل العضو المنتدب للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها ان ممارسات الانشطة الاقتصادية البشرية الحالية قد اثرت بشكل خطير على التنوع الاحيائي حتى انها لتنذر بحدوث كارثة انقراض للانواع شبيهة بتلك التي حدثت للديناصورات منذ نحو 65 مليون عام ولكنها هذه المرة بفعل الإنسان وعلى مستوى العالم بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
ولفت سموه إلى أن صناعة الزراعة الحديثة وتوسعاتها تأتي في مقدمة الأسباب المهيئة لحدوث كارثة الانقراض لبعض الانواع الاحيائية عن طريق ازالة المواطن الطبيعية للانواع الفطرية الى جانب ان حوالي 50% من المناطق المحمية الرئيسية في العالم مستغلة بكثافة في انشطة زراعية والباقي منها عبارة عن جزر متناثرة وسط بحر لجي من الاراضي الزراعية مشكِّلة بذلك مناطق منعزلة لا يمكنها ان تحافظ على النظم البيئية الطبيعية والانواع بالشكل المطلوب بسبب عدم انسياب الجينات وتعرضها لاشكال التلوث المختلفة لا سيما التلوث الاحيائي من جانب الانواع الدخيلة.
وقال سمو الأمير سعود الفيصل انه يضيف إلى هذه الكارثة ان هناك أكثر من مليار نسمة يعيشون تحت خط الفقر في المناطق المصنفة بانها مناطق أو نقاط ساخنة تضم اغنى تنوع احيائي في العالم مما يشكل ضغوطاً لا يستهان بها على هذه المناطق ومواردها الطبيعية ويزيد من حدة تعرض التنوع الاحيائي للتدهور وانقراض الانواع.
واشار سموه إلى ان تقديرات العلماء تدل على ان الطلب العالمي على الغذاء سيزداد بنسبة 50 إلى 60 في المائة خلال العقود الثلاثة القادمة وما يعنيه ذلك من ضرورة رفع الانتاج الزراعي لمقابلة زيادة الطلب.
وشدد سموه على ان الممارسات الزراعية اذا استمرت على ما هو عليه الآن فسوف تزداد حدة كارثة الانقراض وفقدان النظم البيئية والمواطن الطبيعية.
وبيَّن الأمير سعود الفيصل ان الحل الممكن والوحيد هو احداث التوازن المطلوب بين الانتاج الزراعي وبين المحافظة على النظم البيئية والطبيعية.
واضاف ان ما يبعث الامل في النفوس ما توصلت اليه الدراسات العالمية الحديثة من انماط واعدة من الزراعة الايكولوجية ويبقى على علماء الزراعة في المملكة ان يقوموا بدورهم في تحديد الطرق المناسبة لتطوير الاساليب الزراعية في المملكة بما يتناسب مع بيئتها الهشة الجافة بحيث تتحقق زيادة الانتاج الزراعي مع اقتصاد في استخدام مياه الري الثمينة وتحقيق المحافظة على النظم البيئية الطبيعية والحياة الفطرية في مساحة كافية تشغلها شبكة من المناطق المحمية التي تنتشر عبر اراضي المملكة.
واكد سمو الامير سعود الفيصل انه رغم الاهمية القصوى للمحافظة على النظم البيئية الطبيعية والحياة الفطرية في مناطق محمية ممثلة الا اننا يجب ان نضع نصب اعيننا في المقام الأول ان الله سبحانه وتعالى قد جعل كوكب الارض مسرحاً للحياة وعمَّرها بالانواع الحية لصالح الإنسان مشيراً إلى أن الهدف الأول هو توفير احتياجات معيشة الانسان وفي مقدمتها الغذاء واستكمال احتياجاته من الاخشاب والنواتج الطبيعية والفطرية الى جانب حصاد موارد النظم البيئية الطبيعية من مراعٍ وبحار وما يرتع في جنباتها من انواع الحيوان والاحياء.
وشدد سموه على ضرورة العمل من اجل توفير الأمن الغذائي للاعداد المتزايدة من البشر شريطة الا يتم ذلك على حساب تدهور البيئة وفقدان المواطن الطبيعية وانقراض الانواع وخسارة التنوع الاحيائي الذي لا يمكن تعويضها ابداً.
|